يدرك باريس سان جرمان حين يحل ضيفاً الأربعاء على مونبلييه في ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس فرنسا لكرة القدم، إنه أمام شبح الخروج من الموسم خالي الوفاض للمرة الأولى منذ 2012، في حال لم يقدّم كل ما لديه من أجل الوصول الى النهائي للمرة الثانية توالياً والـ19 في تاريخه.
وبعدما ودّع مسابقة دوري أبطال أوروبا من نصف النهائي بخسارته ذهاباً وإياباً أمام مانشستر سيتي الإنكليزي، تلقى سان جرمان صفعة قاسية الأحد بتعادله مع مضيفه رين 1-1 في الدوري المحلي، ما جعله متخلفاً عن ليل المتصدر بفارق ثلاث نقاط قبل مرحلتين على ختام الموسم.
ونتيجة إلغاء مسابقة كأس الرابطة التي أحرز لقبها ست مرات في المواسم السبعة الماضية، بهدف تخفيف ضغط المباريات على اللاعبين، انحصر طموح فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بالدفاع عن لقبي الدوري والكأس.
لكن مصيره في “ليغ 1” لم يعد بين يديه حتى لو فاز بمباراتيه الأخيرتين على رينس وبريست، ما يجعل تركيزه مضاعفاً على مباراة الأربعاء في ملعب مونبلييه الذي خسر مواجهاته الأربع الأخيرة مع نادي العاصمة (جميعها في الدوري).
وبدا بوكيتينو محبطاً بعد تعادل الأحد مع رين، بالقول “كان هذا الموسم متقلباً صعوداً وهبوطاً”، مشدداً على أن تعثر الأحد ليس له علاقة بالروح المعنوية المتردية لفريقه نتيجة الخروج من نصف نهائي دوري الأبطال لأن “فريقاً مثل باريس سان جرمان لا يمكن أن يتأثر بهذا الأمر”.
وتابع “لا يمكن التفكير بما قد حصل قبل أربعة أو خمسة أيام”، قبل أن يستطرد “لكن إذا كانت هذه هي الحالة (أي أن الفريق متأثر بالخروج من دوري الأبطال)، فيجب إعادة التفكير بالأمور”.
ومن المؤكد أن بوكيتينو كان يمني النفس بوضع أفضل له في نادي العاصمة بعد قرابة خمسة أشهر على توليه المهمة خلفاً للألماني توماس توخل الذي قاد الفريق الى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، ثم كرر هذا الأمر حالياً مع فريقه الجديد تشلسي الإنكليزي.
بالنسبة لمدرب توتنهام الإنكليزي السابق، فهو يحاول أخذ العِبَر من أجل الموسم المقبل أيضاً، موضحاً “بعد أربعة أشهر في النادي، قمنا بتخزين الكثير من المعلومات وهذا الأمر سيساعدنا. من الواضح أن القرارات ستتخذ في نهاية الموسم مع النادي بأكمله لتحسين الفريق”.
وبإمكان بوكيتينو وسان جرمان الاعتماد الموسم المقبل بالتأكيد على النجم البرازيلي نيمار الذي مدد السبت عقده حتى 2025، ومن المتوقع أن يلحق به الأرجنتيني أنخل دي ماريا والحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، في حين ما زال الشك يحوم حول التزام الهداف النجم كيليان مبابي بمشروع نادي العاصمة والإدارة القطرية.
– هل ينهار كل شيء في غضون ثمانية أيام؟ –
ورغم الأوضاع المالية الصعبة التي فرضتها تداعيات تفشي فيروس كورونا، سيكون من الضروري على سان جرمان أن ينشط في سوق الانتقالات إذا ما أراد تحقيق حلمه الأكبر أي الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي أفلت منه الموسم الماضي حين وصل الى النهائي للمرة الأولى قبل أن يسقط أمام بايرن ميونيخ الألماني.
وكان غياب مبابي عن مباراة نهاية الأسبوع ضد رين بسبب الإيقاف، وليس الإصابة التي أبعدته عن الفريق قرابة أسبوعين، مؤثراً بالتأكيد على نادي العاصمة، لكن بوكيتينو رفض أن يبرّر التعادل بغياب لاعب واحد، مضيفاً “لا يجب التفكير بأن غياباً غيّر المباراة. نعلم جميعاً مدى أهمية كيليان، لكن إذا كنا نريد أن نصبح أبطالاً يجب الفوز بهذا النوع من المباريات”.
وسيعود مبابي الى نادي العاصمة الأربعاء ضد مونبلييه الحالم بالوصول الى النهائي للمرة الأولى منذ 1994 والخامسة في تاريخه المتوج بلقبين (1929 و1990)، لكنه سيفتقد خدمات بريسنل كيمبيمبي الذي طُرِدَ في أواخر المباراة ضد رين، والإيطالي ماركو فيراتي الذي سيغيب نحو ثلاثة أسابيع بحسب تقارير صحافية بسبب إصابة في الركبة اليمنى، كاشفة بأن لايفين كورزاوا قد يلقى المصير ذاته بسبب إصابة في الكاحل الأيسر.
ومع وصول الموسم الى أمتاره الأخيرة، يأمل سان جرمان ألا ينتقل من الأمسيات الحالمة التي اختبرها هذا الموسم في دوري الأبطال خارج الديار بالفوز على مانشستر يونايتد الإنكليزي (3-1 في دور المجموعات) وبرشلونة الإسباني (4-1 في ذهاب ثمن النهائي) وبايرن ميونيخ (3-2 في ذهاب ربع النهائي)، إلى كابوس بفقدان كل شيء في غضون ثمانية أيام.
لكن خلافاً للدوري، سيكون مصير نادي العاصمة بين يديه في مسابقة الكأس التي تشهد الخميس مواجهة غير متوازنة بين المتألق هذا الموسم موناكو ومضيفه روميي فاليير من الدرجة الرابعة.