تحت عنوان (الدبلوماسي السابق نور الدين جودي يحذر من “حرب جيل رابع” تستهدف الجزائر)، كتبت وكالة الأنباء الجزائرية مقالا مطولا، أشارت فيه إلى أن الجزائر مستهدفة من الشمال والجنوب والغرب والشرق، من دول وجماعات، واتهمت مناضلين من قادة الحراك الشعبي الجزائري، دون أن تسميهم، بالتخابر، ومشاهدة القوى الخارجية على إسعاف الجيش الجزائري، في أفق السيطرة على الجزائر.
وتعتبر هذه الخرجة الاعلامية، خاصة من ديبلوماسي، ليست الاولى من نوعها، مع ذكر 22 فبراير، واستعداد الشارع الجزائري للخروج الى الشارع، للمطالبة بحقوقه، وبالديمقراطية، وذلك في أفق سن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المناضلين من قادة الحرك، بتهم ليست بحديدة على النظام العسكري الجزائري، من التٱمر مع قوى خارجية والانتماء لجماعات إرهابية.
وحذر الدبلوماسي الجزائري السابق, نور الدين جودي، في مقاله، اليوم السبت، “الرأي العام الوطني من حرب غير تقليدية مسماة ب(حرب الجيل الرابع) التي تخوضها قوى اجنبية معادية وانتقامية ضد الجزائر بتواطؤ عناصر داخلية، قصد المساس بوحدة شعبها وترابها”، وهو تمهيد صريح وواضح لكل من خولت له نفسه المشاركة في الحراك، لأن التهمة جاهزة، العمالة لقوى أجنبية معادية.
وأضاف اليبلوماسي، في مساهمة له نشرت في جريدة “الوطن”، وأعادت نشرها الوكالة الرسمية، محذرا أنه “عشية الذكرى الثانية لحراك 22 فبراير، يجب توخي اليقظة أمام محاولات تحريف مكاسب الحراك من خلال اختراق عناصر عدوة للديمقراطية في الجزائر”، والتحذير موجه للأجهزة الأمنية لقمع الحراك، الذي يطالب بالديمقراطية لأن الشعب تعب من حكم العسكر ولوبيات الفساد، التي تتناوب على السلطة وتصفي كل مناهضة لها ولو من داخلها، من أجل مصالح فضحتها محاكمات المقربين من الرئيس السابق الراحل بوتفليقة.
ولم يكتف الدبلوماسي الجزائري بتحذير الجيش، بل طالب القوى الحية الجزائرية بالسير وراء العسكر ومباركة خروقاته، بتخوين المناضلين الحقيقيين، حين قال “بالرغم من الإجراءات المضادة الفعالة التي وضعها الجيش الوطني الشعبي بالتنسيق مع كافة المصالح الأمنية”، حسب الدبلوماسي الجزائري إلا أن “كل هذه الإجراءات لن تتحقق فعاليتها التامة إذا لم تعزز بتضامن حقيقي وفعال لكافة القوى الحية لشعبنا”، حيث يريد استصدار إجماع وطني حول تخوين الشباب المناضل دفاعا عن مصالح النظام الحاكم.
ولشيطنة الحراك شرع الدبلوماسي الجزائري في سرد “أعداء” الجزائر، من فرنسا والناتو إلى المغرب عبر إسرائيل والجماعات الإرهابية ومروجي المخدرات والمؤثرات العقلية، ومن جميع الجهات الغرب والشمال والشرق والجنوب، حيث قالت الوكالة “لتوضيح الأسباب التي دفعت أعداء الجزائر إلى اللجوء إلى هذا الشكل الجديد من الحروب”، ذكر جودي “بقدرة قواتنا العسكرية على التصدي لكل اعتداء مسلح وإحباطه، وكذا التجربة المكتسبة من الملحمة الاستثنائية لجيش التحرير الوطني والشعب اللذين تمكنا بعتاد قليل من محاربة على مدى قرابة ثماني سنوات و التغلب على إحدى القوى العسكرية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” (الجيش الفرنسي)”.
والخلاصة أن نور الدين جودي، وهو بالمناسبة ضابط سابق في الجيش الجزائري، ودبلوماسي جزائري سابق في جنوب إفريقيا وأنغولا وهولندا،من خلال ما قاله يستبق الأحداث، للحيلولة دون خروج الشباب إلى الشارع اليوم في ذكرى الحراك الشعبي، 22 فبراير، للمطالبة الاستقلال، والتحرر، وهو الحراك الوحيد في العالم العربي الذي يرفع الاستقلال كشعار له، حيث يعتبر قادة الحراك أن النظام العسكري هو بمثابة المستعمر، وبدل الرضوخ إلى مطالب الحراك خرج المستفيدون من النظام لتخوين الشباب واتهامهم بالتآمر.