عرضت شركة بسكويت مغربية معروفة منتوجا، اشتهرت بصناعته وتسويقه، على المستهلكين، واختارت هذه المرة وضع عبارات عاطفية على علبه، لكن العملية لم تمر دون إثارة جدل كبير خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانقسم المغاربة بين مؤيد للعملية ومعارض لها، بين مدافع عن “القيم” المجتمعية وداعٍ “لكسر طابوهاتها”.
واختارت شركة بسكويت ذائعة الصيت في المغرب أن تطل على المغاربة بحملة دعائية جديدة لمنتوجها، استخدمت فيها كلمات بسيطة في الظاهر، لكن دلالاتها كانت قوية، استطاعت أن تفجر نقاشا مجتمعيا حقيقيا بين المغاربة، لاسيما على مواقع التواصل، بحكم تضارب وجهات النظر بخصوصها.
وجاءت هذه الحملة الدعائية عن طريق عبارات عاطفية وضعت على العلب، مثل “أحبك” “كنبغيك”، “توحشتك” (اشتقت إليك)، “منقدرش ننساك” (لا يمكن لي أن أنساك)، “راك ديما في قلبي” (أنت دائما في قلبي). لكن الرد جاء سريعا وقويا من الرافضين لهذه الحملة التجارية، الذين اتهموا الشركة صاحبة المنتوج بمحاولة ضرب “قيم” المجتمع.
انتقادات على مواقع التواصل
وكمثال، انتقد أحد رواد فيس بوك الحملة بطريقة ساخرة، استخدم فيها تقنية المونولوغ، وهاجم من يقف وراءها. وكتب بعد أن استعرض الجمل المستخدمة في هذه الدعاية، “لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أش هاد قلة الحياء؟ أش هاد الجهل عاوتاني خرج لينا؟”، بمعنى “هذه قلة حياء وجهل…”.
وذهب البعض من الغاضبين على الأسلوب الذي اختارته هذه الشركة في التسويق لمنتوجها إلى الدعوة لمقاطعتها وإجبارها على سحبه من المحلات التجارية، كما كان شأن الجمعية الأخيرة، التي دعت “كافة الآباء والأمهات إلى مقاطعة هذه الشركة ومنتجاتها حتى تعود إلى رشدها وتحترم الطفولة”، كما دعت “كافة المسؤولين لإيقاف هذا العبث عاجلا، والمجتمع المدني للعمل جميعا على مواجهة هذا الاعتداء الشنيع على طفولتنا”.
“أرادت أن تنشر الحب”
المدافعون عن اختيار الشركة، جاء بمبدأ الاتفاق معها في كسر طابوهات في مجتمع محافظ، يعتبرون أنه يرفض أن ينظر لنفسه في المرآة. وكتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مازحا على فيس بوك إن الشركة “أرادت أن تنشر الحب ولكن…”. كما استغرب مدون آخر قائلا: “إننا نعيش في مجتمع يصدم لمجرد أن يقبل زوج زوجته أمام الملأ، لكن لا يحرك ساكنا في حال تتعرض امرأة للضرب من طرف شريك حياتها”.
وقال آخر، وهو أيضا من رواد فيس بوك، ارتأى أن يحلل الظاهرة كالتالي: فهذه الهجمة على هذه الشركة بالنسبة له، هي “تعبير صريح و معبر عن تكويننا السيكولوجي خصوصا فيما يتعلق بالتعبير عن مشاعرنا، لأننا دائما نقمع كل عبارات الحب و الود في حق كل من نحبهم حتى لو كنا مغرمين بهم، فصعوبة قول كلمة أحبك لمن تحبه تسيطر على عقلية الأغلبية الساحقة منا، و ذلك نتيجة للفهم السيء للدين و الطابوهات التي رافقته و تم تضخيمها لدرجة أنها أصبحت دينا جديدا كبرنا عليه، فكلمة “كنبغيك” العامية والتي تعوض كلمة أحبك باللغة العربية أصبحت رمزًا للفسق والضعف والتنازل أمام المحبوب، وأصبحت كفرا بالدين الجديد لا يستعملها إلا الفاسقون والمرتدون”.
ويخلص في نهاية هذه القراءة إلى أن الهجوم الذي استهدف هذه الشركة “هو تعبير عن الدفاع عن هذا الدين الذي ابتلينا به بعد اجتياح الوهابية و ربيباتها بمجتمعاتنا المسلمة”، بمعنى دين غريب عن ذلك الذي ظل يمارسه المغاربة دون تشدد في الرقابة على تفاصيل حياتهم اليومية.
واكتفى بعض الظرفاء بالخوض في الموضوع الساخن من باب المزاح. وكتب أحد هؤلاء أنه تمنى أن يأخذ مكان البقالين الذين يبيعون هذا البسكويت. وقال في تدوينة: “صراحة حسدت صحاب الحوانت غيشبعو الرومنسية..”، أي أغبط الباعة الذين سيشبعون من الرومانسية. وجاء في سيناريو مازح، تخيله هذا المدون:
#البنت: عطيني واحد ميراندينا
#مول_الحانوت: إينا وحدة واش كنبغيك ولا منقدرش ننساك
#البنت:كنبغيك
#مول_الحانوت: حتى أنا