في ظل الأجواء المشحونة بالخوف من الإصابة بفيروس كورونا التي نعيشها جميعا، والترقب السائد حاليا حول ما يمكن أن تحمله الأيام القليلة المقبلة من تطورات قد تكون صعبة، بدأ الذعر واليأس يتسربان إلى نفوس الناس، مما أثر على نفسياتهم وعكر حياتهم اليومية.
ومن المؤكد أن هذه “الموجة الثانية” من انتشار الفيروس ستضع الصحة النفسية للمغاربة على المحك، بعدما أصبح “الخناق” يشتد على الجميع، في مواجهة وباء “شرس” أصاب جسم الكثير من الاقارب و الأصدقاء والزملاء في العمل ، بل وأنهى حياة الكثيرين من معارفنا وجيراننا ومعلمي أبنائنا.
وفي هذا الصدد، يؤكد الأخصائي النفسي الإكلينكي والمعالج النفسي، فيصل طهاري، في معرض جوابه على أسئلة وكالة المغرب العربي للأنباء، على ضرورة تركيز الاهتمام على الصحية النفسية للمغاربة لتجاوز هذه الظروف الصعبة.
1- في الأيام الأخيرة، زاد بشكل كبير الخوف من الإصابة بفيروس كورونا. ما الذي أجج هذه المخاوف ؟
بالفعل، أصبح الخوف مستشريا أكثر بين الناس، ليس في المغرب فقط، بل حتى بالعديد من البلدان التي عرفت ارتفاعا حادا أو “موجة ثانية” لهذا الفيروس الفتاك، وكذا زيادة في مؤشر خطورته. كما أن كل المعلومات المنتشرة الآن عبر وسائل الإعلام والتطورات المتعلقة بارتفاع عدد المصابين والوفيات ترفع منسوب القلق لدى المواطنين الذين يطرحون أسئلة كثيرة من قبيل: متى يمكننا التخلص من هذا الكابوس؟ متى ستعود الحياة إلى طبيعتها؟ غير أن كل هذه الأسئلة وغياب الإجابات عنها حاليا يجعلان الإنسان يعيش نوعا من الضغط النفسي والقلق والخوف.
وتتحكم في درجة حدة هذه المخاوف البنية النفسية لكل فرد على حدة، فهناك من يستطيع أن يتجاوز هذا الوضع ويتكيف معه رغم وجود الوباء، في حين هناك ما نسميهم بذوي البنية النفسية الضعيفة الذين قد يصلون إلى مرحلة تتوقف الحياة بالنسبة لهم ويسيطر عليهم الخوف والقلق بشكل أكبر.