احميدوش: ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قطع أشواطا متميزة في مسار تحسين المؤشرات الاجتماعية

قال سعيد احميدوش، والي جهة الدار البيضاء-سطات، الاثنين، بمقر الولاية، خلال لقاء جهوي خصص لتقديم ودراسة منجزات المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد عمالة الدار البيضاء، ومناقشة السبل الكفيلة لتحسين آليات تنفيذ المشاريع واستفادة المواطنين من نتائجها، أن ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قطع أشواطا متميزة في مسار تحسين المؤشرات الاجتماعية بالمملكة، وذلك منذ أن أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس خلال سنة 2005.

وأضاف احميدوش، خلال هذا اللقاء الجهوي، أنه بفضل جهود كل المتدخلين، فإن دينامية هذه المبادرة ما زالت متواصلة، بغية تحسين ظروف عيش فئات عريضة من المجتمع، وكذا النهوض بالوضع الاجتماعي للمواطن المغربي عامة والارتقاء بمستواه المعيشي، وفق مناهج وأساليب جديدة تستند على مبادئ الشراكة والتعاقد والشفافية والحكامة الجيدة.

وتابع: “المبادئ هي نفسها التي قامت على أساسها المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطيت انطلاقتها بتاريخ 29 يوليوز 2018 ، من أجل “تعزيز مكاسبها، وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل” كما جاء في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى التاسعة عشر لعيد العرش المجيد.

وواصل والي جهة البيضاء-سطات: “إن هذا اللقاء نريده فرصة لاستعراض حصيلة المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالات مقاطعات الدار البيضاء، في إطار برامجها متعددة السنوات للتنمية البشرية وفي حدود الإمكانيات المعبئة لتنفيذها سواء من طرف المبادرة أو في إطار الشراكات مع الجماعات الترابية أو القطاع الخاص أو هيئات المجتمع المدني، انسجاما مع مضامين المذكرات التوجيهية المتعلقة بتفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.

وزاد في هذا الإطار، أنه تمت برمجة 657 مشروعا على صعيد عمالات مقاطعات الدار البيضاء، رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق ب 684 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشري بمبلغ 300 مليون درهم، مبرزا أنه وسيتضمنه العرض الذي سيتم تقديمه من طرف الولاية حصيلة مختلف البرامج حسب البرامج ومحاورها ونسبة تقدم إنجازها.

وأضاف: “لاشك أن هذا اللقاء سيشكل مناسبة لتقييم ما تم إنجازه خلال النصف الأول من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (évaluation à mi-parcours) والخروج بتوصيات ناجعة من أجل الرفع من مستوى المنجزات واقتراح آليات تحسين الأداء والفعالية والنجاعة والحكامة في الفترة المتبقية منها”.

وأشار احميدوش إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المشاريع التي تتم برمجتها، لكون مدينة الدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية والقلب النابض لجهة الدار البيضاء سطات والقطب الاقتصادي والمالي على الصعيد الوطني، تعرف استقطابا للهجرات الداخلية والباحثين عن عمل أو فرص أحسن للعيش. وبالتالي فهي تمثل مدينة التناقضات بكل المقاييس فإضافة إلى شساعة مساحتها وتنوع وحجم ساكنتها، فإنها تضم كافة الفئات المستهدفة ببرنامج محاربة الهشاشة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، زد على ذلك تعد مرتعا ومقصدا لممتهني التسول والظواهر الاجتماعية السيئة الأخرى مما يشوه حاضرة الدار البيضاء.

وأهاب سعيد أحميدوش بكل الفاعلين في المجال الاجتماعي، داعيا إياهم إلى الانخراط الإيجابي والبناء والتنسيق، كل من موقعه، في إطار من الالتقائية والشمولية والتكامل لأجل إنجاح هذه المرحلة من هذا الورش الملكي، وتسطير مؤشرات تنموية دقيقة وناجعة من أجل خلـق تـوازن بنّـاء بيـن السياسات العمومية والديناميـة الجهويـة والمحليـة، وذلك في استحضار تام لمقومات وأهداف النموذج التنموي الموحد الذي ما فتئ يدعو إليه الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة حيث شدد في الخطاب الذي ألقاه جلالته عند افتتاح الدورة الأولى للبرلمان، من هذه الولاية التشريعية الجديدة، على أن ” النموذج التنموي ليس مخططا للتنمية بمفهومه التقليدي الجامد، وإنما هو إطار عام، مفتوح للعمل، يضع ضوابط جديدة يفتح آفاق واسعة أمام الجميع”.

وتعتمد هذه المرحلة منهجية مبنية على حكامة خلاقة ومبدعة، ترمي إلى تحقيق المزيد من الانسجام والفعالية، من خلال الاعتماد على دعامات متعددة تشمل ثقافة المشاركة، وتجديد آليات الحكامة، وتبني سياسة التعاقد، ومنظومة الشراكة المتجددة، وتكريس التدبير المندمج للمشاريع ضمانا للالتقائية بين مختلف البرامج القطاعية لمؤسسات الدولة والجماعات الترابية من أجل تحقيق الانسجام والتكامل بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي التدخلات العمومية الأخرى، حيث ترتكز على أربعة برامج متناسقة ومتكاملة:

البرنامج الأول: تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا.
البرنامج الثاني: مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.
البرنامج الثالث : تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
البرنامج الرابع: الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة