من هو الديمقراطي جو بايدن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية

أعلنت قناة سي أن أن الأميركية، اليوم السبت، فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأميركية، بناء على نتائج ولاية بنسلفانيا الحاسمة.

وحصل جو بايدن على الأقل على 273 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي اليوم السبت, مما يعني أنه سيصبح رئيس ا للولايات المتحدة اعتبارا من يناير القادم.

جو بايدن الرئيس السادس والأربعين لأمريكا, وفق ا لمؤشر “سي أن أن”، بعد فوزه في الولاية التي ولد فيها, مما جعله يفوق 270 صوتا انتخابيا مطلوبا للفوز بالرئاسة، جاء ذلك بعد فوز بايدن في ولاية بنسلفانيا، ذات الـ20 صوتا في المجمع الانتخابي، وبالتالي حسم السباق الرئاسي على منافسه، الرئيس الحالي، دونالد ترامب.

جو بايدن سياسي ومحام أمريكي، وعضو بارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي، شغل مناصب بارزة خلال مسيرته أبرزها: نائب الرئيس الأمريكي السابع والأربعين (باراك أوباما)، وسادس أصغر سيناتور منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، كما أعيد انتخابه في مجلس الشيوخ (كسيناتور) 6 مرات بعدها، إضافة لرئاسته لجنة العلاقات الخارجية في السابق.

ولد جوزيف روبينيت بايدن، الابن، المعروف باسم جو بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، بتاريخ 20 نوفمبر 1942، والده جوزيف بايدن وأمه هي كاثرين أوجينيا، وهو الأكبر بين أربعة أبناء.

انتقلت أسرته،وعندما كان في العاشرة من العمر، إلى كلايمونت بولاية ديلاوير، حيث تخرج عام 1961 من أكاديمية أريشمير فيها، كما حصل على شهادة جامعية مضاعفة في التاريخ وعلم السياسة من جامعة نيوارك، ثم التحق بجامعة سيراكوس للقانون وفق منحة دراسية نصفية حصل عليها لكونه ظهير رباعي (لاعب كرة قدم أمريكية)، وتخرج منها بإجازة في المحاماة عام 1968، وانضم إلى السلك القضائي في 1969.

عمل جو بايدن كمحام متدرب في ويلمنجتون, ديلاوير, ثم انت خب ليكون قنصل مجلس مقاطعة نيو كاسل من 1970 وحتى 1972، حيث قرر الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، بسبب موائمة الفرصة لبايدن، نتيجة تنحي جايمس بوجز الجمهوري المرشح للفوز، ففاز بايدن بالانتخابات، على الرغم من إعادة ترشيح بوجز لنفسه، بدعوة من الرئيس الأمريكي آنذاك (ريتشارد نيكسون)،وكما ساعدته حملته الانتخابية، التي تركز على حماية البيئة، ومعالجة قضايا الهجرة، والتأمين الصحي، والحقوق المدنية، والانسحاب من الفيتنام، وغيرها من القضايا التي جعلته أقرب وأكثر قدرة على التواصل مع الناخبين.

تسلم مكتبه ولقبه كسيناتور عام 1973، حيث كان في الثلاثين من عمره، وبالتالي سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة, وأكثرهم استمرارية في المجلس, عبر إعادة انتخابه 6 مرات متتالية، منتصر ا على جايمس باكستر عام 1987، وجون بوريس عام 1984، ثم جاين برادي في 1990، ورايموند كلاتورثي عام 1996، وبأغلبية 60% من الأصوات في 2000، وأعيد انتخابه بعدها لآخر مرة في 2008 حيث كان رابع أكبر عضو في المجلس.

عينه الكونغرس كأحد الشخصيات الاثني عشر الذين أحدثوا فرقا في السياسات الخارجية الأمريكية، إضافة لتسلمه عدة مهام في اللجنة القضائية، التي ترأسها مرة وحيدة، حيث شارك خلالها بصياغة العديد من قوانين الجريمة الفيدرالية، بما فيها التركيز على قضايا الحد من التسلح، والتحكم في جريمة العنف، وإجراءات تطبيق القانون لعام 1994 المعروف ب”قانون بايدن للجريمة”.

أما القانون الأبرز، هو قانون العنف ضد المرأة التاريخي، الصادر في 1994 أيضا, والذي يتضمن العديد من الإجراءات للحد من العنف المنزلي، مزودا مليارات الدولارات للأموال الفيدرالية من أجل التوصل للجرائم المبنية على الجنس، وحلها، كما أصدر تشريع “أطفال 2000” الذي يضمن تأمين الحاسب, والمدرس, والإنترنت، ودورات التقوية وغيرها مما قد يحتاجه طلاب المدارس في القطاعين العام والخاص والمشترك.

قام خلال فترة عمله في مجلس الشيوخ بتدريس مادة القانون الدستوري بكلية القانون في جامعة ويدينير بولايته ديلاوير بدء ا من 1991، حيث قدم الكثير للولاية أثناء عمله كسيناتور. كما دعم قاعدتي دفر الجوية, ونيو كاسل العسكريتين, وغيرها من المشاريع التي رصد لها ملايين الدولارات، إضافة لحملات جمع التبرعات التي قام بها ويعد على أثرها أكثر سيناتور جمعا للتبرعات في تاريخ الولاية.

رشح جو بايدن نفسه سابقا في العام ذاته للانتخابات الرئاسية سعيا منه ليصبح أصغر رئيس للولايات المتحدة منذ جون كينيدي، لكنه تعرض لعارض صحي أوقف حملته الانتخابية على إثره.

استأنف عمله في الكونغرس بعد سبعة أشهر من إصابته الدماغية حتى استقالته عام 2009، حيث عين نائبا للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، ليصبح ثاني أقوى شخصية في الولايات المتحدة بعد الرئيس.

بدأ بايدن عمله في منصبه الجديد كنائب للرئيس الـ 44 للولايات المتحدة باراك أوباما، بعد أن كان قد ترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه قام بالانسحاب نظرا لمنافسيه البارزين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وفشله في حشد الناخبين إلى جانب بضع تعليقات أدلى بها أدت لإيذاء حملته، وتركيز الإعلام بشكل رئيسي على المرشحة الألاسكية سارة بالين.

تلاها اجتماعه بشكل سري مع باراك أوباما إثر انتخابه رئيسا رغبة من الأخير أن يشغل بايدن منصب نائبه، رغم ضعف العلاقات بينهما أثناء عملهما مع ا في لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس, فتم انتخاب بايدن نائب ا للرئيس ليكون السيناتور الوحيد بتاريخ ديلاوير الذي يحتل هذا المنصب.

عين بعد فترة وجيزة من الانتخابات رئيس ا للفريق الانتقالي للرئيس المنتخب أوباما, ثم اختار مساعده رون كلاين ليكون رئيس أركانه،وكما شارك بكافة التعيينات الوزارية التي تمت في الفترة الانتقالية, ثم استقال من الكونغرس بعد أن كان قد تم انتخابه لولاية جديدة في 2008, وقام برحلة إلى العراق وأفغانستان كآخر مهمة له في لجنة السياسات الخارجية, مودعا بعدها مجلس الشيوخ بخطاب مؤثر بعد أن قضى فيه 35 عاما.

تولى بايدن دور مستشار مهم وراء الكواليس, منها فصل النزاعات مع منافسي أوباما, والحصول على دعم مجلس الشيوخ في العديد من تشريعات أوباما, منها “حزمة التحفيز” التي واجهت بشكل فعال الركود المستمر وخلقت فرصا عديدة للعمل، وقانون حماية المرضى والرعاية الصحية وغيرها.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة