فاجأ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قيادات شبيبة العدالة والتنمية، خلال تدخله في لقاء مفتوح، خلال الندوة الأولى حول “المخطط الاستراتيجي للمرحلة”، التي احتضنها أمس، مقر الحزب بالرباط، بإثارته قضية الكلب “راي”. وقال بنكيران “تأثرت بشكل كبير لقصة الكلب “راي”، ولم أشأ التحدث في الموضوع في حينه بسبب كثرة الكلام، ولكنني تأثرت لأن الرفق بالحيوان مطلوب في المجتمع وهو مؤشر على طريقة التعامل في المجتمع”.
وعاد رئيس الحكومة إلى الجدل الذي خلفه فيلم “الزين اللي فيك” ومهرجان “موازين”، بتأكيده على أن ما راج عن الفيلم والمهرجان، ليس بجديد وهو “جزء من نظرية تقول بضرورة التخلص من التراث، وجواب المغاربة الحقيقي هو هذا الإقبال الكبير على المساجد وعلى صلاة التراويح”.
ولمح بنكيران إلى أن علاقته بمستشاري الملك، ليست وطيدة، إذ قال رئيس الحكومة، “علاقتي كرئيس للحكومة مع الملك وليس مع مستشاريه، فعلاقتي مع مستشاري الملك تكون في حدود ما يكلفهم به أو ما يطلب مني أن أناقشه مع أحدهم”، مضيفا أمام قيادات الشبيبة وشبابها، أنه كرئيس حكومة لدي مسؤوليات في استقرار البلد “طبعا بعد جلالة الملك ولدي مسؤوليات في تقوية الديمقراطية ويعنيني استمرار هذه التجربة التي جعلت رأس المغرب مرفوع”.
وفيما يشبه الموعظة، تحدث بنكيران عن عدم سعي حزبه إلى السلطة، وقال “حزب العدالة والتنمية لا يسعى إلى السلطة وانما يتنافس عليها وفق القانون والقناعات تبنى على المبادئ والمواقف وتصريفها يبنى على الإمكانيات”. وزاد بنكيران متقمسا دور الأب النصوح “هذا زمن الشجاعة وقول الحق وليس زمن الخنوع، لكن لابد أن نعرف أي حق نقول “، مضيفا أن صناعة البديل لا تتم بانتقاد الآخر والضرب فيه، ولكن تتم ببناء الذات أولا وتعهدها، وأن الانتصار يجب أن يكون للقيم و”الرسول ربى جيلا على التوحيد والاستقامة بالموازاة مع محاربة الشرك”.
ووضع بنكيران ما يشبه المقارنة بالمرحلة التي يديرها ومرحلة الإسلام الأولى، إذ قال “سنوات الإسلام الأولى التي كان فيها البناء هي التي مكنت المسلمين من الانتصارات وصناعة حضارة، فيجب أن يكون الانتصار للقيم على حساب الشوكة والغلبة”، أما “أصحاب منطق التحكم فليسوا مجرد منافسين لنا في الانتخابات، بل إن هؤلاء شر كله ويشكلون خطرا على الأمة”.
وقال بنكيران لشباب شبيبة حزبه إن دورهم حان لتسفيه أحلام خصومه السياسيين، لأن هدفهم، يقول بنيكران، هو التحكم في كل شيء و”من بعد ذلك يخرجون فيلما عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وكأنه حقيقة”.
وفي موضوع الانتخابات الجماعية التي كانت موضوع سؤال شفوي لفريق الحزب النيابي، قال بنيكران إن حزبه لا يشتغل على رئاسة الجماعات في حد ذاتها، وإنما يدافع عن “البلد وعن النظام أيضا”.
بخصوص التحالفات قال رئيس الحكومة إن حزبه سيتحالف مع من يناسبهم، ولن و”لن نتحالف مع من لا يناسبنا”، مضيفا أن لديه شعورا بأن المستقبل مشرق وأن “المواطنين يفهمونني ويشجعونني”.
واعتبر رئيس الحكومة تقديرات بنك المغرب الخاصة بالنمو، دليلا على نجاح حكومته، وقال “سنحقق نسبة نمو جيدة حسب تقديرات بنك المغرب وهذا دليل على نجاحنا”.
وفي موضوع الفايسبوك قال بنيكران مبتسما إنه يجيد استعماله، غير أنه ومن خلال صفحته سيتقاسم مع رواده بعض الأفكار والاقتراحات و”أرى التفاعل معها لدي افكار من بينها أن نتداعى إلى نقاش بعيد عن الحقوق والزيادة في الأجر يتعلق بكيف نطور القيام بالواجب سواء في صفوف الأساتذة أو الأطباء والممرضين والصيادلة وغيرهم، فأنا متأكد أن الكثيرين سيتفاعلون مع هذا الموضوع لأنه هو الذي فيه نهضة الأمة” يقول رئيس الحكومة.