نوه ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالعمل الجبار والكبير الذي بذله المؤتمرون في سبيل إنجاح المؤتمر الحادي عشر للحزب، مبرزا أنه شكل محطة بارزة في المشهد السياسي المغربي.
وقال لشكر الذي نال ثقة المؤتمرين لولاية ثالثة على رأس حزب الوردة، بمجموع أصوات بلغ 1158، من خلال كلمته الختامية: “نحن وصلنا إلى اختتام مؤتمرنا الوطني الحادي عشر الذي ساهمتم جميعا، بمختلف الجهات، في إنجاحه، وتدشين انطلاقة متجددة في مسيرة حزبنا الذي تأسس بوصفه ثورة على المحافظة والتقليد ومشروعا جماعيا للتحرير والانعتاق الاقتصادي والاجتماعي”.
وأضاف لشكرك: “إنكم اليوم، بما قدمتموه من وثائق وتصورات، تضيفون لبنة أخرى في صرح المشروع الاشتراكي الديمقراطي الذي ناضل من أجله الاتحاديات والاتحاديون، بالتضحيات الجسام ونكران للذات، لقد شكل مؤتمرنا الوطني، بشكله المبتكر المستوعب لظروف الجائحة، حدثا بارزا في مشهدنا السياسي ونقل إلى الرأي العام الصورة الحقيقية للنقاش الحر والهادئ بين الاتحاديات والاتحاديين من أجل تطوير تصورهم الحزبي والتنظيمي لتعزيز الانبعاث الاتحادي من جهة، ومن جهة أخرى من أجل بلورة رؤية سياسية تستجيب لتطلعات المغاربة وللرهانات التنموية المطروحة على بلادنا”.
وتابع: “إن عزمنا على المساهمة في التحول التنموي، الذي سيساعد على ترسيخ مجتمع متماسك، واقتصاد منتج، وثقافة متنورة، وإنسان متألق، لا يضاهيه إلا التزامنا الواضح بالدفاع عن قضية وحدتنا الترابية، التي حققت الانتصارات تلو الأخرى بفضل التدبير الملكي الحكيم، والتعبئة اليقظة لكل مكونات الشعب المغربي. ولا يسعنا، بهذه المناسبة، إلا أن نجدد التأكيد على أننا سنظل على نفس النهج، مدافعين عن قضيتنا الوطنية ضد كل الادعاءات المغرضة والطروحات المناوئة”.
وفي هذا الإطار، شدد ادريس لشكر، أنهم في الاتحاد الاشتراكي يعتبرون أن تحرشات القيادة العسكرية الجزائرية والتصعيد الذي أقدمت عليه في الفترات الأخيرة يمثل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها. ويعكس توجها خطيرا للدولة الجزائرية من خلال بحثها عن المغامرة باصطناع التوتر وتأليب الرأي العام الجزائري ضد المغرب، في تجاهل تام ليد المغرب الممدودة التي تحتكم إلى العقل وتستحضر الدور الذي لعبه المغاربة من مقاومة وجيش تحرير ودولة في تقديم الدعم الحاسم لحركة التحرر الجزائرية.
وواصل المتحدث: “إننا، إذ نشجب هذا السلوك غير المسؤول للحكام في الجزائر، نؤكد للشعب الجزائري تضامننا معه في تطلعاته لبناء دولة مدنية ديمقراطية بمؤسسات تمثيلية في مستوى طموح الجزائريين الأحرار الغيورين على بلدهم والرافضين لسلب حريتهم وذكائهم وسيادتهم على ثروات بلدهم، إننا نعبر كذلك عن انشغالنا بالأوضاع التي تعيشها الشقيقة تونس التي كان همها دائما هو الوحدة المغاربية بعيدا عن سياسة المحور التي لم تكن، في أي وقت مضى، من بين مواقفها اتجاه مختلف قضايا المنطقة. ونقول بكل أخوية لأشقائنا في تونس: إن ما يخدم مصلحة تونس هو العمل على تدليل الصعاب والسعي الدائم لإحياء روح مؤتمر مراكش واتحاد المغرب العربي”.
وختم لشكر كلمته بالقول: “فلنكن استباقيين في جعل الاتحاد الاشتراكي في مقدمة معركة التحديث والتطوير، وليكن حزبنا استباقيا في التعاطي مع تحديات المرحلة المقبلة، لتميكن بلادنا من كسب الرهانات الديمقراطية والتنموية المطروحة عليها. ودلك بالتوجه إلى المستقبل والحرص على استمرار هده الوحدة وهدا الإنجاز الرائع لمؤتمر الإبداع والتحدي”.
وأعيد انتخاب ادريس لشكر كاتبا أول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لولاية ثالثة، مساء السبت بمركب مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، وذلك في ختام أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، المنظم تحت شعار “وفاء والتزام وانفتاح”.
ونال لشكر الأغلبية المطلقة، بعد حصوله على 1158 صوتا مقابل 77 صوتا لمنافسه طارق سلام، وذلك من أصل 1235 صوتا معبرا عنه (1344 مؤتمرا).