تيارات أطلسية: “أزمة كوفيد 19 من منظور جنوب الأطلسي”

يعد تقرير “تيارات أطلسية” المنشور الرئيسي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ويسلط الضوء سنويا على وجهات نظر تشمل التحديات الدولية والأطلسية على وجه الخصوص.. وقد جاءت النسخة السابعة من هذا المرجع في 300 صفحة تقريبا، بمشاركة 22 كاتبا من جنوب الأطلسي، وصدرت بتاريخ 25 فبراير 2021.

وعالجت هذه النسخة موضوع “أزمة كوفيد من منظور جنوب الأطلسي”، في انسجام تام مع موضوع مؤتمر “الحوارات الأطلسية” الذي جرى شهري نونبر ودجنبر 2020، على شكل ندوات رقمية نظرا لتداعيات جائحة كورونا.

في التمهيد، حددت النيجرية إوبياغيلي إيزيكويسيلي التوجه العام للتقرير، وهي للإشارة إحدى مؤسسات منظمة الشفافية الدولية ومستشارة اقتصادية لدى المبادرة من أجل التنمية الاقتصادية في أفريقيا، حيث ذكرت: “حان وقت امتلاك أفريقيا لأفكار كبرى، في حقبة هذا الوضع الاعتيادي الجديد المفروض عليها بسبب كوفيد 19”. ولم تسقط بذلك في فخاخ التشاؤم رغم الانكماش الاقتصادي الذي تشهده أفريقيا للمرة الأولى منذ 25 عاما ورغم التوقعات بزيادة الفقر.

استعراض متكامل للقضايا الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية

أشار رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، ومديرة البحث والشراكات والتظاهرات، بشرى الرحموني، في المقدمة: “تطرقت النسخ السابقة للتحديات الكبرى ونقاط الانهيار التي تحول دون تنمية المنطقة الأطلسية، لذلك كان طبيعيا أن يسلط الضوء هذا العام على أزمة كوفيد 19 من منظور جنوب الأطلسي، مع التركيز على أهمية التعاون الدولي. وقد شمل التقرير استعراضا شاملا وغنيا لهذه الجائحة غير المسبوقة، بما في ذلك تبعاتها على الصحة العقلية وآثارها الكارثية على الاقتصادات، ناهيك عن دور الجيوش في إدارة الأزمات الصحية”.

وشملت فصول التقرير السبعة عشر استعراضا كاملا للنتائج الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة. حيث عالج الجزء الأول القضايا الشاملة، مع “لمحة عامة عن الجائحة في الشمال وفي الجنوب” و”القدرات الصحية كأداة جديدة للسلطة” و”إدارة أزمة االديون”، وتأثير الجائحة على التجارة الدولية والأسواق والانتقال الطاقي، ومع التركيز على ضرورة “تعاون شامل في مواجهة الأزمات الشاملة”، وهو للإشارة فصل حمل توقيع إبراهيم ماياكي، أمين عام الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا (نيباد).

في مرحلة ثانية، تم التطرق لقضايا خاصة بحوض جنوب الأطلسي، على غرار “جغرافية الاحتجاجات في الجنوب الشامل”، و”الدولة الراعية في الجنوب الكبير: هل هي عودة الغائب الكبير؟”، ناهيك عن الرهانات الإنسانية والأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب. وقد أشرف على هذا الفصل الأخير السيد عبد الحق باسو، الباحث البارز لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.

قراءات متقاطعة صادرة عن 22 كاتب من أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا

أغنت أصول الخبراء والباحثين الدوليين المساهمين في نسخة هذا العام التقرير وزادته تفردا، حيث ينحدرون من المغرب والسنغال والنيجر ونيجيريا والمكسيك والبرازيل وألمانيا وإيطاليا.
في فصل بعنوان “قراءة مكسيكية لأزمة كوفيد 19 والحجر”، ذكر الباحث لدى المجلس المكسيكي للقضايا الدولية، السيد خيراردو تراسلوسهيروس، أن المكسيك أحد البلدان الأكثر معاناة من الأزمة الاقتصادية، حيث بلغ معدل الانكماش 10,5 في المائة، وذلك بسبب قصور الحكومة وعدم اعترافها بخطورة الوضعية.

من جهته، تطرق الباحث البارز لدى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، السيد مصطفى الرزرازي، لاختلالات أنظمة الصحة في الجنوب، ولاسيما رعاية الصحة العقلية، بناء على ما أطلق عليه عالم كوري “كورونا بلوز”، أي “الاكتئاب والخمول الناجمين عن العزلة والتباعد الاجتماعي”.

ساهمت الباحثة البارزة مينة باليامون في التقرير بفصل بعنوان “انقاذ الحياة أو انقاذ الاقتصاد: ليست معضلة بل تحديات خاصة للجنوب الشامل”، وقد ركزت فيه على ضرورة تدابير فعالة في مجال الصحة العمومية، كما سلطت الضوء بالتفصيل على صعوبة التباعد الاجتماعي في المساكن وفي الاقتصاد غير المهيكل بمدن الجنوب الكبرى.

هذا ولخصت بشرى الرحموني في الختام أحد الجوانب الأساسية في تقرير تيارات أطلسية بالقول: “أثبتت الجائحة أنه يمكن اعتبار الصحة رأسمالا سياسيا واقتصاديا. على الرغم من ذلك، فإن إدارة الصحة العالمية لا زالت تشوبها مجموعة من الصراعات”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة