عادت الجائزة الكبرى للدورة 15 لمهرجان “مرتيل الدولي للسينما المغربية والسينما الإيبرو أمريكية”، الذي اختتم فعالياته، الأحد، للفيلم القصير المغربي “نداء ترانغ ” للمخرج هشام الركراكي.
ويبسط الفيلم الفائز، الذي اختير من ضمن 42 فيلما قصيرا شاركت في المسابقة الرسمية للفيلم القصير ضمن فعاليات المهرجان، قصة جندي مغربي شارك في حرب فيتنام وزوجته الفيتنامية التي قررت العودة إلى بلدها بعد نصف قرن من الزواج.
ويعرض الفيلم للعلاقة الإنسانية، والآمال المختلفة، التي جمعت بين الزوجين اللذين كانا يتطلعان إلى فضاء يجمعهما رغم اختلاف خلفياتهما الثقافية واللغوية والاجتماعية.
وأوضح الركراكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التتويج يحمسه لمزيد من العطاء والإبداع ويمنحه الثقة في عمله الذي يسعى من خلاله إلى ملامسة البعد الإنساني للاجتماع البشري.
وعادت جائزة أحسن إخراج، في مسابقة الأفلام القصيرة، للمخرج الكولومبي فيديل باربوثا غوميس عن فيلم “كارابين”، وأحرز الفيلم الاسباني”فاراديرو”، للمخرج بنجامين فيلافيردي، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
ومنحت لجنة تحكيم المسابقة تنويهين خاصين لكل من الفيلم الشيلي “صيف 1998″، للمخرجة فالينطينا أثووا، والفيلم الاسباني “صداع” للمخرجة ماريا سانتيث طيسطون.
ومن جهة أخرى حصل الفيلم الاسباني “رجل مستلق على الأرض”، الذي يعرض لطريقة عمل النحات العالمي أنطونيو لوبيث، على الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الوثائقية.
وعادت جائزة الإخراج في هذه المسابقة لمخرج الفيلم الوثائقي “فني في الإضاءة” للأرجنتيني دافيد ناثارينو، فيما منحت لجنة تحكيم الجائزة تنويها خاصا للفيلم الوثائقي “وكان الحب كل يوم يصبح بعيدا” للمخرج البرازيلي الكساندر دي مورايش.
كما قدمت جائزة خاصة للفيلم الأرجنتيني الكوستاريكي “بين الأرض”، للمخرجة صوفيا كيروس أوبيدا.
واحتفت هذه التظاهرة الثقافية بالفنانة المغربية نعيمة إلياس التي شاركت على مدى 40 سنة من الحضور الفني في أزيد من 20 فيلما تلفزيونيا وعشرة أفلام طويلة.
وذكر مدير المهرجان، أيوب الانجري البغدادي، في كلمة بالمناسبة، أن هذه التظاهرة تسعى إلى التعريف بالسينما المغربية على نطاق واسع، وإبراز مكونات الحضارة المغربية بكل روافدها، وتمكين السينمائيين المغاربة من الاحتكاك برواد المدارس اللاتينية والإيبيرية، إلى جانب الترويج للسياحة المحلية التي تعد دعامة أساسية لاقتصاد المنطقة.
وأضاف أن هذا المهرجان، الذي يولي اهتماما خاصا للسينما الناطقة بالإسبانية والبرتغالية، يرمي أيضا إلى “محو الصورة النمطية التي يحملها الآخر عن الإنسان العربي، ودعم الديبلوماسية الموازية في بعدها الثقافي، والاحتفاء بالفن السابع، فضلا عن تعزيز الانفتاح على ثقافات متعددة”.
وشمل برنامج المهرجان، الذي انطلق، يوم الثلاثاء الماضي، مسابقتين رسميتين، تخصان الفيلم القصير والفيلم الوثائقي، بالإضافة إلى فقرة خاصة بتكريم بعض الوجوه السينمائية المغربية والاسبانية واللاتينية.
وتضمن البرنامج ندوة دولية حول “صورة الأنا والآخر”، نظمت بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل وجامعة ألفونسو الثالث بمدريد، ودرس سينمائي لفائدة الشباب المهتم بالفن السابع، الى جانب عروض سينمائية في الهواء الطلق للعموم وتلاميذ المؤسسات التعليمية، ولقاءات مفتوحة داخل المؤسسات التعليمية مع مجموعة من الأسماء السينمائية المرموقة التي شاركت في المهرجان.
وكانت الدورة 14 لمهرجان مرتيل الدولي للسينما المغربية والإيبيرو- أمريكية، التي التأمت في نونبر من السنة الماضية وحملت اسم الناقد السينمائي والصحافي المصري أشرف بيومي، قد عرفت تتويج الفيلم المكسيسكي “رامونا” لمخرجته جيوفانا رودريكيز زاكارياس، بالجائزة الكبرى للمهرجان.