قال أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، أحمد الدرداري، إن الخطاب الملكي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، يجعل من هذا الحدث منهجية للبناء والتشييد ومنهاجا لمواصلة العمل الوطني الجاد لرفع التحديات ذات الطابع التنموي.
وأكد الدرداري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي السامي بسط أهداف ومبادئ المسيرة الخضراء المظفرة كـ”نموذج في التعبئة والالتزام والتشبث بالوطنية الحقة، دفاعا عن الحقوق المشروعة للمغرب”، مشيرا إلى أن المملكة أثبتت من خلال هذا الحدث، “وعلى امتداد ما يربو عن أربعة عقود من عودة هذه الربوع إلى حوزتها، قدرتها على رفع كل التحديات بمختلف تجلياتها، ومن صميمها تلك التنموية”.
وأوضح رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات أن الخطاب الملكي جدد محورية دور الأقاليم الجنوبية للمملكة كقاطرة للتنمية الشاملة على المستوى القاري والإفريقي، مضيفا أنه ذكر “التفاعل الإيجابي للأمم المتحدة مع مقترح الحكم الذاتي ورجاحته وسموه، وترسيخه كحل واقعي وحيد للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء”.
وعلى الصعيد السياسي، استشهد الأكاديمي بما تضمنه الخطاب الملكي السامي من انحسار الاعتراف بالمشروع الوهمي، ورفض أي مساس بالوحدة الترابية للمملكة وتأييد المقترح المغربي الذي يعكس قيم الواقعية ويمضي في تنزيل المشاريع التنموية بهذه الربوع الغالية.
وخلص منسق ماستر التدبير الاستراتيجي للسياسات العمومية الأمنية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، إلى أن الاعتراف بالمكانة الاستراتيجية للأقاليم الجنوبية للمملكة وأدوارها التنموية المفترضة يجعلها محرك تنمية مطردة بامتياز، مشيرا إلى أن “خلق دينامية للاقتصاد البحري بهذه الربوع الغالية يعد تعضيدا لمخطط المغرب الأزرق، ويجعل من الواجهة الأطلسية قبالة الأقاليم الجنوبية للمملكة مؤشرا إيجابيا على الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر من خلال الاستثمار في الطاقات النظيفة من قبيل الطاقات الريحية والشمسية، وترصيد اقتصاد البحار وجني ثمار السياحة الشاطئية”.