تستعد فرقة “مسرح المحكور”، لعرض عملها الجديد “بحال ـ بحال”، الذي يعكس وضعية المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب، وذلك غدا السبت بالرباط بفضاء باب الأحد، على أن يتم عرضه خلال جولة فنية بمدن الدار البيضاء، طنجة، الناظور، فاس ، أكادير.
ويعكس العمل ثلاث وضعيات أساسية، وهي الاندماح في المجتمع المغربي، والمشاكل الإدارية التي قد يتعرض لها من لا يحملون أوراق الإقامة بالمغرب، ثم مشكل العنصرية و الأحكام المسبقة. ليتم فتح النقاش مع الجمهور للبحث عن حلول ممكنة.
والحلقة كشكل تراثي من أشكال الفرجة المسرحية، في الساحات العمومية و الأسواق الشعبية ، تتميز من بين ما تتميز به، بخاصية التفاعل مع الجمهور، وهنا تلتقي مع فلسفة مسرح المقهورين، تقول الفرقة، وخصوصا في تقنية مسرح المنتدى، الذي يعتمد على إشراك الجمهور في تغيير مسار المسرحية باقتراح حلول للإشكالية الدرامية، وبتدريبه، من خلال ذلك، على تغيير واقعه.
الحلقة المنتدى، إذن، هو مفهوم جديد تحاول الفرقة تطويره مند بداياتها، فهي فرجة ملتزمة تعمل على المزج بين تقنية مسرح المنتدى كأداة للتغيير المجتمعي وفن الحلقة كشكل فرجوي في الفضاء العمومي منبثق من التراث الشعبي المغربي.
يذكر أن فرقة “مسرح المحكور ” هي تجربة فنية ملتزمة تشكلت سنة 2012 داخل الحقل الثقافي المغربي، من طرف مجموعة من الشبان، أغلبيتهم ينتمون إلى دينامية حركة 20 فبراير، كما أن بعضهم راكم تجارب عملية وتكوينية في مجال المسرح سواء بالمغرب أو بالخارج.
فرقة “مسرح المحكور” لا يوجهها مبدأ “الفن للفن”، وإنما تهدف، بحسبها، إلى إخراج الفن الملتزم خارج جدران الصالونات الثقافية النخبوية الضيقة لزرعه في الفضاءات العمومية، من حيث هو وسيلة فعالة من وسائل التغيير. ويتجه خطاب الفرقة صوب الغالبية المقهورة من المجتمع ( قهر اجتماعي، ثقافي، جنسي …).
وتعتبر الفرقة نفسها امتدادا وتطويرا لمنهجية أوغستو بوال، من خلال ما تقدمه من عروض مسرحية تفاعلية وما تقدمه من دورات تكوينية وتدريبية كما أنها تضع نصب عينيها صهر التجربة الأصلية لبوال بمختلف أشكال التراث الفرجوي المغربي وخاصة فن “الحلقة”.
وتدخل المسرحية في إطار مشروع (ميكس سيتي)، للاتحاد الأوربي، وقامت الفرقة بإنتاج تصور لمشروع يمكن المهاجرين من التعبير عن مشاكلهم وعرضها في الفضاء العمومي ، عبر نفس تقنية “الحلقة المنتدى”.
