نصيب حد السوالم من التمدن، لا يتجاوز التسمية، فهذه المدينة الحديثة التي تقع جغرافيا ضمن النفوذ الترابي لإقليم برشيد، لا تكاد تنهض، حتى تسقط من جديد، في ويلات عشوائية التسيير، فالمدينة مازالت تتخبط في مجموعة من المشاكل، لاسيما على مستوى الصحة، ودور الشباب واستباب الأمن، والفوضى العارمة، التي تتسب فيها العربات المجرورة بالبغال “الكرويلات”، والباعة المتجولون، الذين يحتلون الشوارع، والأزقة، ناهيك عن بعض أصحاب السيارات والشاحنات، و كذا الجرارات التي تسير وفق قانون سير وجولان.
المركز “الثلاثين”
هذا المركز الذي يعتبر القلب النابض لـ”مدينة” حد السوالم، ان جازت التسمية، من خلال رواجه التجاري الكبير، بحيث تتمركز فيه أغلب المحلات التجارية، فضلا عن موقعه الذي يقع في ملتقى طريق الجديدة، والطريق المؤذية لسيدي رحال الشاطئ، فتساهم في خلق حركية لا تكاد تنقطع طوال النهار، فبالإضافة الى معاناته مما سبق ذكره، فهو يعيش تحت وطأة أزبال الباعة المتجولين، وبائعي الدجاج، والبناء العشوائي، وغياب النظافة، واحتلال الملك العمومي الصارخ، أمام مرأى وأعين، ولا مبالاة المسؤولين، فساكنة “الثلاثين المركز”، تعاني ليلة نهار من ويلات ضعف تدخلات المصالح الإدارية المعنية، لفك الضرر الذي تخلفه عربات الباعة، التي احتلت أماكن عمومية بصفة شبه رسمية، وهو ما لاحظته “احاطة” و تلاحظه كل يوم، فضلا عن دخول أصحابها في الكثير من الأحيان في تلاسنات، وصراخ وشتائم، تخترق النوافذ لتصل الى مسامع الأهل والعائلات.
بالإضافة إلى ذلك، عادت المحالات التجارية، لبيع الأثاث المنزلي، والملابس الجاهزة، والمقاهي والمطاعم، لتستحوذ على مساحات كبيرة من الأرصفة العمومية المخصصة للراجلين، لتتجدد معها المطالب، بشن حملة واسعة النطاق على محتلي الملك العمومي بـ”المركز”، و”المدينة” ككل قصد التصدي للمخالفين الذين يعرضون حياة المواطنين للخطر، من خلال هدم الأجزاء غير القانونية من المقاهي والمطاعم، وتشييد محطة لسيارات الأجرة الكبيرة، في مكان آمن بعيدا عن الشارع الرئيسي، الذي يصعب المرور منه في أوقات الذروة.
انتشار عربات الباعة المتجولين في الأحياء خارج النظم القانونية، يشوه الجمالية الخارجية للمدينة، التي باتت تحتاج إلى نفس جديد لإخراجها من “النمط العشوائي” الراهن، التي تتخبط فيه منذ سنوات، فالمدينة تعيش على إيقاع تناقضات كثيرة، فهي من ضمن من الجماعات الترابية المهمة بإقليم برشيد، وذلك راجع بالأساس الى منطقتها الصناعية، التي تضم شركات ووحدات صناعية مهمة، جعلتها منطقة مستقطبة لعدد مهم من المستثمرين والأطر واليد العاملة، لكن في المقابل لم تستقطب مسؤولين بإمكانهم مسايرة إيقاع مطالب رجال المال والأعمال والساكنة المواطنة.