يقدم برنامج برنامج “24 ساعة من الجراحة الهولوغرافية”، الذي أنجز يومي 9 و10 فبراير الماضيين وبث عبر موقع https://aka.ms/24h، مباشرة العمليات الجراحية التي سجلت مسبقا عبر 13 بلدا، من بينها المغرب، والتي استخدمت فيها تقنية “هولولينس 2 ” اعتمادا على مبدأ الواقع المختلط.
فالبرنامج، الذي يقدم جولة عبر العالم في مجال الجراحة المعززة بتقنية الواقع المختلط، يروم إظهار نضج ونجاعة حل “نظارة هولولينس”، التي تستعمل يوميا من قبل الجراحين وأطباء العالم أجمع.
وبهذا الخصوص، أبزر المسؤول عن “هولولينس فرنسا” لدى مياكروسوفت عثمان شيهب، في ندوة افتراضية نظمت أول الثلاثاء بمناسبة إطلاق البرنامج، أبعاد تقنية الواقع المختلط “هولولينس”، والتي تمزج بين واقعين، أحدهما واقعي والآخر افتراضي، حيث يتم إسقاط الصورة الافتراضية على الصورة الحقيقية ليخلط الجهاز (نظارة هولولينس 2) الواقعين معا، ويفرز صورة حية يشتغل عليها الطبيب الجراح.
وأضاف، في هذا الاتجاه، أن “نظارة هولولينس 2″، التي تندرج في إطار تقنية الواقع المختلط، ستمكن من بث صور بتقنية الهولوغرام، وفي الوقت نفسه ستضمن لمستعمليها تفاعلا مع حقول الرؤية، بتمكينهم من رؤية واضحة بخصوص محيطهم المادي.
وحسب شيهب، فإن الصيغة الجديدة من هذه التقنية الخاصة بالواقع المختلط تعيد تحديد حقول الابتكار، وكذا طرق العمل والتكوين والتعلم في مختلف القطاعات، لاسيما التربية والتوزيع والصناعة الثقيلة، مع إشارته إلى أن نجاعة هذه التقنية تظهر بالأخص، وبشكل جلي، في مجال الصحة .
ومن جهته، أكد الطبيب الرئيسي في قطب جراحة العظام بالمستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس وأستاذ التعليم العالي بكلية الطب بالرباط شكار بلقاسم أن الجراحة التي تعتمد على نظارة “هولولينس 2” وتقنية الواقع المعزز تتيح للجراحين خلال تدخلاتهم الجراحية التجسيم عبر استخدام تقنية الهولوغرام، وأيضا التحكم وتصميم سير العملية الجراحية بكل أبعادها.
كما أن الأمر يتعلق بتقاسم عن بعد، وفي الوقت الحقيقي، لمجال الرؤية مع زملائهم، والاستفادة، بالتالي، من خبرتهم في مختلف الحالات الإكلينيكية، وتأمين التكوين عن بعد لزملائهم عبر المساهمة في تعزيز مهاراتهم بشأن الممارسات الجراحية.
فيما أوضح الأخصائي في جراحة العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي ابن رشد والأستاذ بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء عبد الرحيم رفاوي أن هذا الجهاز يخول لمستخدمه تحديد استراتيجية العملية الجراحية، وتوسيع حقل الرؤية للطبيب الجراح، ليكون لديه مجال دقيق للرؤية، والتقليص من هامش الخطأ الطبي، فضلا عن تمكينه من التواصل والتبادل للاستعانة بفاعلين آخرين خلال العملية الجراحية ذاتها.
وقال إن الحلول التي تقدمها تقنية الواقع المختلط تساعد الجراحين على تجويد كفاءاتهم، وإنجاز العمليات بنجاعة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بطريقة جديدة للعمل بالنسبة للجراحين، تدشن لعهد جديد من العلاجات الطبية.
وتابع أن “هذا الحل سيغير من طريقة إجرائنا العمليات، وهي تقنية فعالة من أجل تكوين جراحي المستقبل، والتأطير عن بعد”.
وخلال هذا البرنامج، سيتفاعل الجراحون مع صور تشريح المرضى التي ستقدم بطريقة هولوغرامية في وقتها الحقيقي من داخل غرفة العمليات، وسيكون بإمكانهم الولوج والتفاعل خلال إجراء العمليات. كما سيكونون على تواصل مع نظرائهم من بلدان أخرى لتقاسم الممارسات الفضلى في ميدان الجراحة.
وموازاة مع ذلك، سيساهم خبراء وزبناء من مختلف بلدان العالم في موائد مستديرة ولقاءات بخصوص وقع الابتكار على قطاع العلاجات الطبية، وهي مناسبة لتبيان مدى مساهمة تكنولوجيا مايكروسوفت ومنظومة الشراكات بالعالم في تطوير التعاون في المجال الصحي.
والبرنامج، الذي يبث عبر العالم على مدى 24 ساعة متواصلة، يتضمن أنشطة موازية، تشمل موائد مستديرة ولقاءات لتقريب العموم من منافع هذه التكنولوجيا في ميدان الجراحة، ورسم ملامح طب المستقبل.
وفي إطار تلك الفعاليات، ناقش أزيد من 60 متخصصا وخبيرا في مجال الصحة كل ما يتصل بتقنية الواقع المختلط، والذكاء الاصطناعي، وأهمية الابتكار التكنولوجي بشكل عام بالنسبة لتخصصاتهم الطبية.
وشكلت هذه الفعاليات بفرنسا فرصة للتشديد على أهمية تنمية الصحة الالكترونية (e-santé)، واستشراف مستقبل التكوين في المجال الصحي.