يعد “تعديل” أو “تخصيص” السيارات، الذي يلقى رواجا متزايدا داخل المغرب، سوقا دائمة التطور تستهدف الشباب الشغوفين بالسيارات، ممن يعتبرون التخصيص بمثابة إعادة تشكيل مرتبط بالإبداع والموارد المالية والسلامة.
ومن خلال تغيير هيكل السيارة (ممتص الصدمات وطرف الجناح الخلفي والجزء السفلي من السيارة…)، والإطارات المعدنية، والطلاء (فينيل ولاصق، وغلاف وملصقات…)، ونظام الفرامل أو الوسائط المتعددة (الصوت والشاشة…)، وتعديل المحرك أو لوحة القيادة (عدادات ومقاييس ضغط…)، وإضافة إكسسوارات ومصابيح LED…، يمكن للسيارة أن تمثل أسلوبا أو نمط حياة أو حالة ذهنية.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، يقول مراد (27 سنة)، الشاب البيضاوي المهووس بتعديل السيارات، والذي أنفق 55 ألف درهم لإشباع شغفه، “ما أحبه في هذا النشاط هو رؤية سيارتي تتحسن يوما بعد يوم، لتصبح فعالة وجميلة، لكن على الخصوص، فريدة من نوعها”.
وأكد مراد أنه “بالنسبة لغالبية الناس، يبدو الأمر غريبا أن يقدم شخص على إنفاق هذا القدر من المال على سيارة بسيطة يفترض أن تنقلنا من النقطة ألف إلى النقطة باء. بالنسبة لعشاق السيارات، تعد السيارة أكثر من مجرد وسيلة للنقل، إنها فن يجب الدفاع عنه”.
وفي تصريح مماثل، قال وليد بنديماس، صاحب متجر متخصص في قطع غيار وإكسسوارات السيارات بالرباط، إن الشباب يتطلعون دائما إلى جعل سياراتهم شيئا “لا مثيل له”، مشيرا إلى أن الطلب في هذه الفئة لا يزال موجها.
وأشار إلى أن الأجزاء الأكثر طلبا من قبل عشاق تعديل السيارات، تشمل على العموم مجموعات هيكل السيارة (ممتص الصدمات الأمامي والخلفي والجزء السفلي من السيارة) والبصريات والإطارات المعدنية، مضيفا أن شباب الدار البيضاء وطنجة والرباط هم الزبناء الرئيسيون في هذا الفئة.
وأضاف أنه، بالنظر إلى الاتجاه السائد في سوق تخصيص السيارات الجديدة والمستعملة، فضلا عن نمو مبيعات الإكسسوارات الذي يستهدف في الغالب فئة الشباب، فإن التخصص في هذا المجال يعد أمرا مربحا.
وقال بنديماس “إن المكاسب المالية فورية تقريبا، إذا اتبعنا اتجاه السوق”، مشيرا إلى أن البيع عبر الإنترنت يعد ميزة مهمة، لاسيما خلال هذه الفترة من الجائحة.
وأشار إلى أن الاكتفاء بعلامة واحدة من السيارات أو منتوج معين يقيد إمكانية الولوج إلى سوق أوسع، لافتا إلى أن تنوع المنتوجات يسمح بمزيد من الحرية في التفاوض مع مختلف الموردين، للحصول على الأفضل من حيث الأسعار والجودة وشروط التسليم.
من جانبه، قال صاحب شركة (Auto Design Tuning) في الدار البيضاء، إن معظم الأجزاء المستخدمة في تعديل السيارات يتم استيرادها من الصين، مشيرا إلى أن هذا المجال شهد نموا ملحوظا، مدفوعا بزيادة الطلب لدى عشاق السيارات الشباب في السنوات الأخيرة.
وأضاف “لسوء الحظ، فإن الصناعة المحلية لتعديل السيارات غير موجودة في المغرب”، معتبرا أن الشباب متعطش للحصول على قطع غيار وإكسسوارات “صنع في المغرب” بأسعار مناسبة.
وتعزز هذا الاتجاه أيضا من قبل هؤلاء المغاربة الشباب عشاق “التعديل” الذين يعرضون، بالتفصيل، سياراتهم المعدلة على قنواتهم على “اليوتيوب، حيث يتضاعف المحتوى على المنصة ويشجع الآخرين على الانخراط في هذا النشاط المثير.
ويسعى العديد من أنصار تخصيص السيارات فقط للفت الأنظار في الشوارع، حيث يشكل الأمر نوعا من الفخر لدى البعض منهم والغرور لدى البعض الآخر.