فتحت الشركة المركزية لإعادة التأمين ورش المخاطر السبيريانية وتقييم درجة إدراك ووعي السوق المغربية لهذه المخاطر، وذلك في إنسجام تام مع مهمتها كأول شركة إعادة تأمين بالمغرب ومهمة الحماية التي تضطلع بها.
وأفادت المصادر، أن الشركة المركزية لإعادة التأمين، أطلقت بحثا ميدانيا وسط المقاولات الصغرى والمتوسطة، في ختام ورشة عمل بشراكة مع اللويدز (Lloyds) ومدرسة التأمينات (CFPA) في 2019حول موضوع « المخاطر السبيريانية-الواقع والآفاق المستقبلية، وذلك من أجل تحديد وترتيب أهم المخاطر التي تستشعرهاالمقاولات، وبالأخص فيما يتعلق بالهجمات السيبيريانية والإحاطة بكيفية تصور المقاولات لطرق تدبيرها لهذه المخاطر (أهمية الأمن المعلوماتي، تحسيس المستعملين بالمخاطر السبيريانية، تقييم المقاولات لنجاعة التدابير المتخذة إزاء المخاطر السبيريانية).
وهمت هذه الدراسة، التي أنجزت أخيرا، المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية العاملة في قطاع الصناعة والخدمات وغيرها (البناء والأشغال العمومية، النقل واللوجستيك، السياحة، المطاعم والترفيه، الصحة، الطاقة، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات، ترحيل الخدمات offshoring – ) والتي لا يتجاوز رقم معاملاتها 175 مليون درهم.
ومكنت هذه الدراسة من وضع الهجمات السبيريانية في المرتبة الثالثة من حيث إدراك المقاولات للمخاطر التي تهددها (63% من المُجيبين )، وذلك خلف تغير توجهات السوق (77% من المُجيبين) والحرائق (71% من المُجيبين).
في هذاالصدد، تجدر الإشارة إلى أن نسبة المقاولات التي تعتبر نفسها معرضة لتهديدات الهجمات السبيريانية أكبر لدى المقاولات الكبرى.
وبخصوص إدراك مخاطرالهجمات السبيريانية، قدرت 71% من المُجيبين أن استخدام تجهيزات المقاولة لأغراض شخصية يشكل تهديدا للأمن المعلوماتي للمقاولة، فيما اعتبروا 60% من المجيبين أن استعمال المستخدمين لتجهيزاتهم الخاصة يشكل تهديدا للأمن المعلوماتي للشركة.
وفي هذا الشأن،المتعلق بإدراك الهجمات السبيريانية المرتبطة بسلوك المستخدمين، أكدت 49.5% من من المُجيبين أن العمل عن بعد يشكل خطرا على أمن النظم المعلوماتية للمقاولة، فيما يرى 37% أن استعمال الكلاود (Cloud) يمكن أن يشكل تهديدا للأمن المعلوماتي .
وبخصوص الأمن السيبيرياني، ترى الأغلبية الساحقة (95%) للمقاولات المغربية التي شملتها الدراسة بأن الأمن المعلوماتي مهم بالنسبة لنشاطها: و65% من المُجيبين أعتبروا أنه أساسي (خصوصا المقاولات الكبرى والمتوسطة) فيما تعتبر 31% من المُجيبين أنه مهم.
من جهة أخرى، تعتبر 96% من المقاولات المستجوبة بأن لدى مستخدميها وعيا بالمخاطر السيبيريانية، وتعتبر أزيد من ثلثي المقاولات (68%) أن مستخدميها يتخذون الاحتياطات الضرورية في مجال الأمن السيبيرياني.
وأبرزت نتائج الدراسة أن هذه النسبة أكبر بين المقاولات الكبرى منها بين المقاولات الصغرى والمتوسطة، حيث ترى أغلبية المقاولات المستجوبة (92%) بأن التدابير المتخذة لضمان الأمن السيبيرياني لأنظمتها المعلوماتية تعتبر فعالة.
وأخيرا، فيما يتعلق بالممارسات والعادات المرتبطة بالأمن السيبيرياني، فإن أغلبية المقاولات (75%) تعتمد تكنولوجيا الكلاود لتخزين المعلومات الحساسة، في حين صرحت 93% من الشركات التي شملتها الدراسة، أنها لم يسبق لها أن تعرضت لهجمات سيبيريانية.
في حين أن جميع المقاولات المشاركة في البحث تستعمل مضادات الفيروسات (antivirus) وجدار الحماية – الفايروول (firewall) ، فإن تقنيات الشبكة الإفتراضية الخاصة (VPN) و تشفير قواعد البيانات تستعمل بشكل واسع من طرف الشركات الكبرى من المقاولات الصغرى والمتوسطة، وأزيد من نصف المقاولات، وعلى الخصوص المقاولات الكبرى، حيت صرحت على أنها تقوم بانتظام بالافتحاص الداخلي للأمن السيبيرياني لأنظمتها المعلوماتية، إضافة إلى أنها سبق أن أنجزت فحصا خارجيا وتتوفر على مخطط مُوَثَّق لتدبير الحوادث.
عموما، فإن أغلبية المقاولات المتوسطة والصغيرة تخصص 10% من ميزانيتها للنظم المعلوماتية والأمن السيبيرياني، فيما أغلبية صغريات المقاولات الصغرى والمتوسطة تخصص له أقل من 1%.
وصرحت نسبة قليلة من المقاولات (13%) بأنها على علم بوجود التأمين السيبيرياني وبفوائده بالنسبة للمقاولات.
غير أن المشاركين في ورشة العمل حول « المخاطر السبيريانية-الواقع والآفاق المستقبلية » أجمعوا على أن التهديدات السيبيريانية يمكن أن تؤدي إلى أضرار مالية.
وفي هذا السياق صرح “سي إف سي” (CFC)، مزود التأمينات المدعوم من طرف اللويدز، والمتخصص في حماية المقاولات من المخاطر السيبيريانية، من خلال تدخله في ورشة العمل أن “برامج الفدية” (ransomwares) والهندسة الاجتماعية يعتبران اليوم من أكبر التهديدات التي تواجه المقاولات.
وتكمن خطورة “برامج الفدية” في كونها برامج معلوماتية خبيثة ينشرها القراصنة على الشبكات المعلوماتية للضحايا من أجل البحث وتشفير المعطيات والأنظمة الحساسة للمقاولة. وشكلت ” برامج الفدية “نسبة 20% من الأحداث التي عالجتها “سي إف سي” خلال سنة 2018، وتسببت في خسائر مالية ناهزت عشرات الملايين من الدولارات.
أما الهندسة الاجتماعية، التي تتمثل في الاحتيال على أفراد من داخل المنظمة التي تقع ضحية خداعهم، وترسل لهم بالأموال، فتمثل 25% من الحالات التي عولجت خلال نفس السنة. وتعتبر المقاولات الصغيرة الأكثر عرضة في هذا المجال.
من جانبها، اختزلت أورانج سيبيرديفانس، خلال تدخلها في هذه الورشة، مظاهر الهجمات السيبيريانية في ثلاثة أصناف :
• القراصنة الخبراء، الذين يستهدفون الحصول على امتيازات استراتيجية ويمثلون 20% من فئة الهجمات السيبيريانية ؛
• المجرمين الإلكترونيين الذين يسعون إلى جني أموال من وراء أعمال القرصنة التي يقترفونها، ويمثلون 70% من هذه الشريحة.
• ” أطفال السيكربت ” (script kiddies) ، ويعملون من أجل مجدهم الشخصي ويمثلون 10% من القراصنة.
حول الشركة المركزية لإعادة التأمين
تأسست الشركة المركزية لإعادة التأمين من قبل صندوق الإيداع والتدبير، غداة الاستقلال الوطني، خلال سنة 1960، لتصبح أول شركة لإعادة التأمين في المغرب، وتتولى مهمة مواكبة الأوراش الكبرى في البلاد وإعادة تأمين الأخطار المرتبطة بالمشاريع.
تحتل الشركة المركزية لإعادة التأمين اليوم موقع الريادة في السوق المغربية لإعادة التأمين، وتلعب دور المستثمر المؤسساتي عبر المساهمة في الاحتفاظ بأقساط التأمين داخل البلاد وتعبئة الادخار لصالح الاقتصاد الوطني.
بفضل تجربتها الطويلة وخبرتها الراسخة ومعرفتها بالأسواق الدولية لإعادة التأمين، تضع الشركة المركزية لإعادة التأمين السوق المغربي في منأى عن تداعيات تقلبات الشروط الدولية لإعادة التأمين.
تدير الشركة المركزية لإعادة التأمين محفظة عملاء تضم 300 زبون وتمارس نشاطها في أزيد من 50 دولة، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط والهند والصين.
وعلى الصعيد الدولي، تعد الشركة المركزية لإعادة التأمين من بين أعرق شركات إعادة التأمين في إفريقيا والشرق الأوسط، وتتوفر على ثلاث مكاتب اتصال في كل من مصر ورواندا وكوت ديفوار. وساهمت الشركة المركزية لإعادة التأمين تاريخيا في إحداث وتنشيط منظمات جهوية من بينها الإتحاد العام العربي للتأمين والمنظمة الإفريقية للتأمين. كما ساهمت في شركات جهوية كالشركة العربية لإعادة التأمين والشركة الإفريقية لإعادة التأمين، انطلاقا من مرحلة الدراسات التي سبقت التأسيس وصولا إلى عضوية الشركات كمؤسس ومساهم في رأسمالها.
وتتولى الشركة المركزية لإعادة التأمين أيضا تدبير المركز الإفريقي لأخطار الكوارث (ACCR : African Center of Catastrophe Risks)، وذلك في إطار انخراطها في المنظمة الإفريقية للتأمين(AIO)، إضافة إلى تجمع النقل الجوي التابع للفيدرالية الأفرو-آسيوية للتأمين وإعادة التأمين (FAIR) منذ عام 1989.
خلال سنة 2019 أصدرت الشركة المركزية للتأمين 2017.28 مليون درهم من أقساط التأمين الصادرة، وبلغت نتيجتها الصافية 277.91 مليون درهم.
وصُنفت الشركة المركزية لإعادة التأمين أول شركة لإعادة التأمين في إفريقيا من حيث النتائج الصافية، كما صُنفت في المرتبة الثالثة من حيث رقم المعاملات برسم سنة 2018 من طرف مجلة أطلس (Atlas Magazine) المتخصصة في قطاع التأمين في إفريقيا والشرق الأوسط. وتم نشر هذا الترتيب على هامش الجمع العام لفدرالية شركات التأمين المؤسسة وفق القانون الوطني الإفريقي (FANAF)، والذي انعقد خلال الفترة من 17 إلى 20 فبراير 2020 في لبروفيل بالغابون.
وأخيرا، جددت الشركة المركزية لإعادة التأمين تنقيطاتها لدى وكالات التصنيف الدولية خلال سنة 2020.
هكذا جددت “فيتش راتينج” تنقيطها للشركة المركزية لإعادة التأمين بمنحها « AAA (Local Scale) »، والتي تعد النقطة الأعلى التي منحتها فيتش على الصعيد الوطني بالمغرب، مؤكدة على الصلابة والملاءة المالية للشركة المركزية لإعادة التأمين.
من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للتصنيف الائتماني المتخصصة في قطاع التأمين “أم باست” «AM Best»، في دجنبر 2020، تصنيفها للشركة المركزية لإعادة التأمين (المغرب) بمنحها تنقيط ++ B (جيد) عن الصلابة المالية وتنقيط «BBB» عن التصنيف الائتماني الطويل الأجل.