على غرار “دون أندريس”، تطوّر صاحب الرقم ثمانية في النادي الكاتالوني، ونسج علاقة وطيدة مع مدربه تشافي هرنانديس. يعتمد على توأمه في اللعب غافي، ويتقاسم الصفات عينها في مداعبة الكرة بين قدميه.
في عمر التاسعة عشرة (سيحتفل بميلاده العشرين خلال المونديال، يوم 25 نونبر)، أضحى بيدري كأحد أبرز لاعبي جيله، فضلاً عن الأبرز بين لاعبي خط الوسط في الكرة العالم.
أطلق النادي الكاتالوني جوهرته الجديدة في غشت 2020، احتاج الى بضع مباريات ليبهر الإسبان ويطرق باب المنتخب، حتى تم توجيه الدعوة اليه للالتحاق بالمنتخب في مارس 2021. حينذاك اشاد المدرب لويس انريكي بـ”بُعد نظره” على نحو خاص و”جودة أدائه”.
ومع المنتخب احتاج الى ثلاث مباريات دولية فقط ليقطع المراحل بخطوات متسارعة، ويحجز مقعده مع الفريق في نهائيات كأس أوروبا صيف 2021.
وكان بيدري عند حسن ظن مدربه: قاد لا روخا الى الدور نصف النهائي في البطولة القارية حين ودع المسابقة على يد إيطاليا بركلات الترجيح (3-5) بعد التعادل في الوقتين الاصلي والإضافي 1-1. اختير بيدري كأفضل لاعب شاب في البطولة، وكان الإسباني الوحيد في التشكيلة المثالية.
– الفخذ الأيسر الحساس –
يرى بيدري أن موسمه الأول (2020-2021) كان بمثابة ماراثون مثالي تفوّق فيه على بيدرو غونساليس، أي على نفسه.
خاض خلاله 73 مباراة واختتم الموسم بميدالية فضية أولمبية في دورة ألعاب طوكيو، ولكن لعنة الإصابة طالت أمل لاس بالماس، حيث تعرّض الى تمزق في عضلات الفخذ الأيسر خلال المباراة ضد بايرن ميونيخ (صفر-3) في افتتاح دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا يوم 14 شتنبر 2021.
العودة المتسرعة، جعلته ينتكس مجدداً، مما حتّم عليه ملازمة العيادة لمدة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، حيث استمر حتى 12 يناير.
الإصابة البليغة، حرمت بيدري من مساعدة منتخب اسبانيا في المربع الذهبي لدوري الأمم الأوروبية (خسر لا روخا في النهائي أمام فرنسا 1-2 في أكتوبر 2021).
ولازمت الإصابة لاعب برشلونة في نهاية أبريل (تمزّق عضلي في العضلة ذات الرأسين الفخذية)، ما اضطره الى الغياب عن نهاية موسم النادي ومباريات دوري الأمم.
المشاكل العضلية الصغيرة أصبحت من الماضي، مع انطلاق الموسم الحالي، إذ استعاد بيدري أفضل مستوياته حيث شارك مع “بلاوغرانا” بنسبة 80% من الدقائق الممكنة. وعلى أرض الملعب، النظرات السوداوية القاتمة بدّلت معالم وجهه الطفولي البريء.
-“هذه هي الموهبة”-
“إنه يذكرنا كثيراً بأندريس إنييستا. لاعب رائع. وإذا تطرّقنا في الحديث عن موهبة شاملة، فإنه الأفضل في العالم”، هكذا أشاد مدرب برشلونة تشافي هرنانديس بلاعبه في نهاية فبراير الماضي، إذ تجرأ على مقارنته بزميله السابق في النادي والمنتخب.
استقطبه برشلونة في عام 2019، إلا أنه التحق بالفريق الكاتالوني في صيف 2020 بعد موسم أخير في ناديه الأم لاس بالماس، ولم يتردّد بيدري في التأكيد خلال تقديمه في ملعب كامب نو بأن “مثله الأعلى هو أندريس إنييستا دائماً”.
ولخّص المدير الفني لبرشلونة تشافي موهبته بالقول “لديه إدراك كامل للزمان والمكان، وعندما يكون محاطاً بثلاثة رجال وانت متيقن من خسارته للكرة، إلا أنه يحتفظ بها، فهذا يسمى الموهبة”.
أضاف “عندما أكون على مقاعد البدلاء أراقبه، لا يمكن التكهن بما سيفعله. حسناً إنه يبتكر أشياء لا يمكن تخيلها، وافضل مما نعتقد. هذه موهبة فذة”.
الفتى الذهبي… حاز جائزة ريمون كوبا كأفضل لاعب يافع في العالم 2021، تفوّق على زميله غافي الذي نال الجائزة في العام الجاري.
أوروبا باتت تعلم عن الموهبة بيدري، وفي قطر العالم ينتظره.