قالت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، الخميس بالداخلة، إن التهيئة المجالية ما بعد جائحة كوفيد-19، علاوة على راهنيتها، تشكل مسألة ذات أولوية في البرامج الحكومية والسياسات العمومية.
وأكدت بوشارب، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الـ 35 لليوم الوطني للمهندس المعماري المنظمة من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والمجلس الوطني لهيئة المهندسين المعماريين، على ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل توفير كل المقومات الكفيلة بأجرأة المشاريع المختلفة المتعلقة بالتهيئة المجالية، لاسيما في الأقاليم الجنوبية.
وأوضحت، في هذا السياق، أن الجميع، وخاصة المهندسين المعماريين، ملزم ببذل مزيد من الجهد من أجل مواكبة الجهات الجنوبية للمملكة في ميدان البناء والتخطيط والبرمجة قصد تنزيل المخططات الاستراتيجية للتنمية ومدها بالمساعدة التقنية اللازمة.
وأعربت عن يقينها بأن هذا الملتقى الهام سيشكل مناسبة للتفكير الجماعي والحوار الجدي، من أجل بلورة توصيات واقتراحات عملية، من شأنها المساهمة في التنزيل الأمثل لكل البرامج والاستراتيجيات المعتمدة في المملكة عموما والأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص.
وفي هذا الإطار، أبرزت الوزيرة الدور المحوري لأسرة المهندسين المعماريين، في التصور والمواكبة وتنزيل مشاريع البناء والتشييد، مؤكدة أن حضور هذه الفئة المهنية شكل، على مر السنين، محطات مهمة في مسلسل التنمية الذي عرفته كل ربوع المملكة.
وأكدت بوشارب على أن الجميع مدعو اليوم إلى مزيد من الانخراط لجعل جهة الداخلة – وادي الذهب نقطة جلب استثمارات وطنية ودولية، ومنطقة مزدهرة على كل المستويات، ومن أجل المساهمة في بناء المغرب الحديث وفق تطلعات جلالة الملك محمد السادس.
وأشارت إلى أن هذه الجهة عامة ومدينة الداخلة على وجه الخصوص، ستشكلان مستقبلا قطبا استثماريا مهما، وذلك بالنظر لحجم الاستثمارات المتوقعة بالمنطقة، وهو الشيء الذي سيساهم في تحقيق تنمية جهوية شاملة ستمكن هذه الجهة من الاضطلاع بدورها كاملا وفق الجهوية المتقدمة التي سطرها جلالة الملك.
وأضافت أنه، استشرافا للانطلاقة الجديدة المتوقعة التي ستعرفها هذه الربوع ولكسب هذا الرهان، فإن الجميع مطالب بمواصلة التعبئة ومضاعفة الجهود من خلال ركائز أساسية تهم اعتماد مقاربة جديدة ترتكز على الاستدامة والابتكار وتشجيع الاستثمار؛ وتقوية الجاذبية الترابية وتطوير تنافسيتها؛ والانفتاح على المحيطين الوطني والدولي.
وفي هذا الصدد، نوهت بوشارب بمشاريع التنمية في الجهة ككل وفي مدينة الداخلة على الخصوص، إن على مستوى البنيات التحتية أو مظاهر حياة الساكنة، مبرزة أن الداخلة أضحت واحدة من كبريات حواضر الصحراء بفضل مشاريع وأوراش كبرى مهيكلة ومهيئة تمت بلورتها في إطار البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية والذي يعنى بتطوير البنيات التحتية والمرافق الضرورية، من قبيل مشروع الميناء الأطلسي بالداخلة، ومشاريع تقوية الشبكة الطرقية وتحلية مياه البحر بالإضافة إلى مشاريع الطاقة النظيفة وتثمين المؤهلات البحرية.
ويمثل هذا اليوم الوطني، المنظم تحت شعار “التهيئة المجالية ما بعد جائحة كوفيد: مدينة الداخلة، تحديات وآفاق”، موعدا هاما للتفكير ومناقشة رهانات مجال الهندسة المعمارية، كما يشكل فرصة للتأكيد على دور المهندس المعماري في عملية البناء والتنمية المجالية من خلال تنظيم ندوات ومناقشات وورشات عمل تمكن من إعداد خارطة طريق تحدد على المدى المتوسط والطويل معالم مدينة الداخلة كوجهة دولية وإفريقية.
ويهدف تخليد هذا اليوم الوطني إلى إذكاء الوعي بالرهانات والتحديات التي تواجه مدننا، لا سيما ضغوط التعمير التي تنجم عنها حاليا العديد من الإشكاليات المتعلقة بحركة المرور والتدهور البيئي وجودة إطار العيش، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة تدبير الفضاءات الحضرية.
حضر هذا اللقاء، الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة العمران بدر كانوني، ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، وكذا المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية.
كما عرف هذا اليوم الوطني مشاركة خبراء مغاربة وأجانب في مجال الهندسة المعمارية والتعمير، بهدف تبادل ومناقشة الوسائل المبتكرة لتعزيز الحفاظ على الموروث المعماري الوطني.