قال وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، يوم الاثنين ببني ملال، إن وزارته تطمح إلى جعل غرف التجارة والصناعة والخدمات فاعلا اقتصاديا أساسيا في الجهة، ومساهما مهما في النهوض بالاقتصاد الوطني.
وأوضح مزور، في كلمة تلاها نيابة عنه المدير العام للتجارة بالوزارة، عبد الواحد رحال، خلال الجلسة الافتتاحية للجمع العادي الأول لجامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات، إن تعزيز دور هذه الغرف باعتبارها محفزا للتنمية الاقتصادية على الصعيد الجهوي، يمر عبر إعادة تموقع الجامعة كمركز للخدمات المشتركة لفائدة هذه المؤسسات من جهة، وممثل رئيسي ذو مصداقية لدى السلطات العمومية من جهة أخرى، بهدف المساهمة في تطوير القطاعات الاقتصادية التي تمثلها.
وبهدف دعم ومواكبة جميع الأفكار والمشاريع الاقتصادية ذات القيمة المضافة والتي تخلق مناصب الشغل، أبرز أن الوزارة تعمل مع جميع الغرف والجامعة على تنزيل الاتفاقيات المتعلقة بمخططات التنمية للغرف والجامعة لإنجاز الأوراش الخاصة بآليات الحكامة الجيدة والرفع من جودة ومهنية الخدمات، وكذا إنجاز مشاريع اقتصادية مدرة للدخل.
وفي هذا الصدد ذكر بتوقيع الوزارة مؤخرا لسبع اتفاقيات لتمويل 7 مشاريع مقدمة من طرف الغرف بغلاف مالي يقدر بحوالي 325 مليون درهم في إطار النسخة الأولى من طلب إبداء الاهتمام، مما سيمكن بخلق أكثر من 4200 منصب شغل مباشر وغير مباشر.
ونوه باعتماد التصميم الجرافيكي الموحد (Charte graphique) والتي نطمح أن تعزز بخطوات وبمبادرات أخرى تهدف إلى جعل الغرف كشبكة مؤسسات تواكب الفاعلين الاقتصاديين في جميع الجهات بنفس معايير الجودة.
من جهته أعرب والي جهة بني ملال خنيفرة، الخطيب الهبيل، خلال هذه الجلسة الافتتاحية التي حضرها على الخصوص رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة ورؤساء غرف التجارة والصناعة والخدمات بالمملكة، عن سعادته لاحتضان بني ملال الجمع العام العادي الأول لهذه الجامعة، وذلك من أجل مناقشة والتداول في مجموعة من النقط المتعلقة خاصة بتدبير جامعة الغرف، وكذا برنامج العمل والمخطط الاستراتيجي لهذه الهيأة.
ونوه بالأدوار الطلائعية التي تقوم بها الجامعة المغربية لغرف التجارة والصناعة الخدمات، خاصة على مستوى التنسيق بين الغرف، وصياغة اقتراحات حول القضايا الاقتصادية، ووضع برامج تهدف إلى جلب الاستثمارات الخارجية وإنعاش المنتوج المغربي، وذلك للمساهمة في الدفع بالدينامية التنموية التي يشهدها المغرب.
من جهته قال رئيس الجامعة المغربية لغرف التجارة والصناعة الخدمات، الحسين عليوى، إن هذه الأخيرة أصبحت مطالبة، بالنظر إلى الصعوبات التي يعاني منها النسيج الاقتصادي الوطني، بتكثيف جهودها وتعبئة طاقاتها لمساعدة ومواكبة المقاولات، خاصة الصغرى والمتوسطة ومساعدة منتسبيها في مواجهة الظرفية الاقتصادية الحالية وتداعياتها.
وأضاف أن تأهيل هذه الغرف يتوقف أساسا على الرقي بمنظومتها القانونية والتنظيمية، وعلى مدى ممارسة اختصاصاتها التي ينص عليها نظامها الأساسي وتفعيل مقتضياته وبالتالي تعزيز مساهمتها في الحقل الاقتصادي، وتنفيذ الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب بهدف خلق المزيد من الثروات، والرفع من وثيرة الاستثمار الذي يعتبر السبيل الأنجع لإحداث فرص الشغل وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في سياق متصل أبرز رئيس غرفة الصناعة والتجارة لجهة بني ملال-خنيفرة، خالد المنصوري، الدور الذي تلعبه هذه الغرف في مجال تحقيق متطلبات التنمية المستدامة، وترجمة الأوراش الكبرى التي تشكل المحور الأساسي لكافة المشاريع التنموية بمختلف أرجاء البلاد.
وأعرب عن أمله أن يكون انعقاد هذا الجمع العام اليوم بمدينة بني ملال، إضافة نوعية للجهة من خلال دعم وتطوير ما تحقق على أرض الواقع من مشاريع حيوية ومهيكلة رائدة بالجهة، والتي استأثرت بدعم وازن من وزارة الصناعة والتجارة، وشكلت سندا مهما للنهوض بالاستثمار بها.
وتميز الجمع العام العادي الأول لجامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات بالمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة تهدف إلى تسهيل التصريح ودفع الضرائب ومساهمة الضمان الاجتماعي خاصة بالنسبة للخاضعين للمساهمة المهنية الموحدة.
كما صادق على توحيد الشعار الحالي للجامعة، والتقرير الأدبي والحساب الختامي للجامعة برسم سنة 2021، ومشروع تعديل الاتفاقية الخاصة بالبرنامج التنموي للجامعة برسم 2018-2023.
وشكل الجمع العام العادي مناسبة لمناقشة مشروع المخطط الاستراتيجي للجامعة خلال الفترة الانتدابية 2021-2027، وبرنامج عمل الجامعة برسم 2022، وكذا مشروع ميزانية الجامعة لسنة 2022.
وتمثل جامعة الغرف التي تأسست سنة 1969، 12 غرفة جهوية للتجارة والصناعة والخدمات موزعة عبر تراب المملكة، وتنخرط في دينامية التنشيط الاقتصادي الوطني عبر وضع برامج اقتصادية تهدف إلى جلب الاستثمارات وإنعاش المنتوج المغربي.
وكان الجمع العام الاستثنائي لجامعة غرف الصناعة والتجارة قد انتخب خلال شهر أكتوبر الماضي رئيس غرفة الصناعة لجهة كلميم وادنون الحسين عليوى رئيسا لهذه الجامعة، إضافة إلى مكتب يضم، علاوة عليه، 7 أعضاء آخرين.
