وجه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي رسالة إلى مناضلات ومناضلي الحزب وكل المتعاطفين معه، وذلك بمناسبة احتفال حزب “الجرار” بالذكرى الثانية لمؤتمره الوطني الرابع الذي عقد في فبراير 2020، بمدينة الجديدة.
وذكر الحزب في موقعه الرسمي على شبكة الأنترنيت أن هذه الرسالة تطرقت “للمنجزات النضالية التي حققها الحزب على مدى سنتين”، داعية جميع أعضاء الحزب إلى “العمل السياسي الديمقراطي الذي يخدم قضايا الوطن في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي”.
وأكدت رسالة الأمين العام أن حزب الأصالة والمعاصرة كقوة سياسية ديمقراطية تحديثية، متمسكة بثوابت الأمة المغربية، ملتزمة بمقتضيات الدستور وتفعيل البعد الإنساني والحقوقي لنصوصه، “يتطلع للمساهمة في تنمية الوطن”.
وأضاف وهبي في رسالته، “إننا في حزب الأصالة والمعاصرة كقوة سياسية ديمقراطية تحديثية، متمسكة بثوابت الأمة المغربية، ملتزمة بمقتضيات الدستور وتفعيل البعد الإنساني والحقوقي لنصوصه، تتطلع لتساهم في تنمية الوطن”.
واعتبر الأمين العام في رسالته أن الاحتفال اليوم بإعادة تأسيس حزبنا هو مناسبة للتفكير الجدي العميق في المنجزات النضالية التي تم تحقيقها بفضل كل المناضلات والمناضلين، قيادة وقواعد على مدى سنتين في المجهودات والتضحيات لنحقق جزء كبير من أهدافنا ورهاناتنا.
وذكر الأمين العام بأنه تم فتح كل مستويات إصلاح الحزب ابتداء من التصور السياسي والفكري، وصولا إلى إنشاء إدارة حزبية عقلانية وإعلام حزبي مهني عصري، مرورا بالتنظيم الحزبي الداخلي وطنيا وجهويا ومحليا، وبتبني خطاب سياسي جديد أدخلنا إلى ممارسة سياسية ومؤسساتية حزبية وانتخابية أكثر ديمقراطية في الدفاع عن القضايا الحقيقية للمجتمع في التنمية والتقدم.
وزاد الأمين العام مخاطبا مناضلات ومناضلي العام، “لقد ظن بعض الملاحظون للشأن الحزبي المغربي أن إرادتنا في تصحيح مسار حزبنا وفتح كل أوراش إصلاحه في دينامية تنظيمية سياسية، هي ليست سوى تهور و ادعاء سوف ينتهي بالحزب إلى الانشقاق والاندثار. إلا أن قوة وعينا جميعا بأهمية الوحدة في جدلية مع التصحيح التنظيمي والسياسي كانت هي الصخرة التي تكسرت أمامها كل التوقعات المتشائمة و أعطتنا موقعا هاما في المشهد الحزبي السياسي والمؤسساتي اليوم “.
واسترسل في ذات الرسالة، ” ما كدنا أن ننهي المسار التصحيحي لحزبنا الذي قرره مؤتمره الأخير حتى انتصبت أمامنا تحديات سياسية وطنية جاءت لتشكل لنا الامتحان الأول لمدى قدرتنا على استثمار المسار الجديد لوحدة حزبنا في ربح المواقع داخل المجتمع والمؤسسات الدستورية. لكن عزمكن وعزمكم كان في مستوى التحديات “.
وذكر الأمين العام، بالاستحقاقات الانتخابية التي جاءت لتضع الحزب أمام تحدي وطني لا خيار له فيه إلا الانتصار، وهو ما أكدته الوحدة الحزبية وديناميته التصحيحية وأن البام عازم على أن يكون قوة سياسية ديمقراطية في خدمة الوطن.
وأكد وهبي، أن البام دخل الانتخابات بتغطية شاملة لكافة الدوائر المحلية والتشريعية، وهو مال يعبر عن انغراسه في تربة المجتمع، وتجذرنا في تاريخه، وقام بحملة ببرنامج تنموي طموح وبخطاب سياسي ديمقراطي و بأسلوب شعبي نظيف استقطب أنصارا ومتعاطفين مع حزبنا، مما مكننا من احتلال مرتبة مشرفة في ثقة الناخب المغربي.
معتبرا أن القيمة الديمقراطية التي يجب أن نعيشها اليوم، حسب الأمين العام، “هي أننا استطعنا مراكمة سلسة من النجاحات التنظيمية والسياسية في ظرف وجيز من جهة، ومليء بالصراعات والنزاعات الحزبية والسياسية التي عرفتها الحياة السياسية المغربية من جهة أخرى “.
ويرى الأمين العام أن “هذه النجاحات لم تكن صدفة ولاهبة من أحد، بل هي ثمرة مجهودات جبارة لكل مناضلات ومناضلي حزبنا نساء وشباب وأطر ومقاولين ومثقفين. ومجهودات جماعية غيرت وجه حزبنا وأعطتنا ليس فقط المرتبة الثانية في نتائج الانتخابات الأخيرة، بل كذلك وأساسا مكانة جد محترمة بين مختلف الفاعلين السياسيين بالمغرب. وداخل الرأي العام الوطني والدولي “.
وزاد قائلا، “وهي المكانة التي أعلينا من شأنها عندما دخلنا لأول مرة الحكومة لاعتبار وزننا الحزبي السياسي الشعبي, وليس لاعتبارات نخبوية سياسوية ظرفية. والدليل على ذلك هو نوعية المسؤوليات التي نتحملها داخل القرار الحكومي بجدية ما لبثت تؤكد للرأي العام الوطني كفاءة نخبتنا الحزبية و وطنيتها الصادقة “.
وإلى ذلك؛ يشير الأمين العام إلى إن نجاح الحزب في مساره التصحيحي والديمقراطي هو أكثر من نجاح حزب ومناضلين، إنه مساهمة في نجاح الديمقراطية المغربية ككل وتقوية لها على مسار الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية و التقدم الاجتماعي.
وأورد وهبي في رسالته، أن النجاحات والمكتسبات التي حققها في نضال البام الديمقراطي داخل المؤسسات وفي أوساط المجتمع المدني، تؤكد بالملموس دقة اختيارات التأسيس، مبينا بالقول، “حيث بذرة “الأصالة والمعاصرة” نبتت ونمت وأينعت اليوم شجرة سياسية شامخة في الساحة الوطنية، جذروها ممتدة وسط فئات عريضة ومتنوعة من المجتمع المغربي الأصيل. لذلك أصبحت هذه النجاحات تحملنا مسؤولية تاريخية في المضي قدما لتكريس الأفق الديمقراطي الذي ساهمنا في فتحه إلى جانب حلفاءنا وأصدقائنا والمتعاطفين معنا”.
وفي ذات السياق يضيف الأمين العام، “صار واجب علينا أن نرعى ونغذي طموحنا الوطني في بناء وجه مشرق لمؤسساتنا الدستورية، وإسماع صوت أبناء مجتمعنا داخلها، والاجتهاد في تقديم حلول عملية للقضايا التي تطرحها حركية بلادنا نحو التقدم و الازدهار “.
لهذا، يطالب الأمين العام بالالتصاق أكثر بهموم المواطنات والمواطنين في البوادي والقرى والمدن، وأن يرهفوا السمع لمشاكلهم الحقيقية في مختلف مناحي حياتهم اليومية. ويشكرونهم في بناء الحلول الناجعة لمشاكلهم، ويلعبوا دورهم الدستوري في أن يكونوا في خدمة تأطيرهم حتى ينجزوا جميعا ما يطمح إليه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله من تقدم ورقي لأمتنا المغربية.
وأكد الأمين العام أن “المستقبل الذي نرتضيه لوطننا ولحزبنا يملي علينا أن نبقى على الدوام نجسد فكرة. ونعبر عن توجه. ونجسد فكرة الديمقراطية المنبثقة من خصوصياتنا التاريخية كأمة و مؤسسات، وفية و نعبر عن توجه. ونجسد فكرة الديمقراطية المنبثقة من خصوصياتنا التاريخية كأمة ومؤسسات، وفية لوحدتنا تحت القيادة الحكيمة لملكيتنا الوطنية “.
أما عن التوجه، يقول وهبي، “سيبقى الذي سنظل نعبر عنه ونناضل من أجله فهو العمل السياسي الديمقراطي الذي يخدم قضايا الوطن في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي إلى جانب كل القوى السياسية الحية المناصرة للتحديث والتطور المؤسساتي”.
وخلص الأمين العام في الختام إلى تذكير مناضلات ومناضلي البام أن هذه النجاحات ليست سوى نقطة مواتية لانطلاقة المعركة الكبرى، وهي إعادة بناء ذاتنا الحزبية التنظيمية بشكل ديمقراطي وقوي، كهدف أسمى ووعد قطعناه على أنفسنا جميعا خلال أشغال مؤتمرنا الأخير.