خلصت دراسة حديثة أعدتها طالبتا الدكتوراه بجامعة هارفارد، ناتاليا إيمانويل وإيما هارينتون، إلى أن إنتاجية الشركات تحسّنت بفضل العمل عن بُعد، وأن من الأفضل خلال الفترة المقبلة زيادة رواتب الموظفين.
وقبل انتشار الوباء، كان نحو 5% فقط من الأميركيين يعملون من المنزل، قبل أن تقفز النسبة إلى 62% بحلول مايو من العام الماضي 2020، ثم تنخفض إلى 40% في شهر أكتوبر الماضي. والسؤال الذي يطرحه كثيرون بعد انتشار نموذج العمل عن بعد، هل هذا التوجه مفيد للشركات من ناحية الإنتاجية؟ ولهذا سلطت مجلة “الإيكونوميست” (Economist) البريطانية الضوء على الدراسة.
قبل انتشار الوباء، كان 5% فقط من الأميركيين يعملون من المنزل لتقفز إلى 62% بحلول مايو 2020 (بيكسلز).
دراسة طالبتي دكتوراه بهارفارد
وقامت الباحثتان بتحليل أداء الموظفين في مركز اتصالات تابع لشركة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت، بين يناير 2018 وغشت 2020.
ووجدت الدراسة أن الموظفين في المكتب كان يردون على نحو 26 مكالمة في اليوم، أي بمعدل مكالمة كل 20 دقيقة تقريبا. أما زملاؤهم العاملون عند بُعد، فقد أمضوا 40 ثانية إضافية في كل مكالمة، أي أنهم كانوا أقل إنتاجية بنسبة 12%، وهذا يشير مبدئيا إلى تراجع كفاءة الموظفين عند العمل خارج المكتب.
ولكن مع التعمّق في البحث، وبعد أن منحت الشركة مجموعة من موظفيها فرصة العمل عن بُعد عامي 2018 و2019، تبين أن الإنتاجية تحسّنت بنسبة 7%، كما أن الموظفين أصبحوا يقضون وقتا أقل بعيدا عن هواتفهم. وعندما فُرضت إجراءات الإغلاق في أبريل الماضي زادت إنتاجية الموظفين العاملين في المنزل بنسبة 7.6%.
عندما فُرضت إجراءات الإغلاق في أبريل الماضي زادت إنتاجية الموظفين العاملين في المنزل بنسبة 7.6% (بيكسلز).
زيادة رواتب للعاملين من المنزل.
استنتجت الباحثتان أنه على الرغم من كل عوامل الإلهاء في المنزل، فإن العمل عن بُعد عزّز إنتاجية موظفي مراكز الاتصالات وبقية القطاعات الأخرى. وحسب الدراسة، فإن الاستنتاجات الأولية التي كشفت أن الإنتاجية تقلصت عند العمل بعيدا عن المكتب، كانت تتعلق أساسا بنوعية الموظفين الذين اختاروا هذا التوجه في البداية، وليس بطبيعة العمل عن بعد في حد ذاته.
وتعتقد الباحثتان أن عدم اعتماد الشركات على نموذج العمل عن بُعد قبل الجائحة كان خيارا خاطئا، وأنه من الأفضل خلال الفترة المقبلة زيادة رواتب الموظفين الذين يعملون من المنزل لتعزيز الإنتاجية.