يواصل خبراء منظمة الصحة العالمية الذين يحققون في منشأ فيروس كورونا السبت 30 يناير الجاري، زياراتهم في مدينة ووهان الصينية حيث توجهوا إلى مستشفى استقبل مصابين اوائل بكوفيد-19 ومعرض دعائي يحتفي بتعافي الصين من الوباء، في اليوم الثاني من تحقيقهم الميداني حول مصدر المرض.
وهذه الزيارة لمنظمة الصحة العالمية شديدة الحساسية من الناحية السياسي ة بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في التحرك في مواجهة أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة الهائلة الواقعة في وسط الصين.
ويلتزم النظام الشيوعي الصيني شبه صمت حيال هذه الزيارة وتقلل بكين من أهمية مهمة الخبراء الأجانب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان الجمعة “إنه ليس تحقيقا “، رافضا توجيه أصابع الاتهام إلى بلاده.
ولا يزال جدول أعمال خبراء المنظمة غامضا . وتبقى المنشورات التي يكتبونها على مواقع التواصل الاجتماعي وتلك الصادرة عن منظمة الصح ة العالمي ة، المصدر الأساسي للمعلومات.
بعد أن خرج المحققون الخميس من حجر صحي استمر 14 يوما ، توجهوا صباح السبت وسط حراسة مشددة وبعيدا من الإعلام، إلى مستشفى جينينتان في ووهان.
وكان هذا المركز الطبي أول مستشفى استقبل مرضى تم تشخيص إصابتهم بكوفيد-19 في أواخر 2019، فيما كانت الفوضى والأخبار المروعة عن الفيروس تنتشر في المدينة حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى.
وكتب أحد أفراد الفريق بيتر دازاك في تغريدة أن الزيارة إلى المستشفى كانت “فرصة مهمة للتحدث مباشرة مع طواقم طبية كانت على الأرض في تلك الفترة الحرجة من محاربة كوفيد”.
لكن لا يزال هناك شكوك حول الفائدة من العناصر التي سيتمكن المحققون من جمعها، بعد عام على بدء تفشي الوباء وفي مواجهة السلطات الصينية المعروفة بممارستها تعتيما على المسائل الحساسة.
في المقابل، يتفاخر النظام الشيوعي الذي لط خت صورته إدارته المثيرة للجدل للأزمة الصحية في أسابيعها الأولى، بانتصاره على الوباء، في وقت تبدو دول العالم غارقة في الأزمة.
وتمكنت الصين من الحد من عدد الإصابات على أراضيها إلى ما دون 90 ألف إصابة وعدد الوفيات إلى 4636، بحسب التعداد الرسمي، فيما تفشى الفيروس في كافة أنحاء العالم مسجلا أكثر من مليوني وفاة.
وبعد ظهر السبت زار الفريق معرضا يحتفي بتدابير سلطات الصحة في ووهان خلال المراحل المبكرة المروعة للفيروس، وبتحرك القيادة الشيوعية للسيطرة على أزمة لا سابق لها.
يستقبل زوار المعرض عشرات الدمى بلباس عمال في مجال الرعاية الصحية، تحت عدد هائل من الأعلام الصينية الحمراء.
ور فعت صور ضخمة للرئيس الصيني شي جينبينغ وصور أخرى أصغر لتكريم الأطباء والممرضين الذين توفوا بسبب الفيروس.
وعلقت لافتة كبيرة ت ظهر التسلسل الزمني للتدابير الأولى التي اتخذها رجل بكين القوي لمكافحة الفيروس.
ووضعت أسر ة حديد أيضا للإشارة إلى المستشفيات الميدانية التي شيدت في أيام لاستقبال آلاف المرضى والتخفيف عن المستشفيات المكتظة بسبب تدفق المصابين.
ولم يدل محققو منظمة الصحة عند خروجهم من المعرض، بأي تصريح للصحافة.
وحاولت منظمة الصحة الجمعة ضبط سقف التوقعات من هذه المهمة.
وقال مدير عمليات الطوارئ في المنظمة مايكل راين في مؤتمر صحافي في جنيف إن النجاح “لا ي قاس بالضرورة بالعثور على مصدر خلال المهم ة الأولى”.
وتابع “هذه أشياء معقدة، وما نحتاج إلى فعله هو جمع كل البيانات، وجميع المعلومات، وتلخيص المناقشات كاف ة (…) وما هي الدراسات الإضافي ة التي نحتاج إليها للوصول إلى الإجابة”.
وتحدث راين عن “جدول أعمال مثقل جدا ” لفريق الخبراء في ووهان إلا أنه لم يكشف تفاصيله.
وأشار إلى أن زيارات الفريق ستشمل خصوصا معهد ووهان لعلوم الفيروسات ومختبرات أخرى وسوقا في المدينة كانت ت باع فيها حيوانات بري ة حية وحيث انتقل الفيروس إلى الإنسان.
وتحدثت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن فرضية أن يكون فيروس كورونا تسر ب من معهد ووهان من خلال إصابة باحثين.
إلا أن هذه النظرية لا تستند حتى الآن إلى أي شيء ملموس.