قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسة والنظم الصحية، أن هناك ثلاثة سيناريوهات وبائية للخروج من الجائحة وفق الخبراء خلال سنة 20222، سيناريو كارثي، ومتوسط، وسيناريو أكثر تفاؤلا، مشددا على ضرورة تصحيح أخطاء عام 2021 من حيث عدم عدالة توفير اللقاحات، وسوء تدبير الاجراءات الحاجزية ضد الفيروس، وتطوير لقاحات ملائمة للمتحورات وأدوية فعالة، وجواز اللقاح ومراقبة الحدود، ونظام التطعيم بثلاث جرعات.
على المستوى العالمي
وقال حمضي، في مقال توصل موقع “احاطة.ما” بنسخة منه، أن عام 2022، قد يكون هو عام نهاية جائحة كوفيد 19، أو قبل الأخير، “ولكن بالتأكيد ليس عام نهاية الفيروس نفسه الذي سيستمر في العيش بيننا دون اضطرابات اجتماعية تذكر، وينظر العلماء في ثلاثة سيناريوهات رئيسية للخروج من الجائحة”.
وعن السيناريوهات المحتملة، قال حمضي “أن الخبراء يتوقعون، سيناريو كارثي ولكن ضعيف الاحتمال، اذا ما حدثت طفرات خطيرة، أو ظهر متحور هجين من فيروس كورونا وفيروس آخر، مع مقاومة كبيرة للمناعة المكتسبة وأكثر فتكا عن طريق التلقيح او المرض”.
وأضاف: “سيناريو متوسط مع تسلسل ظهور الطفرات والمتحورات، التي تنتقص من فعالية المناعة، مع حاجة مستمرة للإجراءات الوقائية وتكييف اللقاحات. وهو ما نشهده اليوم، لكن كمرحلة انتقالية نحو مرحلة أخرى يكون الفيروس موسميا”.
وتابع: “سيناريو ثالث أكثر تفاؤلا والأكثر احتمالا. الفيروس لن يختفي، ولكن سوف يصبح متوطنا، موسميا مثل الانفلونزا. ستوفر اللقاحات المعدلة الحماية الملائمة من الحالات الحرجة. وستقلل المناعة السكانية من حدة الفيروس. مع ظهور أدوية مضادة لكوفيد فعالة، مثل عقار باكسلوفيد من شركة فايزر، وسهلة التناول دون الحاجة لدخول المستشفى، سيكون لها دورا مكملا هائلا في تفادي الحالات الحرجة لدى الفئات الهشة”.
وواصل الطيب حمضي: “ولتعزيز هذا السيناريو، سيكون من الضروري الامتثال للتدابير الوقائية والجماعية وكذلك التطعيم الواسع على النطاق العالمي للحد من انتشار الفيروس والحد من خطر ظهور متحورات جديدة”.
وأردف الباحث في النظم الصحية، أن أوصت منظمة الصحة العالمية بتطعيم 70٪ من سكان جميع البلدان بحلول منتصف عام 2022 من أجل الخروج من الجائحة نهاية العام”.
واستطرد حمضي: “ولتحقيق هذا الهدف، سيتعين إنتاج المزيد من اللقاحات وتوزيعها بطريقة أكثر عدلا واستخدامها على نطاق واسع ودون تردد. لدلك ستعود المناقشات حول رفع براءات الاختراع، ولا عدالة توزيع اللقاحات، والتردد اللقاحي، وجائحة الاخبار الزائفة، إلى طاولة المناقشات في أوائل عام 2022 من اجل ايجاد تسويات لها”.
وزاد الباحث: “يعتقد العديد من الخبراء أن متحورا آخر سيظهر قبل أفول الجائحة. من المؤكد أن تحديث اللقاحات وتحيينها سيكون على جدول الأعمال في وقت مبكر من عام 2022 للتعامل مع مرحلة ما بعد أوميكرون، على الرغم من أن نظام التطعيم بثلاث جرعات سيكون قادرا على توفير حماية جيدة على المدى الطويل وخاصة للأشخاص الدين لا يعانون من عوامل الاختطار”.
وأضاف: “إذا كانت سنة 2021 شهدت احتجاجات معارضي اللقاحات والرافضين والمترددين، فإن سنة 2022 ستشهد غضب واحتجاجات الملقحين. أولئك الذين احترموا الارشادات الصحية، ولكنهم ما زالوا محرومين من حرياتهم وحياتهم الطبيعية بسبب عجز الحكومات عن التعامل مع غير الملقحين الذين يشكلون مصدر خطر على أنفسهم وغيرهم وعلى المنظومة الصحية. سيعاني المرشحون لتجديد ولاياتهم سنة 2022 من حرج انتخابي بسبب غضب الجانبين”.
وتابع: “مما لا شك فيه أن سنة 2022 ستكون سنة جواز اللقاح واجبارية التطعيم بالنسبة لعدد من الفئات المهنية والاجتماعية، وستظل مراقبة الحدود واشتراطات السفر قائمة خلال سنتي 2022 و 2023. وسيتوقف الانتعاش الاقتصادي لكل بلد على معدلات التغطية بالتلقيح والتحكم في تفشي الفيروس والمتحورات. البلدان المتأخرة عن ركب التطعيم ستؤدي ثمنا اقتصاديا واجتماعيا”.
في المغرب
وبخصوص المغرب، قال حمضي: “ستكون الأسابيع الثمانية إلى العشرة الأولى من سنة 2022 صعبة بسبب الموجة الحالية التي بدأت بسبب الفصل البارد مع متغير دلتا وأججها متحور أوميكرون الهائل الانتشار. وقد سهل تباطؤ التطعيم والتراخي في احترام التدابير الحاجزية المهمة لأوميكرون. ازدياد الحالات بشكل كبير ومتسارع سيشكل تهديدا للمنظومة الصحية ببلادنا على الرغم من أن أوميكرون قد يكون أقل ضراوة من دلتا.
وأضاف: “ستكون السلطات الوصية مضطرة لاتخاذ تدابير تقييدية للحياة الاجتماعية والاقتصاد والمدرسة، سيشهد فصل الربيع تحسنا كبيرا في الوضع الوبائي في المغرب وحول العالم. إن إعادة إطلاق التلقيح بسرعة وقوة شرط أساسي لتحرير النظام الصحي والساكنة والاقتصاد والمدرسة من قبضة الفيروس وطفراته. ويشكل العمل على الحد من انتشار الفيروس وتفشيه حالة استعجال وأولوية في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة”.
وواصل: “وستشكل الجرعة الثالثة حجر الزاوية في هذه المعركة، سيساعد تطبيق جواز اللقاح المترددين على اتخاذ القرار الصائب ويحمي الأشخاص من دوي الهشاشة الصحية والغير الملقحين لدواع طبية، ويضمن حياة طبيعية أو تقريبا لمجتمع الملقحين”.
وزاد: “ستعتمد حماية الأطفال، ولا سيما تعليمهم وهو عنصر هام من عناصر صحتهم العقلية وتنشئتهم، على احترام التدابير الوقائية والتلقيح الواسع للبالغين، لكنها ستتطلب بالتأكيد تطعيم الأطفال دون سن 12 عاما، وسيستمر الفيروس في الانتشار، ولكن دون تأثير مجتمعي خطير طالما أن الأشكال الحرجة ستكون اقل عددا ويمكن تدبيرها بسهولة أكبر”.
وخلص حمضي: “سيشرع المغرب في إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد 19 التي ستساعده وتساعد أفريقيا على تحصين أفضل والانطلاق من جديد بعد الجائحة. وستكون من جهة اخرى تلك خطوة نحو التكنولوجيا الحيوية، خطوة نحو المستقبل، من أجل السيادة الصحية والأمن الاستراتيجي للمغرب، والقدرة على مواجهة الأزمات الصحية في المستقبل”.