أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، مقتل القيادي الجهادي الجزائري المرتبط بتنظيم القاعدة مختار بلمختار في غارة نفذتها طائرات اميركية في شرق ليبيا, بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها من دون ان تؤكد مقتل بلمختار.
وافاد بيان لحكومة عبد الله الثني ان “الطائرات الاميركية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لاحدى المجموعات الارهابية بشرق ليبيا”.
واضاف ان الغارة الاميركية تمت “بعد التشاور مع الحكومة الليبية الموقتة للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الارهاب المتواجدين على الاراضي الليبية”.
كما اعلنت هذه الحكومة انها سترحب باي ضربات جديدة تستهدف “الجماعات الارهابية”, معتبرة ان الغارة الاميركية الاخيرة تمثل “بداية جديدة” من التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الجماعات.
وقال احمد العريبي المتحدث باسمها في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “الحكومة الشرعية رحبت وترحب وسترحب باي مبادرات من هذا النوع”, مشددا في الوقت ذاته على ان “كل هذه الضربات يجب ان تمر عبر القنوات الشرعية”.
واضاف ان “التنسيق مع الولايات المتحدة مستمر لمحاربة الجماعات الارهابية وتجفيف منابع الارهاب”, مشيرا الى ان الضربة الاميركية تاتي “في ظل الدعم الذي لطالما طالبنا به بالتشاور مع الحكومة الليبية”.
بدوره, قال مصدر عسكري مقرب من قائد القوات الموالية لهذه الحكومة الفريق اول خليفة حفتر لفرانس برس ان الضربة الاميركية تمثل “بداية جديدة للتعاون في مكافحة الارهاب. انها مبادرة ممتازة”.
وكان البنتاغون اعلن في وقت سابق الاحد ان الجيش الاميركي نفذ ليل السبت ضربة ضد هدف “ارهابي مرتبط بتنظيم القاعدة” في ليبيا من دون ان يحدده.
ولاحقا اكد البنتاغون ان الغارة شنتها طائرات اميركية واستهدفت بلمختار زعيم جماعة “المرابطون” الجهادية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل ستيفن وارن في بيان “بوسعي ان اؤكد ان هدف الضربة التي نفذت الليلة الماضية في ليبيا في اطار مكافحة الارهاب كان مختار بلمختار”.
واضاف ان “الغارة نفذتها طائرات اميركية. نحن نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل اضافية في الوقت المناسب”.
من جهتها, نقلت وكالة الانباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة الموقتة,ومقرها مدينة البيضاء في شرق ليبيا, ان الغارة “جرت ليل السبت- فجر الأحد في مدينة اجدابيا” التي تبعد 160 كلم غرب مدينة بنغازي, كبرى مدن الشرق الليبي.
واضاف المصدر ان الغارة استهدفت “إحدى المزارع حيث كان يعقد بلمختار اجتماعا مع قادة تنظيمات متطرفة بينها اعضاء في جماعة أنصار الشريعة”, التي تعتبرها الامم المتحدة منظمة ارهابية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي, تحدثت صفحات جهادية عن سقوط سبعة قتلى في الغارة الاميركية. ونشرت صفحة على موقع فيسبوك تعود لمجموعة اسلامية في اجدابيا صورا لجثث فضلا عن اسماء القتلى من دون اسم بلمختار.
وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن مقتل الجهادي الجزائري. وكانت تشاد اعلنت في نيسان/ابريل العام 2013 مقتله اي بعد ثلاثة اشهر على عملية احتجاز الرهائن الدامية في كانون الثاني/يناير في منشأة ان اميناس في الجزائر. وفي ايار/مايو 2013 اعلن عن تبنيه الاعتداء المزدوج في النيجر ما اسفر عن سقوط 20 قتيلا.
وولد بلمختار في حزيران/يونيو 1972 في غرداية الواقعة على ابواب الصحراء الكبرى ولم يكن قد اتم عقده الثاني حين ذهب للقتال في افغانستان في 1991 حيث فقد عينه اليمنى واكتسب لقب “الاعور”.
وبلمختار, هو القائد السابق ل`”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي” قبل ان يغادره ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم “الموقعون بالدم”. وفي كانون الثاني/يناير اعلن تبنيه عملية احتجاز الرهائن في الجزائر التي سقط خلالها 37 اجنبيا وجزائري و29 من المعتدين.
وفي العام 2013 اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا, احدى المجموعات الجهادية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع ,2013 لتولد بذلك جماعة “المرابطون” التي تزعمها بلمختار. ولكن هذه الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخرا من جانب خبراء في شؤون الجماعات الجهادية.
وبحسب هؤلاء الخبراء فان الانقسامات داخل قيادة “المرابطون” خرجت الى العلن مع اعلان احد قادتها في منتصف ايار/مايو الماضي مبايعة الجماعة لتنظيم الدولة الاسلامية ثم نفي بلمختار نفسه ذلك وتجديده البيعة لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.
حكم على بلمختار بالاعدام في الجزائر مرتين بتهم “الارهاب الدولي والقتل والخطف”. ويتهم بالوقوف وراء اغتيال اربعة فرنسيين في موريتانيا في كانون الاول/ديسمبر 2007 واختطاف كنديين اثنين في 2008 وثلاثة اسبان وايطاليين اثنين في 2009.
وفي أجدابيا, اندلعت معارك دامية الاحد في محيط المستشفى, حيث سعى مقاتلون اسلاميون للسيطرة عليها من ايدي جماعات مسلحة محلية في مسعى لعلاج جرحاهم, وفق ما نقل شهود.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد بين سلطتين, حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق, وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى “فجر ليبيا”.
وسمحت الفوضى الامنية الناتجة من هذا النزاع باتساع نفوذ جماعات متشددة في ليبيا بينها تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن في التاسع من حزيران/يونيو الجاري السيطرة على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ومحطة كهربائية مجاورة لها.
وتعود Bخر عملية عسكرية اميركية في ليبيا الى حزيران/يونيو 2014 حين اعتقلت فرقة كوماندوس احمد ابو ختالة, المتهم بأنه احد منظمي الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي في 2012 الذي اسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين Bخرين.