كتبت وكالة الأنباء الأرجنتينية “ألتيرناتيف بريس أجينسي” أن عزلة “البوليساريو” في الساحة الدولية تزداد يوما بعد يوم، مسلطة الضوء على رفض المحكمة الدستورية البيروفية مؤخرا طعنا قدمه “عنصر استفزازي” لـ “البوليساريو”أعلنته البيرو شخصا غير مرغوب فيه فوق ترابها.
وأضافت الوكالة أن المحكمة البيروفية أقبرت ادعاءات “البوليساريو” لإيهام العالم بأن بعض المخيمات البائسة في صحراء الجزائر تشكل دولة.
وتابعت أن المحكمة قضت بـ”عدم قبول” ادعاءات المدعوة خديجتو المختار، التي قدمت نفسها في البيرو على أنها “دبلوماسية” لتقوم السلطات البيروفية بترحيلها لانتحالها صفة، مسجلة أن الأمر يتعلق بضربة “مدمرة” لافتراءات “البوليساريو” التي تحاول من خلالها أن توهم بأن الكيان الوهمي “دولة”.
وذكرت وسيلة الإعلام الأرجنتينية، التي توقفت عند أطوار ترحيل المدعوة خديجتو المختار من قبل السلطات البيروفية، بأن البيرو قطعت جميع العلاقات مع “الجمهورية الوهمية” في عام 1996، وبأن “الحكومة البيروفية لم تعد تعترف” بهذا الكيان الوهمي.
ولفتت، في هذا الصدد، إلى أن “البوليساريو” توظف تكتيك إرسال عناصر تابعة لها بتأشيرات سياحية وجوازات سفر إسبانية أو جزائرية للتسلل إلى الدوائر السياسية اليسارية وبين طلبة الجامعات قبل التظاهر بأنهم “سفراء” للكيان الوهمي، مشيرة إلى أنهم يغادرون البلد المستهدف قبل أن تتفاعل السلطات المعنية مع هذه الأفعال الدعائية، التي ترمي إلى “الإيهام بوجود ما يسمى بالدولة الصحراوية”.
وكانت المدعوة خديجتو المختار أمضت 19 يوما بمطار ليما رافضة العودة من حيث أتت أي إسبانيا أو الدخول إلى البيرو كسائحة بجواز سفرها الإسباني، لكن مع التعهد بعدم القيام بأي نشاط دعائي سياسي.
واستغلت “البوليساريو” هذه الفترة الزمنية لإطلاق حملاتها الدعائية المعتادة، ودفعت محامين لتقديم طعن أمام المحكمة الدستورية في البيرو، تضيف وكالة الأنباء الأرجنتينية، التي أشارت إلى أنه بعد ما يزيد قليلا عن أسبوعين من هذه “المسرحية الإعلامية”، نفد صبر الحكومة البيروفية، وأمر خمسة عناصر من الشرطة المدعوة خديجتو المختار بالصعود على متن رحلة متجهة إلى مدريد.
ومع ذلك، استمرت أطوار القضية أمام القضاء بالبيرو، قبل أن تضع لها المحكمة الدستورية مؤخرا حدا بحكم اتخذه قضاتها السبع بالإجماع واعتبروا أن طلب المدعوة خديجتو المختار لا أساس له.
وكتبت وسيلة الإعلام الأرجنتينية، في هذا الصدد، أن هذا القرار القضائي في البيرو يؤكد ليس فقط الطابع الوهمي ل “الجمهورية الوهمية” ودبلوماسييها المزيفين، بل أيضا الاندحار وافتقاد “البوليساريو” للمصداقية الدولية، مشيرة إلى أن الأخيرة لا يمكنها العيش من دون الدعم الذي تقدمه لها الحكومة الجزائرية وحفنة من الأحزاب اليسارية ورفاق دربها الذين تخصصوا في الدفاع عن “القضايا الإنسانية الزائفة من أجل الاستمرار في البقاء سياسيا”.
وخلصت الوكالة إلى أن “التكتيك الذي يوظفه انفصاليو “البوليساريو” منذ أربعين سنة للبقاء لم يعد يقنع أحدا، وتنظيمهم محكوم عليه بالاندثار على المدى المتوسط كما حدث مع الجيش الجمهوري الإيرلندي وإيتا في إسبانيا”.