علقت باريس وروما وبرلين وليوبليانا ومدريد الاثنين 15 مارس الجاري، استخدام لقاح “أسترازينيكا”، وانضمت إلى قائمة الدول التي سبق واتخذت هذا القرار خشية من الآثار الجانبية، ما يوجه ضربة إلى حملة التطعيم في العالم لمكافحة وباء كوفيد-19 على الرغم من تطمينات منظمة الصحة بأنه آمن.
وبالرغم من اشتداد الأزمة الصحية، علقت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا احترازيا، استخدام لقاح “أسترازينيكا” بانتظار توصية الوكالة الأوروبية للأدوية. وتكون بذلك حذت حذو عدة دول قلقة من آثار جانبية محتملة كمشاكل في التخثر أو تشكل جلطات دموية.
وبعد هذه القرارات، أعلنت منظمة الصحة أنها ستعقد “اجتماعا استثنائيا” الخميس 18 مارس، حول هذا اللقاح مشددة على أن منافعه لا تزال اهم من مخاطره. وستطلب منظمة الصحة الثلاثاء من مجموعة خبرائها عقد اجتماع لدرس سلامة هذا اللقاح لكن خبيرتها العلمية أوصت بمواصلة استخدامه.
وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف قالت كبيرة علماء منظمة الصحة سمية سواميناتان الاثنين “لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا”. وتابعت “إلى حد الآن، لم نجد رابطا بين هذه الحالات واللقاح”.
وتعتبر أوروبا، القارة الأكثر تضررا جراء الجائحة إذ تخطت الاثنين عتبة الأربعين مليون إصابة وتسجل زيادة في عدد الإصابات الجديدة.
وكانت هولندا وإيرلندا قد اتخذت الأحد الخطوة نفسها بعد أن أبلغت النرويج عن أربع إصابات جديدة خطيرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح.
وكانت النرويج قد علقت استخدام اللقاح الأسبوع الماضي تماما كالدانمارك وإيسلندا وبلغاريا. كما أعلنت إندونيسيا الاثنين تأجيل حملة التطعيم بلقاح “أسترازينيكا” بانتظار توصية من منظمة الصحة العالمية.
في المقابل، أطلقت جورجيا الاثنين حملة التطعيم بلقاح أسترازينيكا مقللة من شأن الآثار الجانبية. كذلك، أصرت الشركة المصنعة ووكالة الأدوية الأوروبية على أن لقاح “أسترازينيكا” آمن.
وأكد البروفسور أندرو بولارد مدير مجموعة أوكسفورد لتطوير اللقاح أن “هناك أدلة مطمئنة جدا تفيد بعدم وجود زيادة لظاهرة الجلطة الدموية في بريطانيا”.
وتضاف هذه المشاكل إلى مختبر “أسترازينيكا” الذي سبق وأعلن عن خفض جديد لتسليم اللقاحات إلى الاتحاد الأوروبي بحلول يونيو بسبب مشاكل في التصدير. وقال المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية تييري بروتون إن إعلان “أسترازينيكا” “غير مقبول أو أقله غير مفهوم”.
لكنه سعى إلى الطمأنة بشأن خطة التطعيم الأوروبية بقوله إن “التأخر في الحصول على لقاحات “أسترازينيكا” لا يعني أننا سنتأخر في برنامج التطعيم في الربع الأول من السنة”.
وتعول المفوضية الأوروبية التي فاوضت على عقود شراء اللقاحات باسم الدول الأعضاء السبع والعشرين على تسريع التطعيم في الربع الثاني من السنة الراهنة وتتوقع تلقيح 70 % من الأوروبيين بحلول نهاية الصيف.
وأكد مطورو لقاح سبوتنيك-في المضاد لفيروس كورونا الاثنين أنهم توصلوا إلى اتفاقات لإنتاجه في دول أوروبية “مع شركات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا”، في وقت تنظر وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في مسألة منح اللقاح الروسي ترخيصا رسميا. وفي التاسع من الجاري أعلن عن اتفاق أول لإنتاجه مع إيطاليا. ورحبت ألمانيا بالاتفاق المبرم بين مجموعة “جونسون أند جونسون” الأمريكية ومختبر “إي دي تي بيولوجيكا” لإنتاج جرعات لقاح في ألمانيا.
وتسببت الجائحة بوفاة ما لا يقل عن 2,65 مليون شخص في العالم منذ تفشيها.
وتم إعطاء أكثر من 373 مليون جرعة لقاح، لكن توزيعها غير متكافئ: البلدان ذات الدخل “المرتفع” أو “المتوسط من الفئة الأعلى” (حسب تعريف البنك الدولي) تحصل على ما يقارب تسع جرعات من كل عشر.