هزيمة مدوِّية مني بها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بعدما أكدت عملية إعادة فرز الأصوات في ولاية جورجيا فوز منافسه جو بايدن. جاء ذلك بالتزامن مع سلسلة من الخسائر القضائية تكبدتها حملته.
أيّدت إعادة فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الأمريكية بولاية جورجيا، فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، في تلك الولاية التي تميل تقليدياً إلى الجمهوريين. ويمثل فوز بايدن في جورجيا، التي لم يسبق أن صوتت لمرشح ديمقراطي منذ 28 عاماً، هزيمة مدوية لترامب الذي يسعى إلى قلب نتائج الانتخابات الأمريكية من خلال الطعون القانونية ونشر ادعاءات لا أساس لها بشأن تزوير واسع النطاق لأصوات الناخبين.
ومع الإدلاء بما يقرب من خمسة ملايين صوت في الولاية، فاز بايدن بفارق ضئيل بنحو 14 ألف صوت، وفقاً لنتائج الانتخابات الأصلية. ويتقدم بايدن الآن بـ12 ألفاً و284 صوتا وفقا لنتائج إعادة الفرز، وقد تكون الحصيلة النهائية مختلفة قليلاً، وبالتالي لا يزال يحق لحملة ترامب طلب إعادة الفرز مرة أخرى لأن هامش فوز بايدن أقل من 0,5 بالمئة.
وفي المجموع حصل الديمقراطي بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيراً على الأصوات اللازمة للنصر وعددها 270.
خسائر متواصلة في معركة الطعون
وفي تصريحات يوم الخميس بعد اتصال مع عشرة من حكام الولايات، وصف بايدن محاولة ترامب لقلب النتائج بأنها “غير مسؤولة بالمرة”. وقال الرئيس المنتخب “إنها تبعث برسالة مروعة بشأن وضعنا كدولة”، غير أنه لم يعرب عن قلقه من أن تنجح المناورة تلك في منعه من تولي المنصب في 20 يناير.
تزامنت تصريحات بايدن هذه مع خسائر قضائية متتالية لترامب، ففي جورجيا، رفض قاضٍ عيّنه الرئيس المنتهية ولايته طلباً من المحامي المحافظ لين وود لوقف التصديق على فوز بايدن في الولاية، وزعمت الدعوى أن مسؤولي الانتخابات في جورجيا غيّروا بشكل غير صحيح طريقة التعامل مع بطاقات اقتراع الغائبين، وهم الناخبون الذين لم يحضروا إلى مراكز الاقتراع وصوتوا بطرق أخرى منها عبر البريد أو الإنترنت أو عن طريق وكلاء.
كما رفض قاضٍ دعوى منفصلة رفعتها حملة ترامب لإبطال نحو 2200 صوت في مقاطعة باكس بولاية بنسلفانيا، بسبب مخالفات مزعومة، الشيء ذاته حدث في ولاية أريزونا، حيث رفضت دعوى قضائية ثالثة استهدفت منع مسؤولي ولاية أريزونا من التصديق على فوز بايدن بالولاية.
وانسحب العديد من شركات المحاماة البارزة من معركة الطعون القانونية التي تشنّها الحملة، تاركين قيادة هذه الجهود في يد محامي ترامب الشخصي رودي جولياني العمدة السابق لمدينة نيويورك.
تكتيك جديد
ووسط هذه الخسائر القضائية المتواصلة، ذكرت وكالة رويترز استناداً على ثلاثة مصادر لم تسميها بأن حملة ترامب غيّرت تكتيكها معتمدة على إقناع المشرعين الجمهوريين بالتدخل نيابة عنه في الولايات الحاسمة التي فاز بها بايدن.
وفي حين يرى الخبراء القانونيون أن مسعى اللحظة الأخيرة الذي يقوم به ترامب لن ينجح على الأرجح، إلا أن هناك خوف شديد من أن تمثل هذه الاستراتيجية هجوما لم يسبق له مثيل على المؤسسات الديمقراطية من جانب رئيس في السلطة.
وطلبت حملة ترامب بالفعل من قاضٍ في ولاية بنسلفانيا، حيث فاز بايدن بأغلبية 82 ألف صوت، إعلان ترامب فائزاً، ما سيسمح للهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الجمهوريون باختيار أصوات الولاية في المجمع الانتخابي وعددها 20