اعتبر الخبراء المشاركون، يوم الثلاثاء في الرباط، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي “حوارات أطلسية” الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن جائحة “كوفيد-19” كشفت عن الحاجة إلى “إعادة التوازن” للعلاقات الدولية.
وقالت أميناتا توريه، رئيسة وزراء السنغال السابقة، خلال هذه الجلسة التي انعقدت عبر الفيديو حول موضوع “أزمة كوفيد-19 رؤية من جنوب المحيط الأطلسي” وأدارها رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، إنه خلال العقدين الماضيين، شهد العالم “إعادة توازن للقوى الإقليمية”، وخاصة مع صعود الصين، ودول البريكس وأيضا نيجيريا.
وأبرزت توريه أنه بعد انتهاء الاستعمار، تغيرت العلاقات وأن المفهوم الجديد “رابح-رابح” يتوجب أن يحل محل القوالب والصور النمطية التي شوهت إفريقيا، خاصة خلال هذه الأزمة الصحية، مشيرة إلى أنه يتعين على إفريقيا أن تنخرط بشكل متزايد في منطق التكامل الاقتصادي والمالي عبر “تغيير البراديغمات” بهدف تجاوز 20 في المائة من التبادل الاقتصادي المسجل بين الدول الإفريقية.
كما ذكرت أنه يتعين على إفريقيا أن تغتنم الفرص من أجل الحوار، والتبادل والتجارة “بدون انحياز اتجاه الولايات المتحدة أو الصين” .
وفي معرض تطرقها إلى العولمة، لاحظت رئيسة الوزراء السنغالية السابقة أن هذا “البراديغم لم يكن متينا ولم يصمد” أمام الوباء، عندما أغلقت الحدود مما تسبب في “تدمير سلاسل الإمداد”.
وأشارت إلى أن “هذه الأزمة أتاحت للأفارقة اكتشاف كفاءات وقدرات والتي مكنت من القيام بتدبير جيد داخلي فعال، وخاصة لمرض (إيبولا)”، معتبرة أن إفريقيا نجحت في “اختبار” أزمة “كوفيد-19” على عكس الغربيين.
وفي تناولها للتعددية، قالت السيدة توريه خلال هذه الجلسة التي أدارها أيضا مفيمبا ديزوليلي، أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة جون هوبكنز، أن العالم فقد خلال هذه الأزمة آليات التشاور.
ومن جهته، أبرز وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين، أن العالم الغربي “فقد احتكار القوة”، ونموذجه يطرح “مشاكل بيئية مروعة”.
واعتبر أنه “من المبكر جدا” القول إن الجائحة غيرت العالم، داعيا إلى تعاون دولي أفضل بحلول 2021.
وحول موضوع آخر، أبرز فيدرين أن التقاطبات الصينية الامريكية ستهيمن على العقد القادم، لافتا إلى أنه لا يجب النظر بـ”مثالية” للعولمة .
وحسب المنظمين، فإنه من المقرر تنظيم 15 ندوة عبر الانترنيت من 3 نونبر إلى 22 كانون دجنبر 2020 في إطار حوارات أطلسية، حيث ستتولى نخبة من الخبراء وشخصيات مدنية وعسكرية رفيعة المستوى، من الجنوب والشمال، تنشيط الجلسات العامة لهذا المؤتمر.
أما الجلسات الـ 14 الأخرى لحوارات أطلسية، وأغلبها مبرمج على طول شهري نونبر ودجنبر، فستتناول قضايا تتعلق بنفس الموضوع، من زوايا متباينة على حد سواء: “القدرات الصحية كأداة جديدة للقوة”، و” الصحة العامة، حقل عمل جديد للمنظمات والتحالفات العسكرية”.