قال البروفيسور عمر صفريوي، أخصائي أمراض النساء والتوليد، ورئيس الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين (SMMR)، إن التكفل بالأدوية التي تساعد على علاج العقم، يشكل بالتأكيد أول انتصار للأزواج الذين يعانون من هذا المرض.
وأكد البروفسور صفريوي، خلال ندوة، نظمت، الخميس بالدار البيضاء، أن هذا الدعم يعد انتصارا في معركة عمرت طويلا خاضها الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين على مدى عقود إلى جانب الجمعيات التي تدعم الأزواج المصابين بالعقم، خاصة الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة.
وأشار إلى أن صعوبات الولوج إلى العلاج بالنسبة للأزواج المصابين بالعقم بسبب ارتفاع تكلفة العلاجات وضعف القدرة الشرائية تمثل عائقا للعديد منهم، مضيفا أن البعض يجبر على التخلي عن أحلامه بسبب نقص الموارد، وبالتالي يغرق في مشاكل عائلية أو اجتماعية أو نفسية مثل الاكتئاب والطلاق والعزلة.
وأوضح أن الأمر استغرق عدة سنوات قبل أن تتحقق هذه المطالب، مبرزا أن هذه المبادرة هي استمرار منطقي للقانون 47-14 المتعلق بالمساعدة الطبية على الإنجاب، الذي يعترف بالعقم باعتباره مرضا.
وتابع البروفيسور صفريوي أن المعركة لم تنته بعد، مشددا على أن الجمعية المغربية لطب الإنجاب، التي لا تزال عازمة على مواصلة التعبئة والنضال من أجل ضمان المزيد من التعويضات عن العلاجات الطبية المرتبطة بالعقم، بهدف تحقيق الديمقراطية في المساعدة الطبية على الإنجاب.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة في سياق وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، واصلت الجمعية برنامج التكوين المستمر خاصة المتعلق بالمساعدة الطبية على الإنجاب وتنظيم العديد من الدورات التكوينية عبر منصتها الرقمية، حول بعض المواضيع التي تمت مناقشتها في الأشهر الأخيرة والمتعلقة أساسا بالتشخيص قبل الولادة، والأدوية.
وقال الصفريوي في هذا الصدد “نحن نواصل هذه المعركة للسماح للأشخاص الذين يعانون من العقم بالحصول على تعويضات لجميع الخدمات الطبية المتعلقة بالمساعدة الطبية على الإنجاب (الفحوصات البيولوجية، والفحوصات الإشعاعية، والعلاج، والجراحة…).
وأشار إلى أن هذا القطاع تأثر بشدة بالأزمة الصحية، مضيفا أن “العديد من الأزواج أ جبروا على تأجيل مشاريع الإنجاب بسبب الحجر الصحي، في حين أن عامل الوقت حاسم في العلاج”.
ونتيجة لذلك، عبر رئيس الجمعية عن أسفه لكون أن بعض المراكز تكبدت خسائر كبيرة، وأغلقت مراكز أخرى أبوابها، معلنة إفلاسها، رغم أنها استثمرت أموالا باهضة.
وحسب دراسة للجمعية، فإن 11,8 في المائة من الأزواج المغاربة يجدون صعوبة في الإنجاب، أي أزيد من 850 ألف زوج وزوجة. وهي إحصائيات مشابهة عمليا للإحصاءات الدولية. مما يعني أن نسبة الأزواج الذين يعانون هذا المرض في المغرب في ارتفاع مستمر، ويمكن، أن تتزايد باستمرار وأن تصل إلى 30 في المائة في بعض المناطق.
وبينما يتزايد عدد الأشخاص المصابين بالعقم، فإن ضمان المساعدة الطبية على الإنجاب تعرف أيضا تطور كبيرا. ففي فرنسا، ما يقرب من 20 ألف ولادة سنويا تأتي في سياق المساعدة الطبية على الإنجاب (منها حوالي 70 في المائة عن طريق التلقيح الاصطناعي) و(30 في المائة عن طريق التلقيح).
تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نظمت في إطار الامتثال والاحترام التام للتدابير الوقائية الصحية للوقاية من انتشار (كوفيد-19) (الالتزام بارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي)، من قبل الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين بشراكة على الخصوص مع الجمعية الملكية المغربية لطب النساء والتوليد وجمعية أطباء النساء الخواص (AGP) والجمعية المغربية لطب الخصوبة (SMFC).