أعلنت السلطات القضائية الأردنية الثلاثاء، حفاظا على سرية التحقيقات وتحت طائلة المسؤولية، حظر النشر بقضية الأمير حمزة التي جرى خلالها اعتقال 16 شخصا بتهمة زعزعة “أمن واستقرار الأردن”.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن النائب العام في عمان حسن العبداللات قوله إنه “وحفاظًا على سرية التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية المرتبطة بصاحب السمو الملكي الأمير حمزة بن الحسين وآخرين، تقرر حظر النَّشر في كل ما يتعلق بها في هذه المرحلة من التَّحقيقات”.
وأوضح أن “حظر النَّشر سيكون لحين صدور قرار بخلاف ذلك، ويشمل الحظر، وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التَّواصل الاجتماعي، ونشر وتداول أي صور أو مقاطع مصورة … تتعلق بهذا الموضوع وتحت طائلة المسؤولية الجزائية”.
ويأتي هذا القرار بعد يوم واحد من إعلان الأمير حمزة ولي عهد الأردن السابق، بعد تدخل أعضاء من العائلة المالكة لحل الأزمة يتقدمهم عمه الأمير حسن، إنه سيبقى مخلصا للملك عبد الله الثاني وملتزما بالدستور.
وبحسب بيان للديوان الملكي نشر مساء الإثنين قال الأمير حمزة في الرسالة التي وقعها بحضور شقيقه الأمير هاشم واثنين من أبناء عمومته، “أضع نفسي بين يديّ جلالة الملك، مؤكّداً أنّني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك”.
وأكّد الأمير أنّه سيبقى “ملتزماً بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة، وسأكون دوماً لجلالة الملك ووليّ عهده عوناً وسنداً”.
وأوكل عاهل الأردن لعمه الأمير حسن الذي شغل منصب ولي العهد لنحو 34 عاما، التعامل مع موضوع الأمير حمزة، وفق الديوان الملكي.
اتّهمت الحكومة الأحد الأمير حمزة وأشخاصاً آخرين من الحلقة المحيطة به بالتورّط في مخطّط “لزعزعة أمن الأردن واستقراره”، ووُضع في الإقامة الجبرية فيما جرى اعتقال أكثر من 16 شخصاً.
وبين المعتقلين رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد الذي شغل سابقاً منصب مبعوث العاهل الأردني إلى السعودية.
وقال المحلل السياسي لبيب قمحاوي لوكالة فرانس برس إنه “في النهاية حصل ما ارادوه، والأمير حسن (74 عاما) استعمل مكانته العائلية وعمره ليوقع الأمير حمزة الرسالة وينهي الموضوع ويغلق الملف، فانتهت القصة”.
ومن جهته، قال المحلل السياسي احمد عوض مدير مركز “الفينيق” للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية إن “الأزمة لم تنتهِ، الأزمة ستبقى واستمرار العمل في المستقبل بنفس الطريقة السابقة في إدارة شؤون البلاد غالبا لن ينجح”.
وأضاف لوكالة فرانس برس “يجب ان اكون هناك طرق أخرى بالتحول الى مزيد من الإصلاحات الديمقراطية على أساس يضمن مزيدًا من الاستقرار والاستقلالية في عمل مؤسسات”.
وقالت صحيفة “الرأي” اليومية في مقال افتتاحي الثلاثاء إن “تقاليد العائلة الهاشمية وتراثها استطاعت استيعاب (المشكلة) في زمن قياسي مع تدخل حكيم العائلة سمو الأمير الحسن بن طلال بوصفه المرجع المستأمن على مستوى الأسرة”.
ومن جانبها، أكدت صحيفة “الدستور” اليومية شبه الرسمية في مقال افتتاحي “لقد طوى الملك بحكمته ملفا أراد له البعض أن يكون مدعاة للفتنة”.
وأضافت أن “ماتم إعلانه أبهج صدور الأردنيين جميعا”.
ومن جانب آخر، استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان الثلاثاء نظيره السعودي فيصل بن فرحان الذي حمل رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز إلى العاهل الأردني تؤكد “وقوف السعودية الشقيقة إلى جانب المملكة في مواجهة جميع التحديات ودعمها كل الخطوات التي يتخذها جلالته لحماية الاردن ومصالحه”.
وأكد الصفدي والأمير فيصل خلال اللقاء أن “أمن المملكتين واستقرارهما واحد لا يتجزأ وأنهما تقفان معا في مواجهة كل التحديات”.