أكدت النجمة المغربية أسماء لمنور تحضيرها لألبوم غنائي مغربي سيصدر قريبا يأتي في إطار تعريفها بالفن المغربي ودعم انتشاره في العالم العربي كما تحدثت في الحوار الذي خصت به إحاطة عن تجربتها في برنامج صوت الجيل الجديد وعلاقتها بزملائها في لجنة التحكيم:
سبق وعرض عليك أن تشاركي كعضو لجنة تحكيم في برامج الهواة على القنوات العربية ورفضت، ما أسباب مشاركتك في برنامج “صوت الجيل الجديد”، وكيف عشتها كأول فنانة مغربية تقود هذه التجربة على المستوى العربي؟
أولا أنا فرحة بهذه التجربة، رغم مرورها السريع، وقد أصبحت تجمعني محبة وصداقات جديدة مع الأشخاص الذين اشتغلت معهم، والحمد لله أظن أننا توفقنا جميعا في هذه التجربة بنسبة كبيرة.
أما بالنسبة للعروض التي سبق وتوصلت بها، أظن أن توقيت البرنامج جيد، وأحسست أنني في هذه المرحلة مستعدة للقاء الجمهور والناس بشكل مباشر وأسبوعي، رغم صعوبة الأمر.
حضورك في البرنامج اتسم بالحزم في التعليقات والانتقادات التي كنت توجهينها للمشاركين، ما جعل البعض يصفك بالقاسية، ما تعقيبك؟
الحزم ليس ضد الطيبوبة أو مرادفا للشر، بالعكس الشخص الحازم يتسم بالموضوعية لكي لا يخسر ثقة الناس به. لا أظن أنني كنت قاسية، بل كنت أكثر موضوعية. فمثلا في البرايم النهائي حين فاز شريف صالح، والذي توقعت له الفوز، وهذا ليس تقليلا من المشاركين الآخرين، لكني رأيته أكثر حضورا وجاهزية ليكون “صوت الجيل الجديد”، وقد كنت معه في كل البرايمات موضوعية وأقول له مثل ما أقول لنفسي، بعد حفلاتي، أي أنني أنتقد نفسي وأبحث عن الجيد والأقل جودة. أظن أنه في آخر ثلاث برايمات كان شريف متفوقا على نفسه مقارنة مع بداية البرنامج، وبالتالي الحزم الذي اتسمنا به أنا وزملائي في لجنة التحكيم أتى بنتيجة جيدة.
علمت أن شروط لجنة التحكيم للمشاركة في النسخة الثانية من البرنامج، أن تعملوا على اختيار الأصوات المشاركة بنفسكم، من أجل تحسين جودة الأصوات المشاركة، هل هذا صحيح؟
هذا ليس من باب الشروط، بل من باب الاتفاق مع الكل، وهو أن يعطونا جانبا من المسؤولية، وهو تكليف وتشريف في الوقت ذاته. وأتمنى أن نوفق في اختيار كمية أكبر من الموهوبين على مستوى العالم العربي، لأني أعتقد أن هناك أصواتا كثيرة تحلم بهذه الفرصة، خصوصا على قناة مهمة كقناة دبي، إضافة إلى أن الجائزة مغرية ليس بقيمتها المادية فقط، بل أيضا من خلال الحضور على شاشة بحجم قناة دبي. لقد حضرت التحضيرات والأستوديو، ولاحظت حجم العمل والفريق الكبير، وجودة التقنيات الخاصة بالقناة، هناك عمل كبير ومضني، يراه الناس في ساعة ونصف من المباشر، لكن وراءه ليالي طويلة من العمل، لهذا فيجب أن يكون التعب على قدر المواهب.
كمتمرسة في الفن منذ سنوات، ماهي نصائحك لفناني الجيل الجديد؟
صوت الجيل الجديد، هي ثلاث كلمات، وكلها فروع مهمة، صوت: يعني أن تكون هناك موهبة، وهذا لا غنى عنه، وإلا لن يكون وجودنا ذو مصداقية، لأننا بصراحة تعبنا من الأصوات الغير الموهوبة. الجيل: يعني يكون ابن زمنه، بمعنى أن يواكب موهبته في شكله، حضوره، ثقافته، هويته ودفاعه عن هويته أيضا. الجديد: يجب أن يكون هناك جديد في صوته، الأكيد أنه من أجل إظهار صوته سيلجأ للمدارس القديمة، لكن هذا لا يمنعه أن يتجرأ على الأغاني الجديدة، والتي تتسم في غالبها بالسرعة. باختصار فيجب على الموهبة تقديم صوتها في شكل جديد وسريع، وهو أصعب من أن يلجأ للمدارس القديمة التي تعطيه مجالا ليبدع يتلقائية.
كفنانة عربية، معروفة بنشاطاتها الكثيرة من أغاني منفردة، لكليبات، وحفلات، كيف استطعت التوفيق بين كل هذه الالتزامات، وبين مشاركتك الأسبوعية في البرنامج؟
“تهديت” أكيد، الأمر صعب جدا، حيث أنني ملتزمة بحفلات، وكذا بمواعيد في الأستوديو للعمل على الألبوم، وفي نفس الوقت أحضر البرايم. فالأمر صعب خصوصا لامرأة، الأكيد نفس الصعوبة بالنسبة لزملائي الرجال، لكن كامرأة، فاللوك والطلة تأخذ أيضا حيزا مهما في الحضير، لأظهر كل مرة بشكل جديد وألوان غير مكررة، خصوصا أن الناس تراقب كل التفاصيل، لذا فالخطأ ممنوع. إضافة إلى إرضاء جميع الأذواق بين العصري والقفطان والهوية المغربية وغيره.. كل هذه التفاصيل تحتاج تحضيرا ودقة كبيرة، أعتقد أنه ولله الحمد وفقت لدرجة كبيرة في هذا الشق.
على ذكر القفطان والهوية، وأنت معروفة بحفاظك على “تمغريبيت” أينما وجدت، حتى حديثك بالدارجة رغم أنها غير مفهومة للبعض، كيف استطعت أن تفرضي أسلوبك المغربي على الساحة العربية؟
أعتقد أنه كان يجب أن نقدم على هذه الخطوة منذ فترة طويلة، فهذا دور الإعلام والفنانين في المغرب، حيث كان الاهتمام متوجها أكثر نحو الغرب عموما، في حين أننا في المغرب، وبالخلطة التي لدينا بين الأمازيغية والعربية، وهذه الهوية الغنية ضمن الوطن العربي الكبير، كان يجب أن نتقرب بفننا وإعلامنا للعرب. في فترة غير بعيدة كانت لهجتنا بعيدة جدا، وحتى الجمهور المغربي كان يؤاخنا إذا بسطنا اللهجة ويدعونا للحديث بها حتى لو لم يفهمها البعض، لكن العكس، يجب أن أصل للناس بكميات قليلة لكنها تترسخ في ذهنهم. اليوم إذا كنت أقول “عجبتيني، “بزاف، “حمقتيني”، “صافي”، في حديثي أو أغاني أو اللحظات الطريفة، فالكلمة تكون جملة، والجملة تكون موضوعا، ومن الممكن فيما بعد أن تنفتح أفلامنا ومسلسلاتنا على العالم العربي، ليشاهدوها، ويمكن أن نستقطب سياحا أكثر أيضا، وهذا هو دورنا، وأعتقد أنني بمعية زملائي الفنانين المغاربة وفقنا فيه.
كنت أول فنانة في جيلك تحمل اللهجة المغربية إلى العالم العربي، واليوم العديد من الأصوات المغربية تفعل الشيء ذاته، وحتى فنانون عرب يغنون بالدارجة المغربية، كيف ترين هذه الموجة؟
كمغربية أرحب بهذه الخطوة، وأي شخص أراد الغناء بلهجة بلدي أشجعه وأسعد به وأرحب به، فثقافتنا هي ثقافة مرحبة، شرط أن يكون الكلام جيد، وله قيمة. بالنسبة لموضوع الأولوية، أفضل أن أقول أنني وبمعية زملائي المغاربة نقود هذه الخطوة، لأن لهجتنا وثقافتنا تستحق، وأتمنى أن لا نكون مقصرين.
بعد نجاح أغنية “درتي ليا الطيارة” ألم تفكري في تصويرها بطريقة الفيديو كليب؟
أعتقد أن الأغنية التي تنزل السوق وتغامر بها دون أن تكون مصورة، يكون من الصعب العودة لتصويرها فيما بعد. حاليا لدي ألبوم مغربي كبير من 14 أغنية، وبه أكثر من أربع أو خمس أغاني أحس أنهم يحفزوني على التصوير، لكن الاختيار صعب جدا.