أكد ادريس اعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، الجمعة 23 أبريل الجاري، خلال مشاركته، في ندوة صحفية عن بعد، نظمها المركز الثقافي البرريطاني، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة الإنجليزية، أنه يجب تعزيز رصيدنا اللغوي، بمستويات مناسبة، في اللغة الإنجليزية، نظرا لانتشارها عالميا، وهيمنتها في العلوم والتكنولوجيا والفنون، مؤكدا في نفس الوقت أنه يجب الحفاظ على لغة الهوية الوطنية، اللغة العربية، واللغة الأمازيغية، ولغة الاقتصاد والمقاولة، والهندسة والطب بالمغرب، اللغة الفرنسية.
وأوضح الوزير: ” فهذا التعدد اللغوي، يمكننا من قدرات ثقافية، وسلوكية، تسمح لنا بفهم الآخر، والتعامل معه بسلاسة، ونجاعة، مع تمكينه من فهمنا، وتسهيل التعامل معنا، وبفتح الباب على مصراعيه، أمام البحث العلمي، والابتكار، والاضطلاع على الجديد فيهما في حينه”.
وأضاف الوزير: “أود أن أشكر المجلس الثقافي البريطاني، على حسن تعامله معنا، في تعزيز معرفتنا باللغة والثقافة الإنجليزية، أما فيما يخص موضوعنا اليوم، فهنيئا للغة الإنجليزية بيومها العالمي”.
وأتم اعويشة بمثل مغربي أصيل: “الجديد ليلو جدة والبالي لا تفرط فيه”.
وكشفت نتائج دراسة استقصائية مستقلة بعنوان ” Shift to English in Morocco”، قام بها المجلس الثقافي البريطاني، شملت 1200 شابا مغربيا، أن الأغلبية العظمى من المشاركين يعتبرون اللغة الإنجليزية بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبلهم ومستقبل المغرب، حيت أعرب معظم الشباب المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و25 سنة، عن رغبتهم في تعلم اللغة الإنجليزية.
وفي هذا الصدد، صرح توني رايلي، مدير المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، قائلا: “يتمتع المغرب بثقافة وتاريخ غني ومتنوع ومتعدد اللغات. هذه الأمور ستظل راسخة ولم/لن تتغير مع مرور الوقت، ويُمثل تعدد اللغات الذي يتزايد في العالم يوما تلو الآخر ميزة كبيرة جدا”.
وأضاف رايلي :”الدراسة التي قُمنا بإنجازها تُمثل اعترافا واضحا من لدن الجيل الجديد من المغاربة، بتزايد أهمية الإنجليزية كلغة دولية. وسيواصل المجلس الثقافي البريطاني دعم وزارة التعليم في جهودها الرامية إلى تعميم تعليم اللغة الإنجليزية في المغرب، وكذلك إتاحة الفرص للشباب لتعلم اللغة الانجليزية من خلال برامج التعليم المباشر والإلكتروني على حد سواء”.
وكشفت الدراسة، أن أزيد من ثلثي الشباب المغاربة على اقتناع تام بأن اللغة الإنجليزية ستنجح خلال السنوات الخمس القادمة في أخذ مكان اللغة الفرنسية بوصفها اللغة الأجنبية الأولى في المغرب، حيث يرى 74 في المائة من المستجوبين أن الانتقال إلى اللغة الإنجليزية، سيفيد طموحات المغرب بصفته محور تجاري وسياحي على المستوى الدولي.
وعبر أحد المستجوبين عن رأيه قائلا :”الإنجليزية هي لغة المستقبل”، وأضاف شخص آخر :”أضحت الإنجليزية اللغة الأجنبية التي يتجه إليها الجميع على اعتبار أنها هيمنت على الإنترنت”.
وأوضحت نفس الدراسة، أن الشباب المغاربة، يستعملون اللغة الإنجليزية في كُل ما يخص عالم الإنترنت ووسائل الإعلام، وسمحت الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد بالانفتاح على تعلم اللغة الإنجليزية، وأضحى الشباب المغاربة متعطشين لمعرفة عالم الأخبار بهذه اللغة.
وقال أحد الشباب المغاربة الذين شملتهم الدراسة أيضا :”تعرفت خلال فترة الحجر الصحي على العديد من البرامج المثيرة للاهتمام باللغة الإنجليزية، ومنذ ذلك الوقت وضعت كامل تركيزي على تطوير لغتي قبل نهاية الإجراءات الصحية المرتبطة بالوباء”.
وأكدت الدراسة كذلك، أن الإنجليزية ستحل محل الفرنسية خلال السنوات الخمس المقبلة حسب الشباب المغاربة، لتُصبح بذلك اللغة الأجنبية الأولى في المملكة، حيث يؤيد الشباب المغاربة بشدة استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية، ويرون أن هذا الأمر من شأنه أن يكون مفيدا لهم على المستوى الشخصي ولوطنهم على حد سواء.
واعتبرت الدراسة، أن المستقبل مرتبط لدى الشباب المغاربة باللغة الإنجليزية، ذلك أن ما نسبته (85%) من المجيبين على أسئلة هذه الدراسة، يتوقعون تسجيل زيادة في استخدام اللغة الإنجليزية في الأعوام المقبلة.
في المقابل، يعتقد 83 في المائة من الشباب الذين شملهم الاستقصاء أن اللغة الإنجليزية ستمنحهم فرصة الحصول على تعليم ذو جودة أفضل يكون معترفا به دوليا، بالإضافة إلى تعزيز السياحة الدولية في المغرب، وأيضا مساعدتهم أكثر في العثور على عمل أو دراسة خارج أرض الوطن.
وإلى جانب ما سبق، فإن نسبة 79 في المائة من الشباب المغاربة أكدوا أنه في حالة ما إذا أصبحت اللغة الإنجليزية اللغة الرئيسية الثانية للمغرب، فإنها ستدعم أكثر طموحات البلد في أن يصبح مركزا للأعمال التجارية الدولية وبوابة إلى أفريقيا.