جو بايدن.. أحداث مأساوية في حياة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد

تمكن المرشح الديمقراطي جو بايدن، السبت، من الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، متفوقا على منافسه دونالد ترامب، ومنهيا طموحه في الاستمرار على رأس الولايات المتحدة لولاية ثانية، ونجح جو بايدن في القضاء على ترامب، ليتفرغ لتضميد جراح الولايات المتحدة التي مزقتها الأزمة الاقتصادية والصحية، واللامساواة العرقية، كما نجح في تضميد جراحه في أكثر من مرة، من خلال تغلبه على أحداث مأساوية أثرت في حياته، ورسمت مسارها للتربع على بيت أمريكا الأبيض.

حياة قاسية طبعت مسار جو بايدن

جو بايدن هو جوزيف روبينيت بايدن، ولد وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية في 20 نوفمبر سنة 1942، بمدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق بنسلفانيا.

ويرجع المرشح الديمقراطي الفضل دائما في طيبته ومثابرته وتعاطفه مع الآخر إلى أصوله، فهو لا يكل عن ذكر أبيه، الرجل الذي عرف الثروة والفقر والذي عمل جاهدا طوال حياته، تارة في تنظيف الأفران وأخرى في بيع السيارات المستعملة، حتى لا ينقص أبناءه شيء أبدا.

وعندما كان في الـ29، قرر أن يتخذ من السياسة دربا له واستطاع، بشكل مفاجئ، التغلب على السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972 ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أمريكي في التاريخ.

ولكن فرحته بهذا الفوز لم تدم طويلا، فبعد مرور بضعة أسابيع، وبالتحديد قبل أيام من حلول عيد الميلاد، توفيت زوجته نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أصيب ابناه صغيرا السن بو وهانتر بجروح. وبعد هذا الحادث المأساوي كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته. وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيه في المستشفى.

وبسبب الحادث، اضطر بايدن أن يعود يوميا بالقطار إلى منزله في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير بعد إنهاء دوامه في واشنطن. وحافظ بايدن على هذه العادة طوال مسيرته المهنية في مجلس الشيوخ، مما أكسبه لقبا آخر وهو “أمتراك جو” (نسبة لشركة الخطوط الحديدية الأمريكية).

وفي “مثيولوجية” جو بايدن، يظل عام 1988 عاما عصيبا في تاريخه، إذ كاد هذا العام ينهي مسيرته السياسية. فمن ناحية، نالت اتهامات السرقة الفكرية وتزوير شهاداته من فرص فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي. ومن ناحية أخرى، تم إدخاله إلى المستشفى بسبب تمزق في ورم دموي، واضطر لأخذ نقاهة مدتها سبعة أشهر للتعافي قبل العودة إلى الكونغرس.

كما عرفت ولايته الثانية كنائب للرئيس، فاجعة أخرى عندما توفي ابنه بو الذي كان مدعيا عاما في ديلاوير، عام 2015 عن عمر 46 عاما بعد صراع مع سرطان الدماغ.

وقال بايدن إن ابنه بو كان يشجعه وهو على فراش الموت، على خوض سباق جديد إلى البيت الأبيض. كما كان لزوجة بايدن الثانية جيل دور فعال في تشجيعه إذ إنها خاضت جميع حملاته الانتخابية بجانبه منذ 40 عاما.

ومع كل هذه المآسي استطاع جو بايدن، أن يحشد الأنصار و يرجح كفته للفوز بسدة الحكم، بعدما كسب الرهان الانتخابي وأصبح اليوم الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأمريكية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة