أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال محسن إيدالي أن موقف المغرب القاضي بوضع حد للاستفزازات الخطيرة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات، “استراتيجي وحازم، يرفض الأمر الواقع” الذي حاولت فرضه عليه الأطراف المعادية لوحدته الترابية.
وقال إيدالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن التحرك المغربي جاء ليجسد عزم وإصرار المملكة على مواجهة سياسة الأمر الواقع، والتصدي لكل المحاولات الساعية لتغيير الوضع بالمنطقة العازلة للكركرات، مبرزا أن هذا القرار جاء “في وقت مناسب”، مباشرة بعد الخطاب الأخير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي أكد فيه على إرادة المغرب القوية في الدفاع عن وحدته الترابية ومواجهة استفزازات خصومه المتكررة بهذه المنطقة.
وأضاف أن قرار المغرب إقامة حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات، “يحظى بالتفاف قوي لمختلف القوى الوطنية وفئات المجتمع المغرب”، بعد تمادي الميليشيات المذكورة في استفزازتها، وقيامها بعرقلة المحور الطرقي العابر لهذه المنطقة الرابطة بين المملكة المغربية وموريتانيا، ومنع الحق في المرور.
وبعد أن ذكر بأن المغرب أبدى “رزانة ومرونة وحكمة قوية” طيلة الشهور الأخيرة في محاولة منه لتطويق التطورات الخطيرة بالمنطقة العازلة من خلاله توجهه للمنتظم الدولي وحثه على التدخل لوضع حد لهذه الأزمة التي تضررت منها أيضا دول الغرب الافريقي وجنوب الصحراء ، أوضح أنه لا يمكن في كل حال من الأحوال أن يقف المغرب “مكتوف الأيدي أمام تمادي الخصوم ومحاولاتهم تغيير الوضع في المنطقة”، في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة.
وشدد على أن الرزانة والحكمة التي أبداها المغرب في تعاطيه مع استفزازات البوليساريو ” لا تعني بأي شكل من الأشكال تنازلا أو تساهلا” في التصدي لكل المحاولات اليائسة لتغيير هذا الوضع، خصوصا وأن هذه الأزمة تزامنت “مع تواصل تحقيق المغرب لانتصارات دبلوماسية” ، بعد افتتاح بلدان افريقية لقنصلياتها بالعيون والداخلة واعتزام أخرى القيام بذلك، مما يكرس سيادة المغرب على أراضيه.
وخلص إيدالي إلى أن ” مصلحة البلاد فوق أي اعتبار ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يظل الوضع على ما هو عليه” في هذه المنطقة العازلة، والمغرب تصرف بما تمليه عليه واجباته ومسؤولياته في الدفاع عن وحدته الترابية وفق الشرعية الدولية”.