شرع المغرب في تحويل فضلات سكانه إلى طاقة كهربائية أو كبديل لغاز البوتان المستخدم في “الطهي أو الطبخ”.
وحسب موقع “التقني” فقد استطاعت عائلة مغربية إنتاج الغاز الحيوي (بيوغاز)، عبر استثمار فضلاتها، وذلك لاستخدامه كبديل عن البوتان وجزء منه للطاقة الكهربائية، في حين استثمرت قرية بضواحي مراكش فضلات سكانها لتسخين حمامها وماء مسجدها.
ونجحت عائلة مغربية مكونة من 13 فردا، من إنتاج الغاز الحيوي، بداية من العام 2010، كمرحلة أولى.
وتستفيد العائلة المغربية، القاطنة نواحي مدينة إفران، بالضبط ضاية آيت أفراح، من 3 ساعات من الاستخدام اليومي للغاز في فصل الشتاء، وتتجاوز الخمس ساعات في فصل الصيف، بالإضافة إلى الإضاءة في بعض المرات.
واستثمرت العائلة المغربية، في “هاضم” يعمل على معالجة الفضلات لتوفير الغاز الحيوي وكذا سماد الفلاحة.
وتم تجهيز العائلة المغربية بهاضم عبر تقنية حديثة، وذلك بشراكة مغربية ألمانية، بين الوزارة المنتدبة للماء ووزارة البيئة الألمانية، ومساعدة تقنية لمنظمة giz.
وسيتم تعميم هذه التقنية على عدة مناطق قروية، بغية توفير طاقة بديلة ومستدامة وذلك في إطار تثمين المياه العادمة.
وتستعد قرية الشويرج بضواحي مراكش، لاعتماد الغاز الحيوي في تسخين مياه الحمام الموجود بها، وكذا مياه المسجد.
وجرى وضع الدراسات التقنية المتعلقة بهذا المشروع، وسيتم الشروع فيه قريبا، ويعمل هذا المشروع على جمع فضلات القاطنين بالدوار الذين يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، بأزيد من 120 أسرة، ومعالجتها في هاضم متقدم، وذلك لإنتاج الغاز الحيوي بغية استغلاله في توفير ماء ساخن للحمام والمسجد.
وتبتدئ أسعار الهواضم المتوسطة من 7000 درهما، حيث يعطي الهاضم تقريبا حوالي 10 متر مكعب من الغاز الحيوي.
وتسابق الحكومة المغربية الزمن للتخلص من ثقل ما تبقى من صندوق المقاصة في شقه المرتبط بدعم “غاز الطهي”.
وكان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أكد في وقت سابق أن رفع دعم البوتان أصبح ضرورة، لأن 40 في المائة من الاعتمادات يستفيد منها المواطنون، فيما 60 في المائة لجهات أخرى.
وقال إنه في حال عدم إنجاز الإصلاح المذكور، ستضطر لدفع ما مجموعه 18 مليار درهم (حوالي مليار و800 مليون دولار أميركي) خلال سنة 2016، مضيفا أنه “طال الزمن أو قصر لابد من هذا الإصلاح، لكن بمساعدة المواطنين، أما الذين لهم الإمكانيات فعليهم شراء البوطاغاز بثمنها الحقيقي.
وذكر موقع “التقني” أن المراحيض العمومية تنعدم في أغلب المدن المغربية، وهو ما يضيع على المغرب مصادر طاقة بديلة تكفيه لتوفير نسبة مهمة من الطاقة، تمكنه من تقليص فاتورته الطاقية، واستثمار المبالغ المالية الناتجة عن التقليص في مشاريع تنموية، والتشجيع على استخدام الطاقات النظيفة في العديد من المجالات.
وكانت مؤسسات بريطانية قد أشارت إلى أن المراحيض العمومية الإيكولوجية قد تمكن من تغطية 10 في المائة من حاجيات بريطانيا من غاز البيوميثان.
وتمثل هذه التقنية الحل الأنجع للمغرب لإعادة تدوير الفضلات، لتجنب الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية، خاصة محطة مراكش، إذ توفر هذه التقنية الغاز الحيوي لإنتاج الكهرباء الذي يكفي لتشغيل الوحدة وكذلك توفير الكهرباء لأمور أخرى كالمؤسسات التعليمية.
وتتيح أنواع من المراحيض الإيكولوجية إمكانية اقتصاد الماء، حيث تستخدم بدون الحاجة للماء، عبر تقنية متقدمة تعمل على تخزين الفضلات بشكل ذكي.
ويتم إنتاج هذا المصدر الحيوي للطاقة، بالاعتماد على الجراثيم اللاهوائية (غير المحبة للأكسجين) والتي تحلل الفضلات (البراز) وتحولها إلى مركبات غنية بغاز الميثان (الغاز الحيوي أو البيوغاز)، ويتم نزع غاز ثاني أوكسيد الكربون وإضافة غاز البروبان قبل أن تستخدم كمصدر بديل للطاقة.
يذكر أن عدة بلدان، على رأسها الهند والسويد، أطلقت مراحيض عمومية إيكولوجية، قادرة على إنتاج الطاقة، حيث شرعت السويد في تزويد حافلاتها بوقود مستخلص من الفضلات البشرية، وتمكن الهند من تمكين آلاف الأسر في المناطق القروية من غاز الطهي والطاقة الكهربائية مع ترشيد في استهلاك الماء، إذ تحتاج المراحيض التقليدية لحوالي 10 لترات تقريبا، في حين تقلص المراحيض الإيكولوجية الحجم إلى أقل من لتر واحد.
[youtube http://www.youtube.com/watch?v=oxfYo87r5qg&w=560&h=315]