“PISA”.. تقديم نتائج التقرير الوطني

شكل تقديم التقرير الوطني PISA (البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ) لسنة 2018، الذي تم إعداده بدعم من وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب وبفضل المواكبة التقنية لخبراء من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، محور ورشة عن بعد نظمتها، الأربعاء 09 فبراير 2022، “الهيئة الوطنية للتقييم” لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.

ويعد هذا التقرير، الذي تم إعداده في إطار التقييمات التي تنجزها بانتظام “الهيئة الوطنية للتقييم” من خلال تحليل المعطيات المستخلصة من الدراسات الدولية حول التعلمات، ثمرة للدعم المقدم برسم برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.

وفي هذا الصدد، أكدت مليكة العسري، المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، في مداخلة لها في افتتاح أشغال هذه الورشة، أن “هذا الدعم مكّن من تعزيز الكفايات الوطنية في مجال تحليل واستثمار المعطيات المستخلصة من التقييمات المنجزة على نطاق واسع، وذلك قصد إنتاج تقارير وأدوات عالية الجودة، قادرة على ترشيد صنع القرار فيما يتعلق بالسياسات العامة ذات الصلة بالتربية”.

كما أشارت العسري إلى أن “هذا الدعم يندرج ضمن برنامج عمل مهيكل يهدف إلى تحسين نظام تقييم تعلمات التلاميذ في المغرب، وهو برنامج عمل يشمل مجالات مختلفة، بدءًا من التكوين الأولي في ميدان التقييم ووصولا إلى تقييم أداء المؤسسات المدرسية، مرورا بمباشرة التقييم ومعالجة النواقص على مستوى الفصول المدرسية”.

وأوضحت العسري كذلك، خلال هذه الورشة التي ترأست أشغالها السيدة رحمة بورقية، مديرة الهيئة الوطنية للتقييم، أن “برنامج العمل هذا، الذي تم تحديده وتنفيذه بتنسيق مع الأطراف الفاعلة الرئيسية بقطاع التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يتقاطع تمامًا مع أهداف الإصلاح التربوي والتوجهات العامة للنموذج التنموي الجديد”.

وشكلت هذه الورشة مناسبة لمشاطرة مختلف الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية نتائج التلاميذ المغاربة في الدراسة الدولية PISA 2018 التي شارك فيها المغرب لأول مرة.

وتسلط هذه النتائج الضوء على مستوى التلاميذ فيما يتعلق باكتسابهم لكفايات غير مبرمجة بالضرورة في المقرر الدراسي، ولكنها تعد أساسية لتعزيز قابلية تشغليهم والإسهام في نجاحهم على المستويات المهنية والاجتماعية والشخصية.

وخلافا للدراسات التي تهتم بتقييم مكتسبات التلاميذ في علاقة بالمقرر الدراسي الذي تلقوه، فإن دراسة PISA تهتم بتقييم قدرة التلاميذ على تعبئة المعارف والكفايات التي اكتسبوها طيلة مسارهم وتطبيقها في وضعيات الحياة الواقعية.

وتهتم الدراسة الدولية PISA، التي تنجزها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على ٍرأس كل ثلاث سنوات، بتقييم كفايات التلاميذ البالغين من العمر 15 سنة في ثلاثة مجالات أساسية، وهي فهم النصوص المكتوبة والرياضيات والعلوم.

ويحلل التقرير الوطني PISA 2018 مستوى كفايات التلاميذ المغاربة في هذه المجالات الثلاث، بالمقارنة مع بعض البلدان الناشئة، وفي ارتباط بالعوامل ذات الصلة بالسياق، لاسيما تلك المتعلقة بالمحيط الأسري والمدرسي.

ويعد عرض التقرير الوطني 2018 PISA فرصة لفتح النقاش حول الجوانب التي تتطلب تجويدا على مستوى المنظومة التربوية على ضوء المقارنة الدولية، وتدارس سبل استثمار هذه النتائج في مسارات الإصلاحات التي تهدف خاصة إلى تجويد تعلمات التلاميذ.

وهكذا، وبالإضافة إلى المؤشرات التي يوفرها “البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلاميذ” (PNEA)، يمكن استثمار نتائج الدراسة الدولية PISA كــأداة لتتبع وضعية المنظومة التربوية، قصد تقييم جودة المدرسة المغربية ووضع برامج كفيلة بتجاوز النواقص ومعالجتها، عند الاقتضاء.

وللإشارة، تستفيد “الهيئة الوطنية للتقييم” كذلك من دعم “الميثاق الثاني” بهدف تجويد “البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلاميذ”، من خلال دمج تقنيات بلورة اختبارات تقييم الكفايات، والاختبارات التفاعلية، والاختبار بمساعدة الحاسوب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة