أعلنت الإمارات، الإثنين، أنها اعترضت ودمّرت صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون في اليمن باتجاه أراضيها، في ثالث هجوم من نوعه هذا الشهر، وتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ الأولى الى الدولة الخليجية.
وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان “اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخا بالستيا أطلقته جماعة الحوثي الإرهابية تجاه الدولة”.
وأضافت “لم ينجم عن الهجوم أي خسائر”، مشيرة الى سقوط “بقايا الصاروخ البالستي خارج المناطق المأهولة بالسكان” من دون أن تحدّد هذه المناطق.
ولاحقا، أعلنت الوزارة تدمير المنصة التي أطلِق منها الصاروخ في اليمن الساعة 00,50 (20,50 ت غ).
وقالت “نجحت قواتنا الجوية وقيادة التحالف في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية”، مشدّدة على أنّها “على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات”.
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقد سحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
وبدأت الحرب في اليمن في 2014 بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، وكذلك على العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية لدعم القوات الحكومية اعتبارا من 2015.
وأكد المتمردون الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع، أنهم أقدموا على “ضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبوظبي بعدد من صواريخ ذوالفقار البالستية، وأهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات صماد 3”.
ولم تؤكد السلطات الإماراتية موقع الاستهداف.
وجدد المتمردون تحذيرهم “للمواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة”.
زيارة إسرائيلية
وتزامن الهجوم مع زيارة هرتزوغ إلى الإمارات هي الأولى التي يقوم بها رئيس إسرائيلي لدولة خليجية. وأكّد مكتب الرئيس عقب الهجوم أنّ الزيارة التي تشمل جولة في معرض إكسبو في دبي الاثنين “ستتواصل كما هو مخطط لها”.
وتتبادل الإمارات وإسرائيل الزيارات على مستوى رسمي منذ تطبيع علاقاتهما في غشت 2020.
الولايات المتحدة تدين الهجوم الأخير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على “تويتر”، “ندين الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير على أبو ظبي. بينما يقوم رئيس إسرائيل بزيارة الى الإمارات لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون إطلاق هجمات تهدد المدنيين”.
والاثنين الماضي، أعلنت أبوظبي أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع على مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي. وكان ذلك أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
وتأتي الهجمات الحوثية على أبوظبي بعد سلسلة خسائر تعرّض لها المتمردون في أرض المعركة في اليمن على أيدي قوات درّبتها الإمارات.
ويبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، تسعون في المئة منهم أجانب. وفرضت الدولة الغنية بالنفط نفسها مركزا ماليا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها الى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان أن الحركة الجوية في الدولة “تسير بالشكل المعتاد وتجري عمليات تشغيل جميع رحلات الطيران بشكل طبيعي ولا يوجد تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة اعتراض الصاروخ البالستي”.
ويستهدف المتمردون بشكل متكرر منذ سنوات المملكة السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارًا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية.
وأكّد مسؤول إماراتي رفيع لوكالة فرانس برس الخميس أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الإمارات لن يصبح “الواقع الجديد”، في وقت تسعى الدولة الخليجية الثرية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية.
وقال المسؤول الذي تحدّث مشترطا عدم كشف هويته “لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا”.
وأضاف “الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطناً لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا”.
وطلبت الولايات المتحدة التي ساعدت قواتها الموجودة في الإمارات في اعتراض هجوم الأسبوع الماضي، من مواطنيها الأربعاء إعادة النظر في السفر إلى الدولة الحليفة “بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة”.
لكن المسؤول الإماراتي شدّد على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية باستمرار.
وقال “تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها”.