أكد رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، يوم الجمعة بالرباط، على الرغبة القوية للمملكة المغربية في توطيد علاقات التعاون مع جنوب إفريقيا.
وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن ميارة أبرز ،خلال استقباله لسفير جمهورية جنوب إفريقيا بالمغرب، إبراهيم إدريس، أن البلدين تجمعهما ذاكرة مشتركة، مستحضرا الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم نيلسون مانديلا للمغرب واستقباله من طرف جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
وشدد ميارة في هذا الصدد “على الرغبة السياسية القوية للمملكة المغربية في توطيد علاقات التعاون مع جنوب إفريقيا، لاسيما وأن المغرب وجنوب إفريقيا يشكلان قطبين هامين للاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، كل من جهته، بأقصى شمال وأقصى جنوب القارة”.
وفي هذا الإطار، يضيف البلاغ، دعا رئيس مجلس المستشارين إلى إعادة تنشيط لجنة التعاون المشتركة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث عقدت اللجنة دورتها الأولى في ماي 1998 بكيب تاون.
من جهة أخرى، استعرض ميارة موقف المملكة من قضية الصحراء المغربية، وتقدم المغرب بمقترح الحكم الذاتي من أجل إيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع، مشددا على أن المغرب متشبث بالشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن الحرص على ترسيخ السلم والاستقرار في مختلف بقاع العالم يعد من ثوابت الدولة المغربية.
وبخصوص العلاقات البرلمانية بين البلدين، أكد رئيس مجلس المستشارين على أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز الدينامية المتميزة التي تعرفها العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات.
وفي هذا السياق، ذكر ميارة بالنسخة الحادية عشر لمؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى في إفريقيا والعالم العربي، المقرر عقدها بالمملكة المغربية، خلال شهر مارس المقبل، إذ سيشكل هذا اللقاء فرصة للتداول والتشاور في خارطة الطريق والعمل المستقبلي للرابطة انسجاما مع التحديات والرهانات المتزايدة المطروحة على مستوى المنطقتين الإفريقية والعربية.
وأشار إلى أنه تمت دعوة أموس مسوندو، رئيس المجلس الوطني للجهات بجنوب إفريقيا، لحضور المؤتمر، مؤكدا في الوقت ذاته أن مجلس المستشارين تحذوه الرغبة في استثمار تركيبته الفريدة والمتنوعة من أجل إرساء حوار برلماني، سياسي واقتصادي بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين الصديقين.
من جهته، هنأ سفير جمهورية جنوب إفريقيا بالمغرب ميارة على انتخابه رئيسا جديدا لمجلس المستشارين، متمنيا له التوفيق في مهامه النبيلة. كما أكد إدريس على أهمية التعاون البرلماني في استثمار الفرص والإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان لتنويع العلاقات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين.
وفي هذا السياق، أشار إدريس إلى وجود فرص استثمارية ضخمة بين البلدين، وهي استثمارات سيكون لها حتما تأثير إيجابي للغاية ليس على المستوى الثنائي، بل على القارة الإفريقية برمتها، مذكرا بأن جنوب إفريقيا والمغرب هما أكبر المستثمرين الأفارقة بالقارة.
وخلص البلاغ إلى أن الجانبين أكدا على مواصلة العمل على تعزيز وتوطيد علاقات التعاون البرلماني القائم بين مجلس المستشارين المغربي والمجلس الوطني للجهات بجنوب افريقيا، وتكثيف التنسيق والتشاور بين برلماني البلدين في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودعم كل المبادرات التي من شأنها تعميق وتوطيد العلاقات بين البلدين.