في هذه الأثناء، يلتقي نور الدين عكوري رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء و أمهات التلامذة بالمغرب، بشكيب بنموسى وزير التربية الوطنية و التعليم الأولى و الرياضة، حيث من المنتظر ان يتركز اللقاء بينهما، حول ما تشهده الساحة التعليمية من إضرابات متكررة، وما نتج عنها من هدر للزمن المدرسي، بالاضافة الى ملف مطلبي للفيدرالية يتضمن قضايا أخرى ذات طابع وطني.
وكانت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، عبرت في وقت سابق عن استيائها، وعن قلقها وتذمرها من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية، جراء الإضرابات المتكررة ،وغير المفهومة، والتي فاقت 40 يوما، والتي تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر، مما يعمق أزمة المنظومة التي تعرف أصلا الكثير من الأعطاب، مبرزة أنها تتابع بترقب كبير ما ستعرفه المنظومة التربوية من إصلاحات تطبق بفعالية، ما جاء به القانون الإطار للتعليم، وتقترح ما ينسجم مع التوجهات الواعدة التي وردت في النموذج التنموي الجديد.
وأضافت الفيدرالية: “في الوقت الذي ينتظر فيه المجتمع المغربي الانكباب بسرعة على معالجة هذه الاختلالات، نجد من يفضل نهج أسلوب الحسابات الضيقة، ولو أدى ذلك إلى التضحية بالزمن المدرسي لفلذات أكبادنا، وانتهاك حقوق المتعلم الذي خرج من زمن كورونا يكابد الصعوبات بمجهودات فردية وأخرى مؤسساتية، لم تمكن مع ذلك من تحقيق مستوى التحصيل الدراسي الذي تطمح إليه الفدرالية التي سعت جاهدة، كشريك ايجابي, يتمتع بثقة جميع الشركاء و واعي بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه ، لضمان الزمن الطبيعي والعادي للمتعلم”.
وتابعت: ” غير أن السنة الحالية عرفت انطلاقة متأخرة في شهر اكتوبر عوض شتنبر، مما قلص من عدد الأسابيع المضمنة في المقرر الوزاري للموسم الدراسي 21-2022. الشيء الذي لن يمكن من إتمام المقرر الدراسي، وهو ما يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم، ويتعارض مع المادة 26 من القانون الإطار 51.17 التي نصت على ميثاق المتعلم بوصفه الوثيقة التعاقدية، التي تفرض على كل الجهات المسؤولة ضمان حقوقه الدراسية، وعلى رأسها الاستفادة من زمن التعلم المقرر كاملا غير منقوص”.
وزاد المصدر: “وأمام هذه الإشكالية العميقة التي لاشك أن الوزارة واعية بخطورتها، نتقاسم معها حساسيتها ونطالب بتدخل فوري وبشكل مستعجل، يستدرك ما يمكن استدراكه حتى نتمكن من انقاذ الموسم الدراسي الحالي، وبالتالي إيقاف المنحى التنازلي لمستوى التحصيل الدراسي، الذي بلغ مستويات متدنية تقر بها المؤسسات الوطنية والدولية”.
وواصل ذات المصدر: “إن الفدرالية، بحكم تجربتها وموقعها داخل المنظومة، واعية بمدى خطورة الوضع التعليمي الدراسي بالمغرب، وتدق ناقوس الخطر لما آلت اليه الأوضاع وتنبه إلى أن المسار التعليمي مرتبك، وتعبر عن استعدادها للانخراط في كل المشاريع التربوية، التي تستهدف المتعلم بل تمتلك مقاربة ناجعة تستطيع من خلالها ان تكون في الموعد نظير الثقة التي تتمتع بها وكذلك الكفاءات التي تتوفر عليها من ذوي الخبرة والتمكن في المجال التعليمي”.
وخلص نفس المصدر: “إن الفدرالية وهي تعبر عن موقفها من كل الاشكالات التي يعاني منها قطاع التعليم، من موقع مسؤوليتها وحسها الوطني، فإنها تمد يدها لكل الغيورين على القطاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتدعو كافة الجهات الرسمية عموما ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة خصوصا، من أجل التفاعل بشكل إيجابي والحرص على تعويض الزمن المدرسي المهدور، وتدعو الأساتذة والأستاذات إلى التشبث بروح المسؤولية الوطنية والتربوية التعليمية اتجاه أبنائنا وبناتنا بالمدرسة العمومية، والبحث عن آليات ترافعية لملفها المطلبي لا تمس بزمن التعلمات، داعية الجميع إلى تقديم أقصى حد من التضحيات وجعل مصلحة الوطن والمصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار. كما تنبه إلى خطورة إقحام التلميذات والتلاميذ في ما يمس استقرار بلادنا”.