نظم مجموعة من الأطباء الداخليين والمقيمين، بالرباط، صباح أمس الأحد، في إطار إضرابهم المفتوح، وقفة احتجاجية أمام “مستشفى الشيخ زايد الدولي” كتعبير عن استنكارهم للتردي المهول الذي يعرفه القطاع الصحي، والخصاص الذي يعاني منه على جميع المستويات، في الوقت الذي اتضح فيه أن المسؤولين نفضوا أيديهم تماما من المجال وكرسوا اهتمامهم لخوصصته مما ينعكس سلبا على الأطباء المشتغلين بالقطاع العام، وعلى المرضى البسطاء على حد سواء، حسب أحد الأطباء المحتجين.
وأشار مصدر طبي أن قطاع الصحة بالمغرب يعرف اليوم توجها ملموسا نحو تأسيس نوعيتين من الخدمات الصحية على طرفي نقيض: خدمات نخبوية مكلفة في القطاع الخاص، ذات أهداف ربحية خالصة، وأخرى مزرية لا ترقى للمعايير الدولية ولا الإقليمية موجهة للمواطن المغربي العادي، في ضوء شح التوظيف، والضحك على ذقون المرضى، عبر اعتماد نظام الراميد الترقيعي، الذي لا يكفل لهم الرعاية الصحية اللازمة، والذي تسبب في إفلاس للمستشفيات، أضحت معه لا تتوفر على المعدات والتجهيزات الضرورية، كما يؤدي إلى طول المواعيد وتأخر العلاج، في الوقت الذي يتم فيه اتهام الأطباء بالتقصير، وتحميلهم مسؤولية استهتار المسؤولين، ويتم استغلالهم وإجبارهم على العمل في ظروف لا إنسانية وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي يكفلها لهم القانون.
واعتبر المصدر أن هذه الوقفة الاحتجاجية للدلالة على امتعاض الأطباء من الحيف الذي يطالهم ويطال مرضاهم حيث عبروا من خلال لافتاتهم عن رغبتهم في الحصول على تكوين جيد، والعمل في بنيات تقترب من مؤسسات كمستشفى الشيخ زايد، تتوفر فيها شروط النظافة والأمن والاحترام، ويعامل فيها المرضى بالإنسانية اللازمة، ولا يضطرون للانتظار لأشهر طويلة للحصول على فحوص بسيطة. اَملين ألا تتم التضحية بكرامة الأطباء والمرضى لسد جشع المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
بالصور.. الأطباء يحتجون بالرباط لإنصاف مرضاهم الفقراء
