أكدت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرتها الإخبارية الخاصة، بتأثير شهر رمضان المبارك على تطور أسعار الاستهلاك خلال هذه السنة، وخاصة أسعار استهلاك المواد الغذائية، أن الوقت المخصص للتسوق وللأنشطة المنزلية خلال شهر الصيام، يتزايد مقارنة مع الشهور العادية، وخاصة في المدن وبين النساء (47+ دقيقة).
في المقابل، أوضحت المندوبية خلال شهر رمضان، تشهد معظم القطاعات تباطؤا في الإنتاجية يرجع جزئيًا إلى انخفاض ساعات العمل، ووفقا لنتائج البحث الوطني الأخير حول استخدام الوقت، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط سنة 2012، فإن ساعات العمل اليومية تنخفض بنسبة تقدر بـ23 في المائة، ويقدر هذا الانخفاض بساعة واحدة و12 دقيقة للرجال و19 دقيقة للنساء.
وأضاف المصدر، أن عادات الاستهلاك خلال شهر رمضان تتغير هي الأخرى، فحسب البحث الأخير حول استهلاك الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط خلال 2013\2014، فإن استهلاك الأسر يرتفع بنسبة 16.3 في المائة في المتوسط خلال الشهر الكريم، حيث وعزى ما يقرب من 82 في المائة من هذه الزيادة الظرفية إلى ارتفاع نفقات الغذاء، بحيث تنفق الأسر، في المتوسط، أكثر من الثلث على الغذاء (37+ في المائة) مقارنة مع الشهور الأخرى.
وأبرزت المندوبية، أن هذه الزيادة في الإنفاق على الغذاء، تخص جميع فئات الأسر، حيث ترتفع كلما تحسن مستوى المعيشة (تتراوح من 22.5 في المائة إلى أكثر من 40 في المائة)، مضيفة أنه من بين المنتجات الأكثر مساهمة في هذا الإنفاق الإضافي، الفواكه (163+ في المائة)، واللحوم (35+ في المائة) والحبوب (35+ في المائة)، الحليب ومنتجات الألبان (47+ في المائة).
وأضاف المصدر: “يرتفع الإنفاق على المنتجات غير الغذائية بنسبة 4.6 في المائة، مدعومًا بشكل خاص بزيادة 20 في المائة في الإنفاق على “النقل والاتصالات” و3.7+ في المائة في الإنفاق على “السكن والطاقة”. في المقابل، ينخفض الإنفاق على الملابس بنسبة 13 في المائة في المتوسط خلال هذا الشهر الكريم، وخاصة في الوسط القروي (17.3- في المائة)”.
واعتبرت المندوبية السامية، أن تغير عادات الأسر من حيث استهلاك بعض المواد الغذائية العامل الأساسي في تأثير شهر رمضان على تطور أسعار الاستهلاك. حيث يبتدئ هذا التأثير قبل أسبوعين من حلوله، والذي تزامن هذه السنة مع نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل 2021. وتقدر الزيادة في أسعار الاستهلاك للمنتجات الغذائية بنحو 0.6 في المائة بالنسبة للشهر المبارك بأكمله.
ولاحظ نفس المصدر، أن النصف الثاني من شهر رمضان يشهد زيادة أكثر في الأسعار مقارنة مع النصف الأول (0.8 في المائة ، بدلاً من 0.4 في المائة على التوالي)، حيث تحقق الأسماك والبيض والحوامض أكبر الارتفاعات في أسعارها. حيث ترتفع أسعار الأسماك والمنتجات البحرية بنسب تقدر بـ5,6 في المائة و 5,8 في المائة، على التوالي، خلال النصفين الأول والثاني من شهر رمضان المبارك.
وخلص المصدر، الى أن أسعار البيض والحوامض، تعرف زيادات بدورها تقدر بـ2.5 في المائة و2.3 في المائة، على التوالي، خلال شهر رمضان. كما ترتفع أسعار الفاكهة الطازجة بنسبة 1.9 في المائة. في المقابل، تظل تأثيرات شهر رمضان على أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والخضروات، باستثناء الطماطم، متواضعة على العموم.