يراهن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وهو يدخل غمار رابع مشاركة له في نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الكاميرون 2021) ، التي انطلقت أمس السبت، على الحفاظ على لقبه بطلا للمسابقة القارية، وبالتالي تكريس صحوة كرة القدم المغربية.
وسيفتتح المنتخب الوطني مشاركته في المسابقة القارية، ضمن المجموعة الثالثة، بمواجهة منتخب الطوغو، في 18 يناير، على أن يواجه المنتخب الرواندي في 22 يناير، ثم يخوض مواجهة ثالثة أمام منتخب أوغندا، خلال الجولة الأخيرة من دور المجموعات، يوم 26 من الشهر ذاته.
ويعتمد مدرب المنتخب الوطني، الحسين عموتة، الذي يضع كهدف لا محيد عنه إعادة إنجاز سنة 2018 ، على تشكيلة تضم عناصر تتوفر على خبرة وتجربة في المسابقات الإفريقية بمعية أنديتها التي شاركت في الكؤوس الإفريقية، خصوصا نهضة بركان الحائز على لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية والوداد والرجاء البيضاويين، إلى جانب لاعبين شباب يخوضون التجربة لأول مرة.
وتحسبا للظهور بوجه مشرف يليق بسمعة كرة القدم المغربية، خاض الفريق الوطني عدة تربصات إعدادية تخللتها مباريات ودية كان آخرها اللقاء الذي خاضته العناصر الوطنية يوم الثلاثاء الماضي أمام منتخب غينيا، وقبلها ضد منتخبي مالي والنيجر، علما بأن الجامعة الملكية المغربية كانت ألغت تربصا تدريبيا خارج أرض الوطن باعتبار الوضع الصحي الذي تشهده العديد من البلدان عبر العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويرى العديد من المتتبعين للشأن الكروي المحلي، أن الفريق الوطني مرشح فوق العادة لتجاوز الدور الأول وتعبيد الطريق نحو اعتلاء عرش كرة القدم الإفريقية محليا مرة ثانية، خاصة وأن إثنين من منافسيه لم ينجحا في تجاوز الدور الأول في الدورات السابقة، فيما يشارك منتخب الطوغو لأول مرة في المسابقة.
كذلك صنف الموقع الرسمي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المنتخب الوطني المحلي ضمن المرشحين بقوة للتتويج بلقب البطولة القارية، معتبرة أن “الخبرة التي يتوفر عليها لاعبو المنتخب جعلهم في طليعة المنافسين على لقب الكأس”.
وبحسب الإطار الوطني الحسين عموتة فإن “الهدف خلال المشاركة الحالية في البطولة الإفريقية للاعبين المحليين بالكاميرون يكمن في الحفاظ على اللقب رغم أن الاستعدادات لم تكن وفق ما كان يأمله بسبب الظروف الصحية، فضلا عن غياب لاعبي الوداد والرجاء ونهضة بركان عن جل المعسكرات التدريبية بسبب مشاركتهم في المسابقات الإفريقية”.
وسيغيب نجما هجوم المنتخب المغربي للمحليين، عبد الإله الحافيظي و أدم النفاتي، عن مباراة الجولة الأولى أمام منتخب الطوغو غدا الإثنين، إذ يعاني اللاعبان من الإصابة، وسيكونا جاهزان في مباراة الجولة الثانية، وفق ما أكده الحسين عموتة في تصريحات سابقة.
وبلغ المنتخب المغربي للمحليين نهائيات بطولة إفريقيا للمحليين بعد تغلبه على المنتخب الجزائري بثلاثية نظيفة على أرضية الملعب البلدي لبركان، في الجولة الأخيرة من الإقصائيات.
ويذكر أن منتخبات الكونغو الديمقراطية وأوغندا وزيمبابوي هي الأكثر مشاركة في نهائيات بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين بخمس مشاركات في تاريخ المسابقة.
ويبدو الرهان في دورة 2020 ،المؤجلة، في متناول بعض المنتخبات التي سبق لها التتويج باللقب القاري للمحليين على غرار المنتخب المغربي المتوج بلقب الدورة الماضية (المغرب 2018)، والذي تأهل للمشاركة للمرة الرابعة، والمنتخب التونسي المتوج بلقب دورة 2011 والذي سيشارك للمرة الثالثة، ومنتخب الكونغو الديمقراطية المتوج باللقب المحلي في مناسبتين 2009 و2016 ، وسيشارك للمرة الخامسة .
وانطلقت أولى دورات البطولة القارية سنة 2009، وعرفت مشاركة ثمانية منتخبات فقط، غير أن المنتخب المغربي لم ينجح في كسب تأشيرة التأهل، وأقصي على يد المنتخب الليبي بعدما فاز ذهابا بالمغرب 3-1 وانهزم إيابا بطرابلس 3-0، تحت قيادة المدرب الراحل عبد الله بليندة، آنذاك .
وحظي منتخب الكونغو الديمقراطية بشرف نيل لقب أول دورة من كأس الأمم الإفريقية للمحليين بفوزه في النهاية على منتخب غانا.
وشهدت دورة 2011 التي احتضنتها السودان ،بمشاركة 16 منتخبا، غياب كرة القدم المغربية، بعد خروج منتخب المحليين الذي كان يقوده مصطفى الحداوي، أمام المنتخب التونسي بتعادله معه 2-2 في مباراة إياب الدور الأول بملعب المركب الرياضي محمد الخامس، بالدار البيضاء، وتعادلهما بنتيجة 1-1 في مباراة الذهاب بالملعب الأولمبي في مدينة سوسة.
كما عرفت دورة 2014 ،التي أقيمت بجنوب إفريقيا بدلا من ليبيا التي تنازلت عن التنظيم ، تأهل المنتخب المغربي لأول مرة، حيث قاد المدرب حسن بن عبيشة “أسود الأطلس”، غير أن مشوارهم توقف على يد منتخب نيجيريا في دور ربع النهاية، بالهزيمة (4-3) في الشوطين الإضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (3-3).
وتوج منتخب ليبيا بطلا لهذه الدورة إثر تغلبه في المباراة النهائية على منتخب غانا بالضربات الترجيحية (4- 3).
كما طال الإخفاق مشاركة المنتخب المغربي ، الذي قاده المدرب محمد فاخر، في الدورة الرابعة برواندا (2016)، بعد توديعه المنافسة في الدور الأول، واكتفى بالمركز الثالث خلف منتخب كوت ديفوار ورواندا.
وشكلت دورة 2018 من البطولة الإفريقية للمحليين التي احتضنها المغرب، منعطفا جديدا في تاريخ مشاركة أسود الاطلس حيث نجح المنتخب الوطني بقيادة الاطار الوطني جمال السلامي في إحراز اللقب بعد مشوار متميز.