كشف المحلل السياسي والصحافي، مصطفى الطوسة، أن الخريطة السياسية الفرنسية بعد نتائج الدور الثاني من الانتخابات الجهوية، عرفت زلزالا معاكسا إذ لم تستطع الجبهة الوطنية التي تصدرت الانتخابات الأولى من تحقيق أهدافها، واختراقاتها السياسية، والفوز بقيادة أي جهة، مشيرا إلى أن العديد من الأسباب أسهمت في فشل الجبهة الوطنية في الانتخابات، التي أجريت أمس الأحد بفرنسا.
وأضاف الطوسة في تصريح لــ”إحاطة.ما” أن السبب الأساسي في فشل الجبهة الوطنية في الاننتخابات الفرنسية يتمثل بالأساس في عودة الناخب الفرنسي لصناديق الإقتراع بكثافة “ما يعكس أن وعيا قويا في أوساط الفرنسيين برهانات هذه الدورة الثانية”.
وأوضح الطوسة أن السبب الثاني في فشل الجبهة الوطنية يتمثل أيضا في نجاح الإستراتيجية التي بلورها اليسار الحاكم، بزعامة مانويل فالس عندما قال بأنه يجب على الفرنسيين أن يقيموا سدا جمهوريا لمنع الجبهة الوطنية من تحقيق هذا الاختراق، مشيرا إلى أن استراتيجية اليسار كانت لها أذانا صاغية في الشارع السياسي الفرنسي، كما أن دعوة مانويل فالس مناضيله إلى التصويت لصالح اليمين التقليدي لوقف اختراق اليمين المتطرف كانت لها آثارا كبيرة في فرنسا.
وقال الطوسة إن العبرة التي يمكن أن نستخلصها من هذه النتائج هو نجاح استراتيجية السد الجمهوري، التي قد يستعملها اليسار كوصفة سحرية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حالة تأهل ماري لوبين للأدوار النهائية، موضحا أن هذه الانتخابات “كانت بمثابة مختبر جربت فيه هذه الوصفة التي يمكن أن تطبق في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة”.
وأكد الطوسة أن الشارع الفرنسي أحس بالخطر الذي تشكله اختراقات الجبهة الوطنية، خصوصا أنها تحمل برنامجا ومشروعا سياسيا قد يهدد أمن واستقرار المجتمع الفرنسي، “سواء تعلق الأمر بالأفكار على المستوى الاجتماعي، التي تحقد على الأجانب، وعلى أهم مكونات المجتمع الفرنسي أو على المستوى الاقتصادي، حيث كانت الجبهة بزعامة لوبين طالبت الخروج من الاتحاد الأوروبي”.