منشورات (مرايانا) تحتفي باليوم العالمي للمرأة

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أصدرت منشورات (مرايانا) عددا خاصا بعنوان “نساء في حكاية مملكة” ، سلطت فيه الضوء على حكايات نساء متفردات بصمن تاريخ المملكة في عوالم السياسة والثقافة والمعرفة والفن ومجالات أخرى، عبر سرد تفاصيل استثنائية من مسيراتهن.

ويسافر هذا العدد ،الذي يقع في 62 صفحة، في العوالم المعلنة والخفية لمسارات نساء فرضن حضورهن في أزمنة مختلفة من تاريخ المملكة، من قبيل فاطمة الفهرية، والسيدة الحرة، والملكة “ديهيا”، وكنزة الأوربية، وخيرونة الفاسية، وثريا الشاوي، وفاطمة المرنيسي، والشعيبية طلال، وسعيدة المنبهي، ومليكة الفاسي، والمغربية/الفرنسية نجاة بلقاسم، وزليخة نصري.

وسلطت افتتاحية هذا العدد لكاتبتها سناء العاجي الضوء على قضية المساواة بين المرأة والرجل، من خلال تطرقها لأشكال الحيف التي تطال النساء والفتيات كالعنف بكل أشكاله (الجنسي، الاقتصادي، النفسي، إلخ)، وضعف التمثيلية السياسية، وصعوبات العيش في الفضاء العام، وتزويج الصغيرات، والهشاشة الحقوقية في حالة الطلاق وحضانة الأطفال، وغيرها من الإشكاليات.

وذكرت مديرة نشر مرايانا ،في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “المساواة ليست ترفا”، أن الكثيرين لازالوا يرون في الخطاب النسوي وفي نقاشات النوع والمساواة الجندرية، حربا من النساء على الرجال، ومازالوا يعتبرون قضايا المساواة وحقوق النساء ترفا في بلد “له أولوياته”.

وقالت العاجي “لا نستطيع أن نبني مجتمعا متوازنا بينما نصف أفراده يعانون من الحيف، لمجرد صدفة ميلادهم كإناث؛ ولا يمكننا أن ندافع عن الديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية، ونحن نختزن ونمرر خطابات أو ممارسات ميزوجينية غير منصفة للنساء”.

وعاد هذا العدد من مرايانا لأصل حكاية اليوم العالمي لحقوق النساء واستعرض مختلف أشكال احتفاء العالم بهذا اليوم، مشيرا إلى أن بعض الدول أقرته عطلة رسمية، ومنها من يمنح عطلة للنساء فقط، ومنها أيضا من يعرف مظاهرات للمطالبة ببعض الحقوق.

ويعود أصل الحكاية حسب مرايانا ل 8 مارس 1857 حين خرجت آلاف النساء للتظاهر في شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي يجبرن على العمل فيها مقارنة بالرجال، ليقابل احتجاجهن بالقمع، قبل أن يعيد التاريخ نفسه في 8 مارس 1908، حين خرجت عاملات النسيج للتظاهر في نيويورك، يحملن في أيديهن الخبز وباقات الورد، دلالة على الحب والتعاطف وحق العمل والمساواة فيه، ويطالبن بتخفيض ساعات العمل وأجر أفضل وكذا منحهن حق التصويت.

وبعد 8 مارس 1908، لم يعد التغاضي حلا هذه المرة فكان الحاصل تأسيس حركة “الخبز والورد”، التي شكلت بداية الحركة النسوية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ليتم بعد ذلك الاحتفاء بالذكرى الأولى لتلك الاحتجاجات بعد مرور سنة، ثم ما لبت الحزب الاشتراكي الأمريكي أن أعلنه عيدا للمرأة.

وفضلا عن مواضيع المساواة بين الرجل والمرأة، واشكالية تزويج القاصرات، وانفلات المرأة من سلطة الرجل في بعض العادات المغربية، فإن صفحات هذا العدد تبرز تميزا نسائيا خالصا من خلال شخصيات نسائية حفرن مسارات تألقهن بإرادة من حديد.

وهكذا يتحدث هذا العدد عن سيرة فاطمة الفهرية، المرأة التي بنت للبشرية أول وأقدم جامعة في العالم، وثريا الشاوي أصغر وأول قائدة طائرة في المغرب، افريقيا، والعالم العربي، وخيرونة الفاسية زعيمة المذهب الأشعري بالمغرب، والسيدة الحرة حاكمة تطوان وأميرة الجهاد البحري.

كما يحكي هذا العدد سيرة سحابة الرحمانية مؤسسة ازدهار الدولة السعدية، وفاطمة المرنيسي “أجنحة واقع المرأة” الذي حلقت به إلى الحلم، وكنزة الأوربية المرأة التي دعمت أركان أول دولة إسلامية في تاريخ المغرب، والشعيبية طلال التشكيلية العصامية التي وصلت للعالمية، وصوت العيطة الصداح خربوشة، والمناضلة سعيدة المنبهي الثورية التي لم يقتلها الموت، ومليكة الفاسي المرأة الوحيدة الموقعة على عريضة المطالبة بالاستقلال.

ويحتفل هذا العدد أيضا بنساء رائدات تمكن من تقلد أعلى المناصب كزليخة نصري أول مستشارة لملك في المغرب، ونجاة بلقاسم وتحولها من حياة الفقر إلى عوالم السياسة في أعلى مستوياتها، ونجاة مختار أول افريقية وعربية تتولى منصب نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإلهام القادري عملاق الصناعة البلجيكي “سولفاي”.

وحضر الرجل أيضا في هذا العدد بصيغة المدافع عن حقوق النساء من خلال سيرة ابن عرضون (القرن 10 هجري/16 ميلادي)، الفقيه المغربي الذي أفتى بحقوق النساء وحمايتهن من العنف الاقتصادي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة