تلتقي البرتغال حاملة اللقب وبطلة أوروبا مع ضيفتها فرنسا بطلة العالم وصيفة بطلة كأس أوروبا السبت في قمة مصيرية بملعب “دا لوش” في لشبونة، في الجولة الخامسة قبل الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.
ويخوض المنتخبان الإسباني والألماني مباراتيهما ضد سويسرا وأوكرانيا تواليا، تحت شعار “التعثر ممنوع” قبل قمتهما الحاسمة الثلاثاء المقبل على الملعب الأولمبي “لا كارتوخا” في اشبيلية ضمن المجموعة الرابعة.
في قمة ملعب “دا لوش” الملقب بـ”الكاتدرائية” من قبل جماهير نادي بنفيكا، يدرك طرفاها البرتغال وفرنسا أن الفوز سيمنح صاحبه بطاقة المجموعة الثالثة إلى الدور نصف النهائي للنسخة الثانية من المسابقة الحديثة.
ويتقاسم المنتخبان صدارة المجموعة برصيد 10 نقاط لكل منهما، وهما تعادلا سلبا في الجولة الثالثة في باريس، وبالتالي فإن فوز أي منهما سيمنحه الأفضلية في المواجهتين المباشرتين وبطاقة التأهل، بغض النظر عن نتيجتي المباراتين الاخيرتين الثلاثاء عندما تحل البرتغال على كرواتيا، وتستضيف فرنسا كرواتيا وصيفتها في مونديال 2018.
ووحده الفوز سيحسم التأهل نهائيا في مباراة الغد، وفي حال التعادل ستبقى الحظوظ قائمة حتى الجولة الأخيرة مع أفضلية للبرتغال التي تتفوق بفارق الأهداف.
– “الهدف بلوغ دور الاربعة” –
وستكون مواجهة الغد الثانية بين المنتخبين منذ لقائهما في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2016 على أرض فرنسا عندما توجت البرتغال باللقب للمرة الأولى في تاريخها بفوزها 1-صفر، كما أنها تسبق قمة ثالثة مقررة بينهما قبل نحو سبعة أشهر وتحديدا في 23 يونيو المقبل في بودابست ضمن الدور الأول لنهائيات كأس أوروبا 2020 المؤجلة عاما واحدا بسبب فيروس كورونا المستجد.
والأكيد أن المنتخبين سيدخلان المباراة بمعنويات قوية سعيا للظفر ببطاقة نصف النهائي وسيضع كل منهما خلفه النتيجة التي حققها برديفه وديا الأربعاء، عندما أكرمت البرتغال وفادة ضيفتها أندورا المتواضعة بسباعية نظيفة، فيما منيت فرنسا بخسارة مفاجئة أمام ضيفتها فنلندا صفر-2.
وتعول البرتغال على قوتها الهجومية الضاربة بقيادة نجمها وهدافها التاريخي مهاجم يوفنتوس الإيطالي كريستيانو رونالدو، صانع ألعاب أتلتيكو مدريد الاسباني جواو فيليكس، وجناح ليفربول الإنكليزي المتألق ديوغو جوتا وجناح مانشستر سيتي الإنكليزي برناردو سيلفا.
وعزز رونالدو غلته التهديفية دوليا عندما دخل بديلا ضد أندورا حيث سجل الهدف السادس رافعا رصيده إلى 102 هدفين وبات على بعد سبعة اهداف من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي.
وكان مدرب البرتغال فرناندو سانتوس أعلن الثلاثاء قبل مواجهة أندورا أن “هدفنا هو التأهل مرة أخرى إلى +دور الأربعة+ لدوري الأمم والدفاع عن الكأس التي فزنا بها العام الماضي (…) ولكن أيضًا مراقبة بعض اللاعبين الذين يتمتعون بالجودة لتمثيل هذا المنتخب”.
– شك حول مشاركة مبابي –
وفي حين تخوض البرتغال المباراة بتشكيلتها الكاملة باستثناء غياب قطب الدفاع المخضرم بيبي (37 عاما) بسبب الاصابة، يحوم الشك حول مشاركة العديد من العناصر الأساسية في تشكيلة فرنسا أبرزهم نجم باريس سان جرمان كيليان مبابي الذي فضل مدربه ديدييه ديشان عدم الدفع به في المباراة ضد فنلندا لمنحه المزيد من الوقت للتعافي من إصابة عضلية في الفخذ حرمته من خوض المباراتين الاخيرتين لفريقه.
وأراح ديشان أيضا ثلاثي بايرن ميونيخ الالماني بنجامان بافار وكورنتان توليسو ولوكاس هرنانديز، إلى جانب قطب الدفاع الباريسي بريسنل كيمبيمبي وزميله السابق لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي أدريان رابيو.
وشارك جميع اللاعبين في الحصة التدريبية الخميس باستثناء مبابي الذي خاض حصة تدريبية منفردا، ومهاجم موناكو وسام بن يدر الذي استبعد من التشكيلة بسبب فحص إيجابي لفيروس “كوفيد-19”.
وسيحاول المنتخب الفرنسي الاستفادة من أخطائه أمام فنلندا لتفادي التعرض لخسارتين متتاليتين للمرة الأولى منذ عام 2015 (سقط أمام بلجيكا ثم ألبانيا وديا).
وخفف مدربه ديشان من هول “صفعة” فنلندا قائلا “تلقينا درسا في جوانب عدة ابرزها القتالية والكرم والتضامن، وهذه التعثرات ضرورية من قت لآخر وتفيدنا وتذكرنا بالأشياء الأساسية. إنه المستوى العالي، لا يمكننا التخلف عن الركب”، معربا عن أمله في التوجه إلى لشبونة بمعنويات عالية، وتكرار نتيجة الزيارة الأخيرة لمنتخب بلاده إلى لشبونة وتحديدا ملعب “جوزيه-ألفالاده” الخاص بنادي سبورتينغ.
كان ذلك في مباراة دولية ودية في الرابع من سبتمبر 2015، وحسمتها فرنسا بهدف قاتل في الدقيقة 85 سجله البديل ماتيو فالبوينا من ركلة حرة مباشرة.
وفي المجموعة ذاتها، تلعب السويد صاحبة المركز الأخير مع ضيفتها كرواتيا الثالثة برصيد ثلاث نقاط في قمة من أجل البقاء في المستوى الأول.
ويتأهل المتصدر الى دور الأربعة مباشرة، فيما يهبط صاحب المركز الاخير الى المستوى الثاني.
– الخطأ ممنوع على الاسبان والالمان –
وفي المجموعة الرابعة، يحمل بطلا العالم عامي 2010 و2014 المنتخبان الاسباني والالماني على التوالي شعار الخطأ ممنوع عندما يحل الاول ضيفا على سويسرا في بازل، ويستضيف الثاني أوكرانيا في لايبزيغ.
وتتصدر إسبانيا المجموعة برصيد سبع نقاط بفارق نقطة واحدة أمام المانيا وأوكرانيا، فيما تحتل سويسرا في المركز الأخير برصيد نقطتين، وتنتظر “لا روخا” و”المانشافت” قمة ساخنة في اشبيلية الثلاثاء.
وتمني اسبانيا ومدربها لويس أنريكي النفس بالعودة الى سكة الانتصارات بعد الخسارة المفاجئة امام مضيفتها أوكرانيا المنقوصة من العديد من الأساسيين بسبب فيروس كورونا صفر-1 في الجولة الماضية، وذلك من أجل الإبقاء على مصيرها بين يدها قبل القمة المرتقبة، أو قطع خطوة كبيرة قبلها في حال تعادل رجال المدرب يواكيم لوف.
وسيعتمد أنريكي ولوف على تشكيلتيهما الأساسيتين بعدما أراح كل منهما نجومه في المباراتين الوديتين الأربعاء، حيث تعادلت اسبانيا مع مضيفتها هولندا وفازت المانيا على ضيفتها جمهورية التشيك 1-صفر.
وتبدو الضغوط كبيرة على لوف بسبب النتائج المخيبة في المسابقة حيث حقق فوزا واحدا مقابل ثلاثة تعادلات ما جعله عرضة لسيل من الانتقادات ناحية المعاناة الدفاعية وتشبثه بقراره الذي اتخذه عقب الخروج الكارثي من الدور الأول لمونديال 2018 والمتعلق باستبعاد جيروم بواتنغ وماتس هوملس المتألقين في الآونة الأخيرة مع فريقيهما بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند.
وقال لوف ردا على الانتقادات قائلا “في الوقت الحالي، لا أرى أي سبب لاستدعائهم”.
وعبّر لوف عن فلسفته مرات عدة منذ فقدان لقب كأس العالم في روسيا، حيث ما فتئ أن كرر أنه يجب أن نترك المجال والوقت لجيل جديد يتعين عليه اكتساب الخبرة والصلابة وخلق الموازين، موضحا أن الحفاظ على عمود فقري للمنتخب بلاعبين في الثلاثينيات، حتى لو كانوا أبطال العالم 2014، لن يؤدي إلا إلى تأخير هذا المسلسل.
وأضاف “لقد جددنا تشكيلة المنتخب ونحن على معرفة بالمشكلة”، مضيفا “أعلم أنه طريق صعب، سنرتكب أخطاء، وعلينا التغلب على الرياح المعاكسة، ولكنني مستمتع بالعمل مع هذا الفريق الشاب”.