رحبت إيران، السبت، على لسان وزير خارجيتها بالتصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي بشأن علاقات الجوار بين الخصمين الاقليميين، معتبرا أنها تظهر “رغبة” الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.
وقال الوزير حسين أمير عبداللهيان إن “ما صرح به مسؤول سعودي رفيع مؤخرا، يدل على رغبة هؤلاء في بناء علاقات ثنائية مع ايران، ونحن نرحب بذلك”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.
وقال الأمير محمد بن سلمان لمجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية في حوار نشر، الخميس، إن الإيرانيين “جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سبل لنتمكن من التعايش”.
وأضاف ولي العهد الذي ينظر إليه على أنه الحاكم الفعلي للمملكة “قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، التي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة (…) وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلا مشرقا للسعودية وإيران”.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.
وبدأ البلدان العام الماضي، بالتحاور في بغداد بهدف تحسين العلاقات. وعقدت أربع جلسات بين أبريل وشتنبر، مع تأكيد طهران أن جولة خامسة ستكون رهن “جدية” الرياض.
وأكد أمير عبداللهيان أن هذه المباحثات “وفرت جوا جيدا وحققت نتائج، وإن كانت صغيرة، ويسرنا أن السعودية اتخذت مسار الحوار”.
وتابع “لدينا آراء ومقاربات مختلفة حول بعض القضايا في المنطقة، إلا أن إدارة الخلافات بين الطرفين قد تخدم مصالح البلدين”.
وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية الحليفة للولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ”التدخل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكرر الوزير الإيراني موقف بلاده الداعي لانهاء الحرب في اليمن واعتماد “حل سياسي يقوم على الحوار اليمني – اليمني بعيدا من التدخل الأجنبي”.