كشف البروفسور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن خطورة السلالة الجديدة من فيروس “كورونا” المتحور، تكمن بشكل أساسي في سرعة انتشاره، مقارنة مع السلالة القديمة “كوفيد-19″، مشددا على ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية المعمول بها، في انتظار إعطاء انطلاق عملية التلقيح، لأنها الوسيلة الوحيدة التي ستجعلنا نكبح جماحه والحد من انتشاره، مؤكدا أنه لا يمكننا الجزم بالقضاء عليه الا بعد تحقيق ذلك على مستوى جميع دول العالم.
ـــ أجرى الحوار: زيد عفوت ـــ
– ماذا نعني عندما نقول بأن هذه السلالة المتحورة، أكثر سرعة من السلالة القديمة؟
– السلالة الجديدة دخلت الى المغرب، بعد اكتشاف أول حالة لمواطن قادم من ايرلندا، هذا لا يعني بأنها الحالة الوحيدة، من المؤكد أنه ستكون هناك حالات أخرى، ومن المرجح أن تتسارع وثيرة ظهور المزيد من الحالات المتعلقة بهذه السلالة الجديدة، بشكل أكبر ومضاعف، وهنا خطورة هذه السلالة، التي تكمن في سرعة انتشارها، ما بين 50 و70 في المائة حسب الأبحاث والمعطيات المتوفرة بمعنى أوضح هو أن هذه السلالة المتحورة، ستعوض السلالة القديمة، الأمر الذي سيضاعف حالات الإنعاش والوفيات، وهذا سيخلق ضغطا مضاعفا على المنظومة الصحية، أكثر ما هو عليه الحال الآن، حيث ستطرح هذه السلالة الجديدة مشكلا آخر، هذه المرة في مدى التزام المواطنين، بالإجراءات المعمول بها، بحيث سيكون من الضروري زيادة الالتزام بالاحترازات أكثر وأكثر، من أجل الحد من انتشاره بسرعة على الأقل، في انتظار بدء عملية التلقيح، وهذه الإجراءات تبدأ في مرحلتها الأولى على الحدود المغربية، بحيث من الأجدر غلق الحدود مع جميع الدول التي يتفشى فيها هذا النوع الجديد، وهذا المشكل مطروح سواء هنا في المغرب، وسواء في دول العالم ككل.
-السلالة الجديدة تتطلب اختبارات من نوع آخر للتعرف عليها، ماهي هذه الاختبارات؟
– اختبارات “PCR” المستعملة في الكشف عن كوفيد-19، لا يمكنها الكشف عن هذه السلالة الجديدة، بحيث للتعرف عليها نلجأ لعملية “السيكونساج”، ونعني يهذه العملية تتبع مسلسل تغير الفيروس واكتشاف طفراته، حيث يتم أخد عينة من حاملي الفيروس القديم، وتجرى التحاليل على الفيروس لمعرفة الـ”جينوم” الخاص به، واكتشاف الطفرات التي وقعت عليه، قبل أن تتم مقارنته مع قاعدة بيانات عالمية، لتحديد طبيعة ونوعية الفيروس.
-هل نتوفر على مختبرات في المغرب تقوم بعملية “السيكونساج”؟
-المغرب يتوفر على ثلاث مختبرات لدراسة “جينوم” الفيروسات “السيكونساج”، بحيث كانت هناك عمليات مكثفة في تتبع مسلسل تغير الفيروسات و اكتشاف طفراته، منذ ظهور وباء كورونا الى اليوم، حيث تم الرفع من وثرة “السيكونساج” بعد ظهور السلاسة الجديدة بدولة بريطانيا، بالرغم من التكلفة الباهظة جدا للقيام بهذه العملية، حيث تبقى دول بريطانيا، فرنسا، وهولندا، الدول الرائدة في هذا الباب و التي تتوفر على مختبرات كثيرة لرصد طفرات الفيروسات.
-اللقاح المكتشف لحدود الساعة بإمكانه القضاء على السلالة الجديدة؟
-السلالة الجديدة لا تقوض اللقاحات المكتشفة، بحيث تبقى جميع اللقاحات التي اكتشفتها سواء “موديرنا” أو “فايزر” أو “أسترازينيكا” فعالة ضدها، بحيث أكدت الأبحاث حول الفيروس الجديد، أن الطفرة التي وقعت على “البروتين سبايك” لم تكن كبيرة، بحيث لم تغير ملامح الفيروس بشكل كلي، كما أن وسائل تشخيص الوباء لازالت صالحة هي الأخرى.