أشاد السفير الصيني بالمملكة المغربية لي شانجلين، كثيرا بالباحث المغربي ناصر بوشيبة، معتبرا أنه خبيرا في الحضارة الصينية وصديق الصين بالمغرب، مشددا أنه وخلال مهمته الدبلوماسية بالمغرب، التي بدأت منذ سنة تقريبًا، تمكن من ربط علاقات صداقة مع العديد من الأشخاص الذين ينتمون إلى دوائر مختلفة (السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، إلخ)، والذين لهم تقدير إيجابي للتطور السريع للعلاقات الصينية المغربية، إذ إنهم واثقون من آفاق التعاون بين البلدين.
وقال لي شانجلين في هذا الاتجاه: “كنت أعمل في بوروندي في بداية العام الماضي (2021)، وعندما علمت بانتقالي إلى المغرب، بدأت في جمع المعلومات عن هذا البلد. سمعت عن ناصر بوشيبة أثناء مشاهدة سلسلة وثائقية عن المغرب تحت عنوان “الحزام والطريق”، كانت تعرض على قناة “CCTV4”. أُعجبت بطلاقة الرجل في اللغة الصينية وسعة معارفه وعمقها، وبعد فترة وجيزة من تعييني بالمغرب، زارني بوشيبة في السفارة. ومنذ ذلك الحين، لم ينقطع الاتصال بيننا. أخبرني أنه أطلق على مولودته الجديدة (بالإضافة الى اسمها العربي) اسم “مولان” (اسم بطلة صينية قديمة)، وأنه سيشجّعها على تعلم اللغة الصينية للانخراط في تمتين العلاقات بين الصين والمغرب”.
وأضاف: “كما أسر لي بوشيبة أنه كان دائما معجبًا جدًا بفنون الحرب الصينية، وأنه يشاهد بشغف أفلام بروس لي وجاكي شان منذ طفولته. وفي سنة 1995، توجّه إلى جامعة بكين الرياضية لدراسة الطب الرياضي، كما تمكن، بعد ذلك، من الحصول على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة صن يات صن. درس وعاش في الصين (بكين وشانغهاي وقوانغتشو) لمدة 21 عامًا. وفي سنة 2011، شارك كحامل للشعلة الأولمبية في حفل افتتاح الألعاب الجامعية شينزن 2011. وفي مايو 2016، شارك في التحضير لزيارة الملك محمد السادس إلى الصين حيث حظي باستقبال من طرف العاهل المغرب”.
وتابع: “بعد عودته إلى بلاده، أسس بوشيبة جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، التي تعمل على تعزيز التعاون بين المغرب والصين، وكذا بين أفريقيا والصين. أصدر في السنة الماضية كتابًا باللغة الصينية بعنوان “تاريخ العلاقات بين المغرب والصين (1958-2018)”، مع ترجمتين باللغتين العربية والفرنسية. ويعدّ هذا الكتاب مؤلفا مرجعيا بالنسبة للجامعيين ورجال الأعمال المهتمين بالدراسات عن الصين والمغرب. قدم السيد بوشيبة هذا الكتاب إلى الملك محمد السادس، الذي أجابه برسالة ملكية شجعه فيها على الاستمرار في تكريس نفسه للتعاون الحضاري بين المغرب والصين”.
وزاد: “في تجاوب مع مبادرة “الحزام والطريق”، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، قام ناصر بوشيبة بتنظيم العديد من الأنشطة ذات صلة في كل من المغرب والصين، من قبيل نشر مقالات في العديد من وسائل الإعلام المحلية الرئيسية، من بينها، ضمن مقالات أخرى: (إلهام التنمية في الصين.. قصتي مع “الحزام والطريق”). حيث أشار إلى أن توقيع مخطط التعاون بين المغرب والصين بشأن التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق ينسجم مع الحاجيات التنموية للمغرب، ويمكن أن يجلب استثمارات ضخمة للبلاد. ويمكن للمغرب، كأول دولة في شمال أفريقيا توقع على هذه الخطة، أن يوفر للصين فرصًا لتوسيع التعاون الاقتصادي نحو أوروبا وأفريقيا”.
وواصل: “يأخذ بوشيبة في اعتباره إنجازات الصين في مجال مكافحة الفقر. وفي هذا السياق، نَظّمَ، بتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالرباط، ندوةً عن “الصين – المغرب.. مساعدة المناطق الفقيرة من خلال الثقافة والسياحة، مع Cxbxczx.com (شبكة تجارية للمنتجات المرتبطة بتنشيط المناطق القروية في غرب الصين)، كما نظّم ندوةً حول تطوير التجارة الإلكترونية في أفريقيا والحد من الفقر. بالإضافة إلى ذلك، نشر مقالًا في صحيفة “يومية الشعب” الصينية، تحت عنوان “نقل النموذج الصيني للتخفيف من حدة الفقر إلى وطني”، مقترحا الاستلهام من تجربة الصين من خلال حالات محددة”.
وأكمل لي شانجلين: “بوشيبة، الذي عايش عن قرب التحولات السريعة في الصين، إدراك عميق للنظام السياسي وأشكال التنظيم الاجتماعي في هذا البلد. فبمناسبة الذكرى المائوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أرسل لي رسالة تهنئة باللغة الصينية. وفي مقابلة مع قناة “CGTN”، أشاد بالحزب الشيوعي الصيني لوفائه بالتزاماته في مجال تحسين مستويات عيش الشعب بشكل شامل وإيجاده لحل تاريخي لمشكلة الفقر المدقع وكسب ثقة الشعب. في هذه المناسبة، كان يرتدي بدلة على طراز صان يات صن (بياقة مغلقة وأربعة جيوب خارجية). لقد استكملت الصين بناء مجتمع ميسور الحال، مقدمة دروسًا مهمة وملهمة للدول النامية الأخرى. وفي ذلك مساهمة هائلة في تحقيق السلام والتنمية في العالم”.
وأردف السفير الصيني: “يقدر بوشيبة تقديرا عاليا مبادرة التنمية العالمية، التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ، إذ يعتبر أن هذه المبادرة، التي حددت اتجاه تعزيز التنمية العالمية والتعاون الدولي، تنسجم مع تطلعات شعوب العالم إلى حياة أفضل، كما أنه واثق أن التعاون بين أفريقيا والصين سوف يؤدي إلى ازدهار جديد”.
واستطرد: “عشية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، التي استضافتها العاصمة الصينية، في الفترة من 4 إلى 20 فبراير 2022، عارض بوشيبة، خلال مقابلة إعلامية له في وسائل الاعلام الرسمية في الصين، ما سمي بالمقاطعة الدبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين من قبل بعض البلدان؛ مؤكدا أن تسييس الرياضة مقاربة سيئة تتعارض مع الروح الأولمبية التي يتقاسمها العالم بأسره. وبعد مشاهدة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، أكد أنه كان مهرجانًا رائعًا مليئًا بالطاقة الإيجابية والأمل، كما كانت له القدرة على توحيد العالم”.
وحسب السفير الصيني دائما، يعتبر الدكتور ناصر بوشيبة خبيرا حقيقيا في الثقافة واللغة والحضارة الصينية بالمغرب، يتقن اللغة الصينية جيدا، وينخرط في العديد من المجالات، مضيفا: “وغالبا ما أسأله عن معنى بعض التعابير الفرنسية المعقدة. إنه صديق مخلص ومساعد جيد للشركات ذات الرأسمال الصيني، وللمركز الثقافي الصيني بالرباط، والفرق الطبية الصينية، ومعهد كونفوشيوس. وقد تمت دعوته لإلقاء محاضرات حول النظام الإداري وإجراءات الاستثمار والسياسات الضريبية وكذلك الثقافة الدينية في المغرب لمساعدة الصينيين على الاندماج بشكل جيد في المجتمع المحلي وتطوير أعمالهم”.
وتابع: “أخبرني بوشيبة مؤخرًا أنه انتهى من ترجمة وملاءمة “الصين الجميلة – المهرجانات” (Belle Chine – Festivals)، وهو موسوعة عن الأعياد الصينية التقليدية، التي ستساعد الأجانب على فهم أفضل للثقافة الصينية. علاوة على ذلك، توصل إلى اتفاق مع دار نشر “رينمين تيانزو” (Renmin Tianzhou) في بكين، بشأن إدارة مكتبة النجوم بالرباط، بهدف تقويم نمط سير هذه المكتبة لتعزيز دورها كناشرة للثقافة الصينية”.
وزاد: “منذ أكثر من 600 سنة، وصل الرحالة المغربي الكبير ابن بطوطة إلى الصين على طول طريق الحرير البحري، مقرّبا بين الصين والدول الأفريقية والعربية، وقد وصفه الرئيس شي جين بينغ بأنه أول دبلوماسي مغربي يزور الصين”، يقول بوشيبة، الذي وضع أولويته المقبلة تحويل رحلة ابن بطوطة إلى الصين إلى سيناريو، ثم إلى فيلم، لإبراز العلاقات الودية بين الصين والمغرب”.
وختم: “مازال ناصر بوشيبة يواصل أنشطته لفهم أعمق للصين بغية تعريف الشعب المغربي بصين موضوعية وحقيقية ومتعددة الأبعاد، واستكشاف طرق جديدة لتوطيد العلاقات الصينية المغربية. أعتقد اعتقادا راسخا أن الشراكة الاستراتيجية الصينية المغربية ستدخل مرحلة جديدة”.