يواصل خبراء الصحة العالمية مهمتهم للتحقق من مصادر وباء كوفيد-19 بزيارتهم الأحد سوقاً في مدينة ووان الصينية، التي كانت البؤرة الأولى لفيروس كورونا قبل عام، في حين تتكثف تدابير إغلاق الحدود في أوروبا وسط تزايد القلق حيال النسخّ المتحوّرة من الفيروس.
ووصل أفراد الفريق إلى سوق هوانان للمأكولات البحرية التي كانت تُباع فيها حيوانات بريّة حية، وأُغلقت منذ يناير 2020، ودخلوا إلى المكان المسيّج، بينما منع حراس بسرعة آخرين من الدخول.
ولم يرد الخبراء الأحد على أي سؤال لدى وصولهم إلى السوق الواسعة، وطلب عناصر الأمن من الصحافيين الموجودين في محيط السوق المغادرة وهزّ أحدهم سلماً طويلاً كان مصور يجلس عليه لالتقاط صور أفضل.
وهذه الزيارة لمنظمة الصحة العالمية شديدة الحساسية من الناحية السياسيّة بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في التحرك في مواجهة أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة الهائلة الواقعة في وسط الصين.
ويلتزم النظام الشيوعي الصيني صمت شبه كامل حيال الزيارة بينما تقلل بكين من أهمية مهمة الخبراء الأجانب، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان الجمعة “إنه ليس تحقيقاً”، رافضاً توجيه أصابع الاتهام إلى بلاده.
– إغلاق حدود –
تغلق فرنسا اعتباراً من الأحد حدودها أمام الوافدين من الدول خارج الاتحاد الأوروبي وكذلك مراكزها التجارية، فيما منعت ألمانيا السبت الدخول إلى أراضيها برا وبحرا وجوا الأشخاص الوافدين من خمس دول تشهد تفشيا واسعاً للنسخ المتحوّرة من الفيروس.
وستشدّد كندا أيضا القيود على الوافدين إلى أراضيها والتدابير التي تهدف إلى “عدم تشجيع المسافرين” بهدف الحد من تفشي النسخ المتحورة من الفيروس، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو.
في المقابل، تميل وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء في الولايات المتحدة إلى التراجع مع أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سجل خلال الصيف.
ويرى الخبراء أن سبب هذا التحسن يرجع إلى احترام قواعد الوقاية كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي مع انقضاء مواسم الأعياد التي تزداد خلالها التجمعات.
وتسجل الولايات المتحدة حاليا أكثر من ثلاثة آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض في البلد الذي تسبب الوباء فيه بوفاة أكثر من 430 ألف شخص.
في المقابل، ستصبح الكمامات إلزامية في وسائل النقل المشترك في الولايات المتحدة اعتباراً من الثلاثاء، بحسب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وسيُطبّق هذا الإجراء، الذي وعد الرئيس الأميركي الجديد جو بايد بفرضه، في الطائرات والحافلات والقطارات وسيارات الأجرة والعبارات.
في روما، أعلنت متاحف الفاتيكان أنها ستعيد فتح أبوابها الاثنين بعد إغلاق استمر 88 يوما بسبب قيود فيروس كورونا، في أطول إغلاق منذ الحرب العالمية الثانية. وسيفتح الموقع المشهور عالمياً والذي يشمل كنيسة سيستينا، أبوابه للجمهور لكن يجب حجز التذاكر مسبقا لزيارات محددة زمنيا.
في البيرو، ستغلق الأحد مجددا قلعة الإنكا في ماتشو بيتشو التي كانت قد فتحت أبوابها جزئياً بعد أشهر من الإغلاق بسبب الوباء، لمدة لا تقلّ عن أسبوعين للحدّ من تفشي موجة ثانية من الإصابات بالوباء تضرب البلاد.
– برلين تهدد المختبرات –
في النروج، أعلنت الحكومة السبت رفع إجراءات عدة في أوسلو ومحيطها كان قد تمّ اتخاذها نهاية الأسبوع الماضي إثر اكتشاف إصابات بالنسخة البريطانية لكورونا في منطقة قرب العاصمة.
في الاتحاد الأوروبي، تم الترخيص لاستخدام لقاح أسترازينيكا الجمعة إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين واصلت ممارسة الضغط على هذا المختبر الذي تنتقد الدول الأعضاء الـ27 تأخره في عمليات تسليم الجرعات.
وكتبت فون دير لايين في تغريدة “أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم الـ400 مليون جرعة بحسب الاتفاق”.
وطالب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بالتحلي بـ”الوضوح والشفافية” في قضية تأخير أسترازينيكا في التسليم، معتبراً أن في حال تبيّن أنه تم تفضيل بريطانيا على سائر الدول الأوروبية سيشكل ذلك “مشكلة”.
وفي لهجة أكثر صرامةً، هدّدت برلين الأحد بإطلاق إجراءات قانونية في حال كانت المختبرات “لا تحترم التزاماتها” تسليم اللقاحات للاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير “في حال تبيّن أن الشركات لم تحترم التزاماتها، سيتعيّن علينا اتخاذ قرار بشأن العواقب القانونية”. وأضاف “لا يمكن لأي شركة أن تفضّل دولة أخرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي”.
من جهته، أعلن باسكال سوريو رئيس مجلس إدارة أسترازينيكا أن “عملية تسليم أولى تتضمن حوالى ثلاثة ملايين جرعة يُفترض أن تُرسل في الأيام القليلة المقبلة”.
وبات اللقاح الذي طوّرته مجموعة أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد ثالث لقاح يتمّ ترخيصه في الاتحاد الأوروبي بعد لقاح فايزر/بايونتيك ولقاح موديرنا.
في العالم، أودى الوباء بحياة أكثر من 2,2 مليون شخص منذ أواخر ديسمبر 2019، بحسب تعداد أعدّته فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية السبت.
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء إذ سجلت 439 ألفا و347 وفاة تليها البرازيل حيث بلغ عدد الوفيات 223 ألفا و495 فالمكسيك (156 ألفا و579 وفاة) والهند (154 ألفا و147) وبريطانيا (104 آلاف و371).