عاشت البيوت المغربية، ومختلف صفحات التواصل الاجتماعي في المملكة المغربية والعالم، على وقع خيبة أمل كبيرة، بعد الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها الطفل ريان اورام (5 سنوات)، بعدما سقط ببئر تمروت بإقليم شفشاون، وسط محاولات حثيثة لإنقاذه، استمرت لأكثر من أربعة أيام، انتهت بتعبير آلاف العرب عن صدمتهم وحزنهم لوفاة ريان، مقدمين التعازي لعائلته وللشعب المغربي.
تعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي
وشارك ناشطون صورا ومقاطع فيديو من موقع الحادث عبر عدة وسوم منها تصدرت منصات موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، من قبيل “#أنقذوا_ريان” و”الطفل ريان”، وعبروا عن أمنياتهم بإخراج الطفل سالما قبل فوات الأوان، في الوقت الذي تحدث والدا الطفل لوسائل الإعلام معبرين عن حزنهما ومناشداتهما لإخراج ابنهما قبل فوات الأوان.
كما حظيت الحادثة المأساوية بتفاعل عربي واسع مع محنة الطفل ريان، ودعوات من كل مكان بأن تتكلل عملية إنقاذه بالنجاح، بحيث كانت لافتتين حملهما طفلين سوريين بمخيمات اللاجئين محط أنظار الجميع خلال الساعات الماضية، كتب على إحداهما عبارة “من خيمة إلى بئر”، وعلى الثانية كتبت عبارة “سلامتك يا ريان”.
“باعلي الصحراوي”
كما برز خلال هذه الحادثة خبير مغربي في حفر الآبار، يدعى علي الجاجاوي المعروف باسم ” باعلي الصحراوي”، والذي استعانت به السلطات لقيادة آخر وأعقد مراحل إنقاذ الطفل العالق ريان داخل بئر جافة منذ الثلاثاء الماضي، “باعلي الصحراوي” الخمسيني أبان على شجاعة كبيرة وشيم منطقة أرفود، فهو يمارس منذ أكثر من 20 عاما مهنة حفر الآبار بطرق تقليدية يدوية، إلى جانب عمله في مجال البناء.
الملك يتصل هاتفيا بوالدي الطفل ريان
وعلى إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع خالد اورام، ووسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر.
وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم.
وأكد الملك بأنه كان يتابع عن كثب، تطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، إلا أن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربه راضيا مرضيا. معبرا في الآن نفس عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي، والتعاطف الواسع، الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية، في هذا الظرف الأليم.
كما خلفت صدمة رحيل ريان، تعاطف كبير من لدن الأمراء والرؤساء والوزراء والفنانون والمثقفون والكبار والصغار، حيث نعى هؤلاء الطفل ريان في تدويناتهم وتغريداتهم.
اهتمام دولي
في الحافلات والقطارات والمقاهي والبيوت والشوارع، لا حديث للمواطنين إلا عن هذه الفاجعة التي تفاعل معها الصغار والكبار، وصارت الخبر الرئيس لكل المواقع الإلكترونية والنشرات الإخبارية وغدت موضوعا متابعا من وسائل إعلام دولية.
وحظيت قضية الطفل ريان بتفاعل واسع، واهتمت وسائل إعلام غربية كبيرة بالقصة، فقناة “إيه بي سي” ( ABC) الإخبارية الأميركية نشرت تقريرا عن القصة تحت عنوان “رجال الإنقاذ يخشون على حياة صبي مغربي محاصر في بئر”.
ونشر موقع شبكة “بي بي سي” (BBC) باللغة الإنجليزية تقريرا بعنوان “ريان: رجال الإنقاذ المغاربة يقتربون من صبي عالق في البئر منذ أيام”.
كما ذكر موقع “يو إس إيه توداي” (USA Today) القصة تحت عنوان “رجال الإنقاذ في المغرب يتسابقون لإنقاذ فتى عالق في بئر لأيام”.
أما صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) فنشرت تقريرا بعنوان “سقط صبي من ارتفاع 100 قدم في بئر وعملية الإنقاذ المستمرة منذ أيام تحبس أنفاس المغرب”.